الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما تختلف الآراء !بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2014-11-21
عندما تختلف الآراء !بقلم:فاطمة المزروعي
عندما تختلف الآراء !
فاطمة المزروعي
"الحقيقة" على الرغم من وهن هذه الكلمة وفرديتها،فإن مفهومها ودلالاتها خطيرة، فالحقيقة عندما يدعي أحدهم التمسك بتلابيبها وعدم السماح حتى بالنقاش، إنما ينطلق من مفهوم راسخ لا يتزعزع بصحة ما يملكه ووهن أو كذب ما يملكه الطرف الآخر، وبالتالي فإن الهوة بين الطرفين تتسع وتتعطل لغة الحوار تماماً، وعندها يتم الانتقال للغة السلاح والخصام والتنافر والعداء.
بنظرة سريعة نحو كافة تفاصيل حياتنا من الصغيرة حتى الكبيرة، ومن داخل الأسرة التي تتكون من فردين أو ثلاثة، وصولاً للمجتمع بأسره أو بالعلاقات بين الأمم والشعوب، نجد أن بؤرة كل صراع هيادعاء أحد الأطراف امتلاكه للحقيقة وأن الآخر يعتدي عليها.
يمكن رصد وملاحظة هذا التباين بسهولة في كافة المجالات الحياتية؛ الرياضية والعلمية والسياسية، وحتى في الناحية الفكرية والأدبية يحدث خصام بين تيارات ثقافية مختلفة على قضايا لم تحسم حتى اليوم، وكل فريق يناصب الآخر العداء والهجوم بحجة أنه يملك الحقيقة، وأن الآخرين لا يملكون إلا الزيف والتشويه ومحاولة إطفاء نور الحقيقة لأن عندهم مطامع وأغراضاً وصولية.
تتحفنا كتب كثيرة بين وقت وآخر بعناوين برَّاقة، مثل: لنحمِ الحقيقة، ودفاعاً عن الحقيقة، وفي حماية الحقيقة، وحتى لا تضيع الحقيقة، والحقيقة والتاريخ، والحقيقة والمجتمع.. إلخ. وقد نصاب بالدهشة والذهول من أن بعض هذه العناوين قد تمر علينا وهي مدونة لكتب عدة، بمعنى أن هناك نسخاً حتى لعناوين الكتب التي تتحدث عن الحقيقة! ولم يقتصر النسخ فقط في فكرة امتلاك الحقيقة، والذي أحسبة أقدم عملية نسخ إنسانية تمت منذ عصور سحيقة وحتى العصر الحديث.
غني عن القول إن هناك حقائق في هذا الكون مسلم بصحتها وأن هناك اتفاقاً عاماً على حقيقتها المطلقة، ويدعم هذا الاتفاق والتسليم العلم الحديث، لكن حديثنا عن آراء أو عن قضايا إذا صحَّت تسميتها جدلية لم تحسم سواء في مجال العلوم أو في مجال الطب أو حتى في التاريخ والعلوم الإنسانية الأخرى، وهناك مواضيع جدلية لم تحسم منذ عصور غابرة وحتى يومنا هذا، والبعض منها تحول مع مرور الزمن لفكاهة ومضرب مثل في عدم الاتفاق وادعاء كل طرف بأنه يملك الحقيقة، وهذا الجدل العقيم كان على حساب أمور عظيمة أهم وأخطر، لعل خير مثال في هذا السياق القصة التي تروي من أنه عندما حاصر السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية، وكان البيزنطيون خلال حصار مدينتهم في نقاش محتدم وملتهب حول عدة موضوعات، مثل هل الملائكة إناث أم ذكور؟  في الوقت الذي كانت القذائف تدك أسوار عاصمة بلادهم.
هذه النقطة تحديداً جديرة بالتنبه لها لنفهم طبيعة الأمور، فكل شيء له ضوابط وشروط حتى في الحوار، مثل أهمية الموضوع وحجمه ومدى الوقت الذي يستحقه في النقاش حوله، كذلك التوقيت الذي يتم فيه مثل هذا الحوار، والفائدة المرجوة أو النتيجة المتوقعة، وقبل هذا جميعه، هل الذي أمامك يملك معلومات ورأياً يثري ويفيد، أم هو فقط يجادل؟
أعتقد جازمة بأن العالم بأسره يجب أن تسوده لغة الحوار والتفاهم، وفي عالمنا العربي نحن لسنا بمعزل عن مثل هذه الحاجة، بل هي ضرورية بالنسبة لنا اليوم أكثر من أي زمن مضى.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف