الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السلام الآن.. قبل فوات الأوان بقلم : عبد العزيز زهران

تاريخ النشر : 2014-11-22
السلام الآن.. قبل فوات الأوان بقلم : عبد العزيز زهران
السلام الآن ... قبل فوات الأوان
بقلم : عبد العزيز زهران
من المؤكد أن السلام بين فلسطين وإسرائيل يحتاج لبداية جديدة بعد كل السنوات الماضية و احتضار الفرص السابقة لتحقيقه، وخاصة اتفاقية أوسلو التي وقعها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين.
في فلسطين والعالم أحيا الشعب الفلسطيني ذكرى وفاة زعيمه الخالد ياسر عرفات وقبلها بأسبوع أحيا الإسرائيليون ذكرى رابين كلاهما خاضا المعارك والحروب وتخرجا من المدرسة العسكرية وبذات الشجاعة العسكرية  حازا على جائزة نوبل للسلام فأصبح العالم يمجد ذكراهما ويحترمهما ، وان حياتهما وقضيتيهما اللتين لم يتم انجازهما مفعمة بشتى المشاعر  وفي نهاية المطاف ضحى الرجلين بروحيهما لأجل إحلال السلام، وحتى يتحقق السلام العادل والشامل لابد من توفر القادة ذوى الجرأة والعزم، والذكاء. وبهذا فقط، تتمكن فلسطين وإسرائيل من تحويل العداء إلى صداقة، وتحقيق حلم السلام الذي لازلنا بانتظاره خلال الفترات الطويلة
في فلسطين لدينا قائد مصمم على المضي قدما في عملية السلام ولم يألو جهدا ولم يترك فرصه من أجل إحداث خرق في الجمود الذي أصاب عملية السلام بعد إسقاط  اولمرت وحكومته والذي كان يشكل لنا نحن الفلسطينيين الفرصة الكبيرة لتحقيق السلام وفجأة اختفى اولمرت وحكومته وذهبت كل المفاوضات إلى أدراج المكاتب و أولمرت زج به في السجن.
بقيت القيادة الفلسطينية خلال هذه الفترة مواصلة لكل الجهود التي من شأنها تحقيق السلام والتزمت بكل الاتفاقيات، خلال فترة الحكم الممتدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يحدث أن سجل موقف واحد على القيادة الفلسطينية يجعل المفاوضات مستحيلة أو غير ممكنه بالرغم من الكثير من الأحداث التي عصفت بالقضية الفلسطينية على الصعيد الداخلي والانقسام الذي حدث، والأحداث الأخيرة المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط إلا أن القيادة الفلسطينية قد نأت بنفسها عن التدخل في تلك الأحداث باستثناء السعي تجاه إنهاء الاقتتال وتقديم النصيحة التي كان من شأنها تحييد الشتات الفلسطيني وعدم الزج به في تلك الأحداث.
على الطرف المقابل للقيادة الفلسطينية لا يوجد شخص في إسرائيل يؤمن بالسلام الحقيقي وقد سارعت الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الاستخباريه إلى ترك عملية السلام تراوح مكانها وذهبت إلى استغلال الفرصة لتكون ضمن الإحداث الدائرة في العالم من تأجيج للصراعات وتسويق أفكارها وما تريده من عملية السلام لدى عدد من دول العالم والمنطقة، وعلى الرغم من ذلك إلا أن السياسة الإسرائيلية ذهبت باتجاه الضغط على الجانب الفلسطيني من خلال الممارسات اليومية التي تقوم بها، فقد خاضت إسرائيل ثلاث حروب على غزة وزادت من الحصار وسارعت في بناء المستوطنات في الضفة وزيادة عدد الحواجز الإسرائيلية التي من شأنها أن ترهق المواطن الفلسطيني وتشكل ضغط على القيادة الفلسطينية مما يدفعها إلى الدخول في حرب قتاليه جديدة أو انتفاضة ثالثة كمان يتمناها بنيامين نتنياهو اليوم.
رغم كل الأحداث التي وقعت ظلت القيادة الفلسطينية تخوض الحرب الدبلوماسية على إسرائيل وحكومتها وقد حققت الدبلوماسية الفلسطينية الكثير من التوازن لدى عدد كبير من دول العالم فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبعدم شرعية الاحتلال والمستوطنات التي تقام على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث بدء الإسرائيليون يسابقون الزمن والإحداث والأحوال العربية والدولية٬ ولا يكترثون لشيء وكي يقولوا للعالم٬ اتخذوا قرارات واعترفوا بالدولة الفلسطينية٬ فهذا لن يغير شيئا على الأرض٬ فقافلة الاستيطان اليهودي ماضية في نهب الأرض والاعتداء على الحق الفلسطيني في منحه دولة فلسطينية قابلة للحياة٬ وتشير المصادر المختلفة إلى تصاعدها بوتيرة مرعبة وفي سباق مجنون مع الزمن وفرض المتغيرات التي تجري على الأرض  وذهبت الحكومة الإسرائيلية إلى إدارة الأزمة بدل حل الأزمة وإنهائها 
بالرغم من كل هذه الخطوات التي يقوم بها اليمين المتطرف في إسرائيل وحكومة نتنياهو إلا أنها لم تنجح في دفع الشعب الفلسطيني إلي إشعال انتفاضة ثالثة كما يريدون، فقد أطلق نتنياهو اليد للمستوطنين من أجل محاربة الفلسطينيين في أرضهم ومنازلهم ومساجدهم وعندما أدرك بأن هذه اليد التي أطلقها للمستوطنين يجب أن تتوقف نتيجة الرأي العام الذي تكون عن تلك العنجهية والهمجية فقام بنقل الصراع إلى مدينة القدس فهم يدركون جيدا المعنى الحقيقي لمدينة القدس وما تمثله من رمزية فلسطينية وكذلك ما يمثله المسجد الأقصى من الناحية الدينية للمسلمين في العالم. فقد حاول نتنياهو ووزير خارجيته التحريض على الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية خلال أحاث القدس الأخيرة إلى أن استذكروا بأن مدينة القدس لا تخضع للسيطرة الفلسطينية وأنها مدينة محتلة ومعزولة عن باقي مدن الضفة بجدار الفصل العنصري والحواجز التي تمنع الدخول إلى المدينة دون تصاريح خاصة، وتقييد حرية الحركة داخل المدينة حتى على سكانها الفلسطينيين الذين يعيشون حياة قاسية داخل المدينة، البناء ممنوع في مدينة القدس للفلسطينيين، حرية العبادة والصلاة في المسجد الأقصى تحدد من قبل الحكومة الإسرائيلية، الضرائب الباهظة التي يدفعها سكان القدس الشرقية المحتلة والمحاصرة ، وما قام به نتنياهو مؤخرا من السماح للحركات المتطرفة باقتحام المسجد الأقصى واختطاف حرق الطفل محمد أبو خضير والاعتداءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وتجاه مدينة القدس وعملية السلام ما هو إلا عجز الحكومة الإسرائيلية عن المضي في عملية السلام نتيجة لعدة أسباب أهمها عدم توفر الإرادة لدى نتنياهو لتحقيق السلام ولأن ألإتلاف الحكومي الذي تشكله الحكومة الإسرائيلية لا يؤمن بالسلام ولا يرغب في السعي لتحقيقه   
فالأحداث الأخيرة في مدينة القدس وما آلت إليه عملية السلام نتيجة الممارسات الإسرائيلية وسياستها الرافضة لقبول مبدأ المفاوضات تدفعنا جميعا للبحث عن رجل يؤمن بالسلام والتعايش الحقيقي بين الشعبين في إسرائيل يكون لديه إيمان بالسلام ورغبة حقيقية في تحقيقه ولا يجب علينا خوض صراعات والانتظار ستون عاما من الحروب  كي يظهر رابين جديد في إسرائيل  يؤمن بالسلام ويسعى إلى تحقيقه بإيمان، لدينا قيادة وشعب يبحثون عن السلام فهل في إسرائيل قيادة وشعب تؤمن بالسلام وتسعى له ؟ ربما حان الوقت لصانعي القرار في إسرائيل بأن يكونوا أكثر وضوحاً مع الجمهور الإسرائيلي، وأن يعترفوا بأن الصراع هو الثمن الذي ندفعه جميعا مقابل “إدارة النزاع” وتجنب حتى محاولة حله.
جميع الوسائل الأخرى البعيدة عن طاولة المفاوضات التي يقترحونها صانعي القرار الإسرائيليين، في أفضل الحالات، هي عبارة عن مسكنات لتخفيف الألم لكنها لا تعالج المرض المتمثل في الاحتلال وبالنهاية لن تحل المشكلة. واعتقد أنه حان الوقت للعودة للمفاوضات وعملية السلام لأنها الطريق الوحيد الذي سيوفر الأمن والرخاء للشعبين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف