الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التكنيك غربي أما الروح ففلسطينية بقلم: عمران يحيى أبو مسامح

تاريخ النشر : 2014-11-23
التكنيك غربي أما الروح ففلسطينية بقلم: عمران يحيى أبو مسامح
التكنيك غربي أما الروح ففلسطينية
بقلم: عمران يحيى أبو مسامح

الكثير من الطلبة الفلسطينيين يسافرون للبلاد الأجنبية طلبا للعلم، وهذا في حد ذاته جيد، برغم عدم حصولهم على الدعم المطلوب من الدولة، لكنه في ذات الأمر يفتح آفاقا جديدة للطالب، ويخرجه من بيئة ضيقة لأخرى أوسع، ومن أفكار محدودة لأفكار نهضوية مُجَدِّدَة، لكن لو أراد الطالب ذلك،

ماذا يعني لو أراد الطالب ذلك؟!، إنه من الصادم أننا لم نعِ إلى الآن طبيعة المشكلة التي نمر بها، بالرغم من أن المفكر مالك بن نبي حددها بقوله: "الواضح أن المشكلة التي تطرح نفسها لا تتعلق بطبيعة الثقافة الغربية، بل بالطبيعة الخاصة بعلاقتنا بها، فالطالب المسلم الذي يلتحق بمدرستها هو بين نموذجين: الطالب المجد، والطالب السائح، وكلا الطالبين (المجد والسائح) لا يذهبان إلى منابع الحضارة، بل إلى حيث تتفطر فيها أو تلقي فيها نفاياتها"،

اعتمدنا في فلسطين على المنتوجات الأجنبية، وادعينا أننا ركبنا قَطْرَ الحضارة، وأصبحنا ندلل على ذلك بالتكنولوجيا المستوردة من الدول الأجنبية والغربية، ولم نعلم أو تجاهلنا أن الحضارة ليست استيراد الأشياء وإنما "الحضارة هي التي تلد منتوجاتها" كما يقول مالك بن نبي،

وهذا ما استوعبته اليابان جيدا وعملت عليه لكي تبني نفسها وترفع بلدها وتخدم مواطنيها، وما قصة الطالب الياباني "تاكيو أوساهيرا" إلا مثال على ذلك، فقد كان مبعوثا من قبل الحكومة اليابانية للدراسة في جامعة هامبورج بألمانيا ليدرس أصول الميكانيكا العملية، ونصحه أساتذته الألمان بأن يعد رسالة الدكتوراه، وقد تم إغراقه من قبل أساتذته بكتب عن الميكانيكا، تتحدث عن نظريات الميكانيكا كلها، إلا أنه لم يقتنع بذلك، لأنه كان يحلم بأن يصنع محركا صغيرا، فهو يدرك أنه أساس الصناعة كلها، لكنه برغم ذلك قرأ الكتب كلها وما زال عقله مشغولا بسر الصناعة،

ادخر راتبه واستطاع من خلاله شراء محرك، أخذه إلى حجرته، "وجعلت أنظر إليه؛ كأنني أنظر إلى تاج من الجواهر، وقلت لنفسي: هذا هو سر قوة أوروبا، لو استطعت أن أصنع محركا كهذا، لغيرت اتجاه تاريخ اليابان"، أدرك أوساهيرا ما عليه فعله لكي ينهض ببلده، فلم يقف عند حد النظريات ولم يتجه إلى استيراد الأشياء، لكنه أراد أن يصقل الأفكار الغربية بصبغة يابانية،

سهر الليل وعمل بالنهار وقلل طعامه، حتى استطاع في ثلاثة أيام أن يفكك المحرك ويعيد تركبيه ويحفظ أجزاءه بعد الاستعانة ببعض الكتب، ونقل الأمر إلى رئيس البعثة، فأعطاه رئيس البعثة محركا متعطل ليجعله يعمل، فاستغرقت معه العملية عشرة أيام عرف فيها مواضع الخلل، ولم يكتف عند هذا الحد، بل طلب منه رئيس البعثة أن يصنع القطع بنفسه، فالتحق بمصانع الحديد والنحاس والالمنيوم، وبدأ يعمل تحت إمرة عامل صغير رغم أنه من عائلة لها شأنها في اليابان، إلا أنه تحمل ثماني سنوات، من عمل كأنه خادم لعامل صغير، ودراسات وتدريبات وقليل من النوم، وعمل أوقات إضافية،

علم إمبراطور اليابان بأمره فأرسل إليه المال لمساعدته، فاشترى بها المعدات اللازمة لمصنع محركات وغادر إلى بلده اليابان، وحينما علم الإمبراطور بوصوله أرسل في طلبه، قال أوساهيرا: "لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشئ مصنع محركات كاملا، استغرق ذلك تسع سنوات، وفي يوم من الأيام حملت مع مساعدي عشر محركات صنعت في اليابان، قطعة قطعة، حملنها إلى القصر، ووضعناها في قاعة خاصة، بنوها لنا قريبا منه، وأدرناها، ودخل الميكادو -الإمبراطور-، وانحنينا نحييه، وابتسم، وقال: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، صوت محركات يابانية خالصة" يقول أوساهيرا بعد ذلك: "هكذا ملكنا الموديول -المحرك-، وهو سر قوة الغرب، نقلناه إلى اليابان، نقلنا قوة أوروبا إلى اليابان، ونقلنا اليابان إلى الغرب، ثم ذهبنا وصلينا في المعبد، وبعد ذلك نمت عشر ساعات كاملة لأول مرة في حياتي منذ خمس عشرة سنة"،

أدركت اليابان جيدا ما هي الطريق التي تجعل منها بلدا متقدما، فاتجهت تنهل من منابع الحضارة لا تقتات من نفايات الغرب، وأدرك الطلبة اليابانيون ما عليهم فعله تجاه بلدهم، وأنهم أحد وأهم ركائز التقدم وصناعة الحضارة لبلدهم،

لابد وأن نتجاوز مرحلة أن الأفكار الغربية تتعارض مع بلدنا، ونستطيع ذلك كما فعلت اليابان حينما اتخذت شعار "التكنيك غربي، أما الروح فيابانية"، ولابد أن ندرك جيدا أننا مقصرون تجاه نهضة بلدنا، أبحروا في منابع الحضارة ولا تلقوا أنفسكم في نفاياتها، فعجلة الزمن لن تتوقف، وقَطْرُ الحضارة يفوتنا، فكل يد ينبغي أن تعمل، وإلا فسيظل التخلف يلاحقنا، والاستعمار يلازمنا، والتمزق حالنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف