الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قِراءات في وَصِيَّة (٢) بقلم:نزار حيدر

تاريخ النشر : 2014-11-25
                   قِراءات في وَصِيَّة (٢)
                      نــــــزار حيدر
   بهذا الصّدد، ارى لو نلتزم بثلاث قواعد أساسية نحقّق بها الغاية المطلوبة:
   القاعدة الاولى؛ ان ينشغل كلّ واحدٍ منّا بعيوبه ونواقصه عن عيوب الآخرين ونواقصهم.
   يراقب نفسه ويحاسبها بدلا من ان يراقب الآخرين ويحاسبهم، يقسو عليها اذا اخطأت ويعاقبها اذا شطحت، بدلا من ان يقسو على الآخرين ويعاقبهم، يعلّمها اذا جهلت ويقوّمها اذا انحرفت، يحثّها على الاستقامة ولا يبرر لها اذا فشلت.
   لسنا بحاجة الى واعظ لا يلتزم بما يعظُ به الناس، ولسنا الى متفيقه لا يتخلّق بما يريد ان يلتزم به الآخرون من اخلاق حميدة، ولسنا بحاجة الى من يعلّمنا أسس الحوار وهو فاشل فشلاً ذريعا في الالتزام بها، فتراه، مثلا، يخرج عن طوره اذا حاججه احدٌ او أستشكل على رايه آخر.
   هؤلاء لو ينشغلوا بعيوبهم وأخطائهم ومشاكلهم العقدية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والفكرية والثقافية عن وعظ الآخرين وتوجيههم، لكان افضل لهم ولغيرهم.
   يقول امير المؤمنين (ع) {مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرهِ} ويقول عليه السلام {

فَمَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِغَيْرِ نَفْسِهِ تَحَيَّرَ فِي الظُّلُمَاتِ، وَارْتَبَكَ فِي الْهَلَكَاتِ، وَمَدَّتْ بِهِ شَيَاطِينُهُ فِي
طُغْيَانِهِ، وَزَيَّنَتْ لَهُ سَيِّىءَ أَعْمَالِهِ} وقوله عليه السلام {يَا أيُّهَا النَّاسُ طُوبى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، وَطُوبى لِمَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ، وَأَكَلَ قُوتَهُ، وَاشْتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ، فَكَانَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شُغُل، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَة!}.
   وعن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) قوله {حقٌ على كلِّ مسلمٍ يعرفنا ان يعرضَ عملهُ في كلِّ يومٍ وليلةٍ على نفسهِ فَيَكُونُ محاسبٌ نَفْسَهُ، فانْ رأى حسنةً استزادَ منها، وَإنْ رأى سيئةً استغفرَ منها}.
   القاعدة الثانية؛ ان نحاول اولا تصحيح ما نظنّه خطأً عند الآخرين بتصحيحه في انفسنا، وان نقوّم ما نعتقده اعوجاجاً عند الآخرين في انفسنا اولا، على قاعدة الاجتهاد في صياغة النموذج في الذات لنمارس عملية تغيير الآخرين بالفعل وليس بالقول، بالنموذج الحي وليس بالمثاليّات، كما أشار الى ذلك الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) بقوله {رحمَ اللهُ قوماً كانوا سراجاً ومناراً، كانوا دعاةً إلينا باعمالهم ومجهودِ طاقتهم}.
   يقول الامام امير المؤمنين (ع) {احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ}.
   الا يستحي من نفسه المقصّر عندما ينصِّب نفسه قاضياً في المجتمع؟ فيكفّر هذا ويتهم ذاك ويشكّك في نوايا الآخرين ويتّهمهم ويطعن في التزاماتهم ويستهزئ بعقائدهم وولائهم؟.
   كيف يجيز البعض لأنفسهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الآخرين وفي المجتمع وينسون انفسهم فلا يأمرونها بمعروف ولا ينهونها عن منكر؟ الم يقرؤوا قول الله عزوجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}؟ ان هؤلاء لا ينفعهم من كتاب الله عزّ وجلّ الا قوله تعالى {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} فلننشغل بانفسنا يرحمكم الله قبل ان نشغلها بالآخرين.
   القاعدة الثالثة؛ ان ننظر الى انفسنا كلما نظرنا الى الآخرين وظننّا بهم سوءاً، لنبدأ دائماً باصلاح انفسنا قبل ان نفكر باصلاح الآخرين.
   يقول امير المؤمنين (ع) {أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ} وقوله عليه السلام {مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالاِْجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ}.
   اذا تجاوز احدٌ هذه القواعد الثلاث بنجاح عندها فليبدأ بتعليم الآخرين وإصلاحهم وتوجيههم ومحاسبتهم، اذ سوف لن يكونَ، والحال هذه، دليل القول المأثور [فاقدُ الشيء لا يعطيه].
   ٢٤ تشرين الثاني ٢٠١٤
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف