الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تراجع فلسطيني من غير ثمن !بقلم:د. عادل محمد عايش الأسطل

تاريخ النشر : 2014-11-25
تراجع فلسطيني من غير ثمن !
د. عادل محمد عايش الأسطل
لم تكن كافية جملة المساعي التي قام بها الرئيس الفلسطيني "أبومازن" في شأن التوجه لمجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولإعطاء موعد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كما لم تكن كافية تلك الخطوات الأوروبية الرسمية الضئيلة الداعمة لخطواته، ولا كميّة الدعم العربي والإسلامي لهذ التوجّه، بسبب أن الولايات المتحدة قالت لا..
كان أكّد "أبومازن" وعلى صيغة التهديد تاراتٍ كثيرة، بأنه لن يخضع لأيّة ضغوطات أمريكية وإسرائيلية، برغم حرصه على عدم البحث عن الغضب الأمريكي، لكن كما يبدو فإن الأمر اختلف الآن بصورة معاكسة تماماً عمّا كان متوقعاً، فخلال اللحظات القليلة الفائتة، اضطر إلى إلغاء خطّة التوجّه إلى مجلس الأمن، لِعلّة انشغال الدول الكبرى بالمباحثات العاجلة التي تجريها في الموضوع النووي الإيراني، إضافةً إلى أن المساعي في ضمان تطويع النمرة التاسعة لنجاح المسعى الفلسطيني، لم يكن بالوسع تحقيقها، بعد سماع أن دولة فرنسا غير مهتمة بالتصديق على المطلب الفلسطيني.
برغم أن خطوة التراجع، كانت مُفاجئة وعلى المستويين العربي والدولي وأيضاً الفلسطيني بشكلٍ خاص، إلاّ أنها كانت مريحة جداً للولايات المتحدة وإسرائيل لدرجة ترحيبهما بالعدول عن إتمامها، لما كانت تمثّله من سياسة عدائية وتحريضية وتبعد عن مسار السلام.
بأي حال، لم تكن الأسباب الفائتة وحدها، هي وراء التخلّي أو الإرجاء على الأقل، لكن هناك أسباباً أخرى نزعت كمية التشجيع لدى "أبومازن"، وألقت بكل الإحباط في قلبه، وهي أنه وصل إلى الفهم، بأن هذه الخطوة باعتبارها الطلقة الأخيرة، التي وعلى الحالين- نجاحاً أو فشلاً- ستعمل على تفجير الأوضاع بالكليّة، باعتبارها لدى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل هي الحاسمة في المصير الإسرائيلي بجملته، وباعتبارها يوم القيامة الذي سيحشر ضمنه (الكل) المؤمنين والكافرين، فإسرائيل لن تسلّم للأمر في حال النجاح ولو بإعلان الحرب من جديد، وفي حال الفشل مرة أخرى كما في العام 2011، فإن الآمال ستنعدم من الآن فصاعداً أمام السلطة في نوال ذلك مستقبلاً، أيضاً فإن الرئيس وفي ضوء مشاهدته للرباعية الدولية التي لا تزال تمارس بياتها الأزلي، فإنه فهِم أن خطوات الدول الغربية، باتجاه الاعتراف بالدولة هي غير جادّة ولا مُجدية، كونها تصدر من برلماناتها، ولم تكن تصدر من حكوماتها (التنفيذية) كما حصل في كل من بريطانيا وإسبانيا، فهناك عدّة قرارات سابقة داخل مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين في شأن نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس، ولكن الحكومات الأمريكية المتعاقبة وعلى اختلافها، لم تكن مُلزمة بتنفيذها وإلى الآن.
إن مُسارعة وزير الخارجية "جون كيري" وفي اللحظات الأخيرة للاتصال بـ"أبو مازن" قبل الوصول لمجلس الأمن، ومن ثم نثر التهديدات الصاخبة ضده، بالتراجع ومن غير شرطٍ أو ثمن، برغم المفارقة، حيث تؤمن الولايات المتحدة بشراكة الرئيس بالرغم مما علِق به على مرّ سنوات الحكم، كونه يستطيع تغيير الصورة، والتي تتمثل بإدخال عقوبات على السلطة، كوقف المساعدات الاقتصادية، والأهم بسحب الاعتراف به كشريك للسلام كما تدعو إسرائيل، وتركه وحيداً ويجري له ما يجري، إضافةً إلى قطع الآمال مستقبلاً، أمام أيّة مساندات أمريكية بشأن قضايا مختلفة، وسواء بشأن الاستيطان أو بتعزيز خطوات انفرادية إسرائيلية، كانت خلخلت أركانه وأضعفت شجاعته، باعتبارها جادّة هذه المرّة، حيث أوضح "كيري" بأن الولايات المتحدة مصممة على إحباط مساعيه تماماً، وهي مصممة فقط على مواصلة نشاطاتها لاستئناف المفاوضات، وتدل هذه التهديدات السريعة، على الأهمية التي يوليها الأمريكيون لإسرائيل، والتي تتقدم على مصالحهم الذاتية في أحيان متتابعة، وهذه حقيقة لا تساعد "أبو مازن"، منذ زمن بعيد على أن تصبح القضية الفلسطينية ذات أولوية لديهم.
يمكن الادعاء ومن نواحٍ عديدة بأن السلطة الحاليّة ولها – العذر- تدير معركة بقاء قاسية، فالبيئات الدولية برمّتها مُختلة، وأحيانا مجنونة وأخرى مشتعلة، تشجع على عدم الإقدام على أيّة خطوات إضافية، برغم أن لا خطوات بالمرّة، ليس سهلاً التقيّد بها، فالوضع السياسي المحلّى سيء، والوضع الإقليمي أسوأ، والعالمي أكثر سوءاً، وتبعاً لها فليس هناك ما يُبشّر بالخير.
كان دشّن الرئيس ثلاثة سيناريوهات، سيعمل على تفعيلها واحداً تلو الآخر، أمام الولايات المتحدة وإسرائيل والمجتمع الدولي أيضاً، حيث تمثّل الأول، في التوجّه لمجلس الأمن، والثاني، وهو في حال فشل المسعى الأول، فإنه سينشط في الانضمام إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية، بما فيها التوقيع على معاهدة روما، لشكاية إسرائيل بجرائم حرب، وبما أن ذلك ليس مضمون بأي حال نظراً لآلاف السنين التي يجب أن ننتظرها حتى تحقيق ذلك، فإن السيناريو الثالث ربما يظل ظاهراً على السطح خلال الفترة المقبلة على الأقل، وهو سيناريو التهديد باتجاه الدفع بمفاتيح السلطة أمام "نتانياهو" والذي ربما هذا ما يُريد أن يصل إليه الأخير، وإن كان يُبدي غير ذلك.
خانيونس/فلسطين
24/11/2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف