الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثوب جديد بقلم: محمود عودة

تاريخ النشر : 2014-11-22
قصة قصيرة
ثوب جديد
عاش حياة هادئة في أسرة مستقرة تكاد تخلو من المشاكل راتب والده سائق في وكالة غوث اللاجئين جعل الأسرة مستورة ، أنهى دراسته الثانوية وإلتحق بإحدى الجامعات المصرية ، أربع سنوات قضاها بنجاح خارج وطنه لا يعوده إلا في الأجازات السنوية من خلال سفر مرهق بواسطة الصليب الأحمر ، بعد تخرجه محاسباً مارس عملا مؤقتاُ مدققاُ لحسابات بعض المحلات التجارية إنتظاراً لوظيفة في إحدى الدوائر أو الشركات .
كلفه التنظيم الذي إنخرط فيه أثناء دراسته الجامعية بتنفيذ عمليه فدائبة بعد تلقيه تدريباً على إلقاء القنابل وإستعمال السلاح ، تمت العمليه بنجاح مبهر إستشاط غضب الأحتلال ، نجا من زبانية المخابرات أو هكذا تهيأ له ، حصل على وظيفة محاسب في وكالة الغوث بمساعدة المدير الذي يعمل والده سائقاً لديه ، وسط فرحة العائلة خرج من بيته منتعشاُ تلفه السعادة لممارسة عمله الطازج ، تلقفته زبانية المخابرات ، طرق والده كافة الوسائل بحثا عنه دون جدوى .
داخل دهاليز وزنازين المخابرات الرطبة وتقلب وجوه رجال التحقيق أنكر علمه بأي عملية كما أنكر تبعيته لآي تنظيم ، رغم المعلمات الدقيقة عنه لدى أجهزة المخابرات الصهيونية .. بدأت حلقات مسلسل التعذيب والتنكيل بشتى أشكاله وفنونه لنزع إعتراف منه ، أدمت أصابعه بعد نزع أظافره ، فقد جلده الأحساس بالضرب والجلد المبرح بعد أن صبغ بألوان حمراء وزرقاء متفاوته ، تمددت أطرافه وكادت عظامها أن تتنصل من شدة الجذب والسحب على ماكينة كهربائية وأوشكت أمعائه أن تخرج من حلقومه من طول مدة تعليقه من أرجله ، ومع ذلك إن أكثرها إبلاماُ نومه مربوطاً الى كرسي حديدي وتتدلى فوق راسه حنفية ترسل قطرات ماء تدق راسه بإنتظام كمطرقة حداد ترج دماغه وتحدث تنميلاً في انحاء جسده وتذبل جفونه بلا نوم .
بعد مرور شهور من التعذيب والتنكيل مع أصراره على عدم الأعتراف دب الياس في قلب مسؤول المخابرات فقرر نفيه من الوطن ، ألقى به على الطرف الشرقي لنهر الأردن حاملا تصريح خروج بلا عودة .
إستقبله بعض رجال التنظيم وتكفلوا بعلاجه من بعض ما لحق بجسده من اثار التعذيب لمدة ثلاثة أيام ثم أرسل حاملاً فيزة عمل الى إحدى دول الخليج العربي ، كان في إنتظاره أحد الشباب صحبه الى مسكنه في غرفة صغيرة داخل شقة تعج بالشباب من مختلف الجنسيات لكن الصدمة الكبرى التي كادت تمزق قلبه لا وجود لعمل وعليه البحث بنفسه عن عمل ، ضاقت به الدنيا ، رثت ملابسه وإشتكى حذاءه من كثرة السير والتنقل بين الدوائر والشركات تحت أشعة شمس حارقة لا ترحم صبغت بشرته بسمرة داكنه بعد ان ذبل جسده وغارت عيناه في مقلتيه ، ألقى بجسده المنهك مستنداً على حائط رخامي ، فتح طرف جفنيه المثقلان ليجد نفسه الى جوار شركة تصدير وإستيراد ، لمح في لوحة خضراء أعلان حاجة الشركة لمحاسب ، أنتشى جسده وتحرك بسرعة يسأل الحارس لم يجب وركض صوب سيارة مرسيدس سوداء ، فتح بابها الخلفي ، هبط منها شخصية أذهلته ، تسمرت قدماه بالأرض وهوينظر وجه الرجل الأشقر والمتشح بالأحمرار فوق جسد فارع منتصب ، رنا اليه الرجل الأنيق بعناية قبل أن يدلف داخل الشركة وخلفه الحارس حاملاُ شنطة سوداء .
مادت الأرض به وزغللت عيناه وكاد يغمى عليه عندما دبت على كتفه يد ثقيلة كادت تطرحه أرضاً ، قبل أن يهمس تفضل معي وإبتسم قبل أن يقول يبدو أن حظك اليوم متالق ، مدير الشركة طلب مقابلتك ، حاول التملص منه فلم يتمكن بلطف إبتسامة وقوة عضلات سحبه داخل الشركة ثم زج به الى حجرة واسعة واغلق الباب ، ابهره أثاث الغرفة الوثير تتوسطها سجادة غاصت قدماه بين أهدابها ، خلف مكتب فخم يجلس الرجل المنمق وقد خلع نظارته السوداء ، بدون أن يرفع نظره عن كومة الأوراق ، تحدث مرحباً أهلا رامي تفضل بالجلوس ، سرى صوته في جسد رامي كصدمات الكهرباء تهزه ، أعاده الى شهور التنكيل والتعذيب ، رفع المدير رأسه وأرسل شعاع نظراته الحادة الى رامي المرتعش والمضطرب ، ثم نطق : آخر ما توقعته أن أراك هنا وبحدة قال أنا نفيتك الى الأردن لتعيش حياة الشقاء بين شرذمة المخربين ، رسم رامي على شفتيه اليابستين إبتسامة ونظر الى وجه المدير بحدة وتحد ، إستشاط المدير ضابط المخابرات الصهيوني غضباُ وصرخ بصوت مرتفع لا تظن انك أصبحت في مأمن ويغمرك وهم الأنتقام .. لا .. والف لا .. أنا هنا بكلمة واحدة أطردك من البلد شرطردة لتهيم على وجهك ولاتجد بلداً تأويك حتى الأردن ، أسند المدير ظهره والقى برأسه على مسند الكرسي الفخم وعيناه تراقب وجه رامي المكئتب وهويحاول السيطرة على جسده من الأهتزاز او السقوط ، ثم قال المدير وقد رقق صوته وحاول أن يكون لطيفاً ، لماذا أنت واقف تفضل بالجلوس ثم طلب الساعي ليحضر مشروباً بارداً ثم عاد الى حديثه الممجوج أمامك طريقين إما وظيفة براتب لم تحلم به ومميزات لم تخطر على بالك أو الطرد من البلد ولك أن تختار الآن ، الآن فقط تقرر ثم عاد حديثة الى الحدة ، إذا خرجت من الباب دون الموافقة على الوظيفة ستجد سيارة تقلك الى المطار ولن يعرف مكانك أحد حتى الذباب الأسود ، شرطي الوحيد أن تنسى حقيقة شخصيتي حتى بينك وبين نفسك وما تعرفه فقط إسمي إبراهام أو بالعربي إبراهيم ثم تدارك الأستاذ ابراهيم مدير الشركة . أصبح رامي محاسباً في الشركة وجرت النقود بين يديه وتم علاجه من كافة أثار التنكيل في أرقى المستشفيات وأمتلك سيارة فارهة وسكن فيلا في منطقة راقية وبات لا يرتاد إلا أرقى الأماكن ، أغدق على أهله بالمال والهدايا ، ثم قرر العودة الى الوطن بعد رفع الحظر عنه وإعادة هويته ، واضعاُ نصب عينيه الزواج من فتاة جميلة ، سبقه الى الوطن أسباب ترفه وديباجة ثراءه بعد ان أطاح بقيمه ، لفظه والده ولفظ معه كل أمواله التي ارسلها ورمى في وجهه كل هداياه وانكره أشقائه وشقيقاته وإنهالت عليه رسائل التهديد والوعيد .. فر عائداً الى عمله ثم تزوج من فتاة أوروبيه ولبس ثوباً جديداً فضفاضاُ ثم ترقى بجنسيته الأمريكية مديراً للشركة رئيس مجلس ادارتها ضابط المخابرات الصهيوني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف