الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة يوسف .. بقلم محمد جرادات

تاريخ النشر : 2014-11-26
قصة يوسف... بقلم محمد جرادات
كانت انارة الشوارع تلك الليلة خافتة على غير  عادتها ..فتح باب الحافلة وقال محطة هاردوف  ..
كانت العجوز غولدا تجلس  في كرسي قرب النافذة ..كانت تتابع بشغف تفاصيل المكان الذي لن تنساه ابدها ..فهنا وبعد سنتين على قدومها من مدينة ثورن البولونية كانت متطوعة
في مجموعة يهودية محاربة لقتل العرب وطردهم من المكان ..تتذكر جيدا انها اطلقت النار على طفل عربي ليكون ضمن ضحايا مذبحة دير ياسين التي حدثت في هذا المكان تحديدا ...
اخر محطة .. صوت سائق الحافلة  قاطع رحلتها في الذكريات .. حملت حقيبتها وتوجهت نحو الباب وقالت له مبتسمة "تودا يوسف "
ابتسم لها وفتح الباب وقال لها
: انتبهي فالاضواء مطفئة الليلة  ..
همت بالخروج من باب الحافلة  المرتفع على قدميها اللذين بالكاد يحملانها ..كان يراقبها  طوال الوقت .. حاولت ان تنزل قدميها على حافة الرصيف الا انها اخطات تقدير
المسافة .. فقدت توازنها .. الحقيبة السوداء سقطت اولا وقبل ان تنزلق قدمها الاخرى كان يوسف قد امسكها من ذراعيها الهزيلين ليعيد اليها التوازن ثانية ..
بعد ان اطمانت واقفة على الارض  تتاول حقيبتها وهي تبتسم له ممتتة ببعض ما تسطيع من مخارج الحروف العربية .."شكرا يوسف انت شاب طيب "
قبل ان يكمل يوسف رحلة العودة الى محطة الباصات ومنها الى البيت سيرا على الاقدام ..كان قد امسك هاتفه وبدا بكتابة رسالة الى زوجته "حبيبتي انا في الطريق اليكم
ساشتري الخبز واللبن لا تدعي الاطفال يتامون قبل وصولي .انا سعيد فقد انقذت سيدة عجوز من السقوط ساحكي لك القصة عندما اصل .احبك "
ترجل يوسف بعد ان وضع الحافلة في مكانها على ارض محطة الحافلات . ودع اصدقائه بابتسامة اعتادوها كل ليله منذ عشرة اعوام.
كانت اضاءة الشوارع تلك الليلة مرتعشة ..دخل زقاقا يوصله الى بيته وفي وسط الزقاق مر به ستة من تلاميذ المعهد الديني الذي اقيم على انقاض مسجد فلسطيني .
القى عليهم التحية بلغتهم "شلوم" .. لم يجبه اي من الستة .
مضى ثلاث خطوات اضافية  وفجاة شعر بشيء ما بارد وحاد صلب يحيط رقبته  .وفي لحظة كان هناك من يثبت يداه ليسقط منهما كيس الخبز المعد لعشائهم الاخير  ..
بعد ان احكمو القبضة عليه  اقتادوه الى زاوية غير مكشوفة ..كانو قد قيدوا يديه الى الخلف وكان حبل من البلاستيك السميك يلتف حول عنقه .. مع  بعض من مجرى النفس المتوفر
طلب يوسف ان يقول شيئا ..
فظن سادسهم اته سيطلب العفو والرحمة .. وانه سبذكرهم بالتعايش والوطن المشترك ..وسيقرا عليهم سطر او سطرين من اتفاقية السلام الموقعه مثلا ..  اتاحوا لك الكلام فقل يا
يوسف  
نظر اليهم مبتسما وقال :  الان سيعلم الجميع ان هذا هو الحل الحقيقي للمسالة
... لم يفهم القتلة ما يقصده يوسف بتلك العبارة  واعدموه ...
اما العجوز غولدا وكانت قد سمعت قصة يوسف فيما بعد   فقررت ان تعود لتدفن في بولونيا فلربما فهمتها ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف