الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تلك السنين بقلم: عبد السلام عابد

تاريخ النشر : 2014-11-23
تلك السنين بقلم: عبد السلام عابد
تلك السنين
عبد السلام عابد
أهداني الأديب والمربي طارق عبد الكريم محمود مشكوراً نسخة من سيرته الذاتية التي تحمل عنوان: تلك السنين. وهو كتاب ضخم صدرت طبعته الأولى في نابلس، عام 2014م، ويقع في خمسمئة وتسع عشرة صفحة،سجل فيها أديبنا رحلته في هذه الحياة، وانطباعاته ومشاهداته وذكرياته وتجاربه التربوية والأدبية، وعلاقاته المتشابكة والحميمة مع بلدته ووطنه، وأفراد أسرته وأصدقائه ومعارفه وزملائه في العمل، والأماكن التي عاش فيها أو تلك التي زارها، وتركت أثاراً في ذاكرته الزاخرة بالأحداث الكبيرة والتفاصيل اليومية الصغيرة .
والحق أنني استمتعت أيما استمتاع، وأنا أتابع قراءة صفحات هذا الكتاب الذي ينتمي إلى لون مهم من ألوان الفنون النثرية الأدبية، ألا وهو فن السيرة الذاتية،التي يسجل فيها أديبنا طارق تجاربه الحياتية التي مر ّ بها، على امتداد اثنين وسبعين عاما ،ً منذ العام 1942م حتى العام 2014م ، وهذه الفترة شهدت أحداثاً جساما ً، ووقائع تاريخية هائلة،تركت آثارا ً عميقة على وطننا وشعبنا العربي الفلسطيني.
ففي هذه الفترة كانت فلسطين رازحة ً تحت الاحتلال البريطاني، فيما كانت المواجهات محتدمة بين المواطنين الفلسطينيين والمحتلين، وجرت أحداث النكبة، وتشريد الشعب،وانطلاقة الثورة عام 1965م، وهزيمة عام 1967م، والاحتلال الإسرائيلي، والانتفاضة الأولى عام 1987م، وإنشاء السلطة الوطنية عام 1994م، بمؤسساتها ووزاراتها.
هذه الفترة الزمنية الطويلة، كان أديبنا شاهدا ًحيا ً على أحداثها، ففي طفولته المبكرة يستذكر يوم استشهاد عمه الشاعر عبد الرحيم محمود في موقعة الشجرة، ويشاهد مظاهر النكبة، ومآسيها التي تجلت في هذه الجموع الهائمة من اللاجئين في بلدته عنبتا وغيرها من البلدان، وتتكرر المعاناة، ويجربها بنفسه بعد احتلال بلدته عام 1967م.
ويستذكر شاعرنا طارق محمود أيام دراسته في المدارس والمعهد، وفترة عمله الذهبية في مجال التعليم فبل العام 1967م، وبعد الاحتلال، وفي فترة استلام السلطة الوطنية لمسؤولياتها ، ويركز على تجاربه التربوية العميقة، وعلاقاته مع زملائه وطلابه، وطريقة تدريسه، لمادة اللغة العربية التي حببها للطلبة، وجعلها سهلة وشائقة وممتعة .
ولم ينسَ أديبنا طارق تجربته في مجال الشعر الذي سجّل فيه خلجات نفسه وأحاسيسه ومشاعره الصادقة والفياضة، تجاه مَن يُحب من أفراد أسرته، والشهداء، والتغني بجمال الطبيعة والوطن الفلسطيني الذي أفرد له مساحاتٍ واسعة في سيرته، وديوانه الشعري ( عندما تحلق الكلمات ) .
"تلك السنين" سيرة ذاتية شدتني على مدى أيام؛ لقراءتها دون سآمة أو ملل، ، ولعل ذلك راجع إلى العديد من الأسباب التي يمكن إيجازها فيما يلي :
- الأسلوب القصصي الشائق، والابتعاد عن المبالغة والتهويل.
- التدرج في السرد، ابتداء من الطفولة حتى الوقت الحاضر.
- الصراحة والصدق في التعبير عن مكنونات النفس، وما يختلج فيها من مشاعر.
- العاطفة والمشاعر الدافئة ولا سيما مع الجدين والزوجة والبنات والأبناء والأصدقاء.
- اللغة العربية السهلة، والخالية من التعقيد، والمعبرة عن المعاني، والخالية من الأخطاء اللغوية والنحوية .
- التعمق في معرفة الأحداث، والإفادة من تجربة الأديب في مجال التربية والتعليم .
- توثيق حكايات عن المكان والزمان والناس الذين عاشوا فيها.
وختاما ً، فإنني أقدم التحية والتقدير للمربي والأديب طارق عبد الكريم محمود الذي أحبّ مراحل حياته كلها، في الطفولة والصبا والنضج، والعمل في التعليم ، والزواج، والأبوة، والتقاعد،حيث يقول: ( والآن وأنا أخوض في بحر السبعينات، سأقنع نفسي في أن أحب عمري، مرددا ً قول الشاعر أحمد النجفي :
العمر للسبعين يمضي مسرعا ً
والروح واقفة على العشرين
وأخاطب هذا الذي يسمونه خريف العمر قائلا ًله ما قاله الشاعر:
يا أرذل العمر لا تعبر على جسدي
دعني أغيب وبي من عزتي ألَقُ
ومزيدا ً من العطاء يا أديبنا المبدع طارق عبد الكريم محمود .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف