الأخبار
طالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريد
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرصاصه العجماء بقلم بسام فاضل

تاريخ النشر : 2014-11-23
بسم الله الرحمن الرحيم
الرصاصة العجماء (قصه قصير )
زخات .. زخات متقطعة تارة تسمع بوضوح,تارة أخرى تكتم وتصدر إيقاع يرتد مع تباطؤ وتزايد الرياح ,يسترق ابسط الهمسات ويحاول أن يبطئ من حركة تنفسه عله يجد مصدرا لصوت وناحيته.
 فيفاجئ بدوي انفـــــــجار يضاعف من صرير البناء فيهتز, وترن عمدان نافذة صدئه تخللها رياح يتماوج معها درع ابيض مخملي مطرز بلون كحلي يسمح لهواء النافذة بان يعانق جدران الغرفة ويلج إلى داخل المنزل المحاصر بأبنية خرسانية إلا من واجهه تطل على شارع ضيق نصف مساره يستخدم لركن السيارات التي تشكل موقفا جهة العمارة, وناحيته الأخرى تتوسطها مدرسة ابتدائية ذات السور المحشور في ضيق من أمره يعتليه أسلاك لولبية ,يشكل السور أمام ناضرة خط على امتداد الشارع ينتهي من طرفيه بشاهقتين لم تضفرا بنهاية استقامتهما وإتمامهما وخلفيته التي تشاهد من موضع النافذة تقلق أبوابها على حافة عشوائية تتناثر بيوتها مغطاة بصفيح يميل إلى اللون البني الداكن .
كانت ساحة المدرسة ترى بوضوح وتفاصيل حركات الطلاب واجمـــــة يلعبون بأنواع متعددة من الألعاب تتراوح بين لعب الصبيان والبنات ونوع يختلط فيه الأولاد مع البنات ,برهة تلاحظ  سكون تشاهد به فقط ذوات هامات سود يدورن في ممر المدرسة يتناقلن بين أبواب موصدة  تتخللها فسحة في بلكون يواجه باحة الفصول الدراسية ,معلمتين وأكثر يتبادلن نقاش  كلما يلاحظ اهتزاز الأيدي علوا وهبوطا يسرة ويمنة وغير ذلك يقطع الصمت نفير جرس يتثاقل في تردده ويبدوا أن حجمه يعوق طارقة ويسبب له متاعب جمة وتثقل كاهله توجيهه إلى أعلا حيث يمكن سماعه في الفصول الدراسية .
شوق طفلتي الصغيرة .. يتمتم بصوت مبحوح يرسل زفرات بعد أن قضى ليلا يقلب أفكاره ومخاوفه من انتشار أصوات الأعــــيرة النارية ,وتلك الدوريات التي تمخر الشارع المواجه للمدرسة والتي لا تتورع في إطلاق نيرانها صوب أدنى حركة تواجهها أو فيئه تلمحها حتى أن شكاوي وصلت إلى مسامعه من أن جدران ابنيه تم رشقها ورصاصات اخــــترقت شبابيك النوافذ ,تمدد قلقه إلى أن ينبه على أفراد أسرته أن لا ينظروا من خلال  البلكونه أو الشبابيك ألمواجهه لمصدر الخطورة وان يتنبهوا إلى مصادر الأعيرة وان يتقوقعوا أرضا فيما أذا شعروا بقلق .
كان أكثر خوفه على ألشقيه التي تضل تلعب في زوايا البيت وتمتطــــي كرسيا عاليا لروية اقرأنها في الشارع والنداء على رفاقها أثناء مرورهم أراد أن ينبهها إلى خطورة هذا الفعل  وعبور الشارع الرابط بين العمارة التي تقطن بها والمدرسة .
دق جرس ألمدرسه وسمع دبيب الصبية ينثرون من  صفوفهم بكثافة وكأنها خلايا نحل في ربيع صباح يوم ندي إلى أن تداخلوا في الساحة ومن ثم البوابة الرئيسية كان يترقب أن يرى شوق بين الطلاب واجتاحته رغـــبة شديدة لضمها إلى حجره وتقبيلها ,فجئه يدوي صوت لعلعة رصاصات وزخات متواصلة كان الطلاب قد وصلوا إلى خارج ألبوابه وبدؤوا بولوج الخط متجاوزين جزء منه حين راء عربة تشق الطريق وتجتاحه بصوت مدو يصدر من محركها يقض مضاجع الحارة ومحيطها وتطلق النار بشكل عشوائي, تارة في الهواء وتارة ناحية سور المدرسة ,باتجاه واجهات المباني تفرق الطلاب وأصوات الخوف تكتم ضجيجهم وترقمهم على بلع ألسنتهم لم يسمع سوى هياج وبكاء متشنج وتنهدات متسارعة .
بسرعة اتجه إلى صوب الشارع مهرولا السلم في غمضة عين حين خرج كان أطفال ينتحبون بجانب الفناء يحيطون شيء ممددا يتجه صوبه فجأة رأى دماء تبلل وجه وتخضب البياض الفاقع للدريس المدرسي وتسيل من مؤخرة خصال شعر التصق بالأرض لم يسعفه وعيه كي يحدد ملامح ألطفله التي عرفها من لبسها وغطت الدماء عينيه وحجبت ألرويه اقترب أكثر صاح شوق.. ابنتي كانت جثة هامدة حاول أن يضمها إلى صدره كانت تنزف من مواطن كثيرة وثقوب متعددة تنخر جسدها في صدرها ورأسها وفي يدها التي خضبتها ألحمرة كانت ممسكة علم اختلط بلون الدم كانت رايتها تخبئها في صدرها تخرجه ساعة الظهيرة وتلوح به وهي مـــــاره واجهه البنايات وأثناء لعبها وقت الفسحة .
علم فور وصوله البيت حاملا جسد ابنته وسط نحيب نسوه شكلن زحمة بالكاد استطاع أن يخترق الجمهرة  والهيجان التي جلبتها أن شخص أراد أن يحمي ابنته أصيب وان حالته خطره وما أن وصل بجسد شوق إلى سريرها   حتى أكد خبر استشهاد الشاب الذي هم بحمايتها وتطويقها مـــــــــــــــن رصاصات غادرة اجتاحت براءتها .
بسام فاضل 18-11-2014م 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف