الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من اكتشف «من اكتشف أميركا»؟ بقلم:عبدالرحمن الراشد

تاريخ النشر : 2014-11-20
من اكتشف «من اكتشف أميركا»؟ بقلم:عبدالرحمن الراشد
قرأت النقد الحاد الذي وجهه عدد من الكتاب العرب ضد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لأنه قال لجمع من القيادات الإسلامية في أميركا، دعاهم لأسطنبول، إن المسلمين هم من اكتشفوا أميركا وليس كولومبوس!
بالنسبة لي، وربما لغيري، مقولة إردوغان تعدّ شيئا من الترفيه الثقافي. لكن ربما ما قاله يزيد حنق الفاشلين الذين يشعرون بعقدة النقص، وذلك بلوم غيرهم، إن الغرب سرق كل شيء حتى اكتشافات المسلمين! وقد تثير مقولته سخرية آخرين، مثل المثقفين العرب.
والأرجح أن إردوغان «يخاطب الناس على قدر عقولهم»، بنزع كل إيجابيات الخصم وتلبيسها لنفسه!
فهل إعادة رواية من اكتشف أميركا يمكن أن يغير التاريخ؟ الأكيد أنه لن يغير الحاضر، فاليوم توجد أمم خارج العصر، هم نحن، وأمم في مقدمته. والمفارقة أنه في نفس الأيام التي خطب فيها إردوغان لجمهوره عن الماضي كان الأوروبيون يزفون نبأ أن مركبتهم الفضائية حطت لأول مرة على مذنب، والتي أطلقوها منذ عشر سنوات، تخيلوا رحلة عشر سنوات من أجل دراسة مذنب في مجاهل الفضاء.
هل يقول لنا إردوغان ما الذي فعلناه بأنفسنا في تلك السنوات العشر الماضية، من اغتيال الحريري إلى نهب عشرات المدن، وقتل مئات الآلاف من البشر، واستبدال ديكتاتوريين بآخرين أسوأ منهم؟
بتكرار روايات العقيد معمر القذافي، يخرج إردوغان من تجربة تركيا النهضوية الناجحة إلى صفوف مشعوذي السياسة ومهرجيها، لإرضاء الجمهور العاجز، مستعيرا بطولات غيره. وصحيح ما كتبه الاستاذ حازم صاغية في مقاله حول هذا الإشكال عند القيادات السياسية، بدفع الخلاف من السياسي إلى التنازع على التاريخي والثقافي. وهكذا يتم تطويع كل شيء وفق لحظة الخلاف.
من اكتشف أميركا؟ إذا كان المعنى هنا أول قدم بشرية وطأت أرض القارة، فإن العلماء سيؤكدون لك آلاف السنين، لم يكن هناك عرب ولا مسلمون. وإن كان المقصود أي قوم فتحوها، فإن المسلمين ربما وصلوا كغيرهم، من بحارة المحيط الأطلسي، إلى الشواطئ الشرقية المقابلة لكن لا قيمة لذلك. لا أحد يتنازع على من اكتشف بقية مجاهل الكرة الأرضية لأنها ليست بذات القيمة، ولا تستوجب الافتخار. الولايات المتحدة امتداد للحضارة الأوروبية، التي هي امتداد لما سبقها من حضارات.
الافتخار الكاذب لدينا ليس مقصورا على رواية التاريخ، بتزوير أصل شكسبير، واكتشاف الطيران، وتضخيم الذات في مرجعية الكيمياء والفيزياء والطب، بل تعداه إلى حملة الدكتوراه والبحوث. هكذا، وبهذه العقلية التي لا تقدر العلم والعلوم، بل تحتفي بتعليق الشهادات، والحصول على المراتب الوظيفية الحكومية، لن يتغير واقعنا، بل نمعن في العودة إلى الوراء.
التفاخر بالماضي، كما يفعل إردوغان، والنوم على مخدته كما يفعل منظرو الأصولية الدينية، فيه استغلال لاحباط الناس وعجزهم عن الخروج من الحفرة التي يعيشون فيها منذ قرون.
لدى إردوغان تجربة تركيا، وهي أفضل من بقية القادة، فيعطي مثلا من الحاضر لا أن يستعيره من فلكلور الماضي الذي لا قيمة له. ما قيمة أن المسلمين وصلوا رأس جبل، في ما يسمى اليوم كوبا، إذا لم يكن لهم في تطورها يد؟
إن علاقة المسلمين بأميركا مجرد طابور يقفون فيه استجداء للتأشيرة من القنصليات الأميركية، هاربين من بلدانهم، وحكوماتهم، يبحثون عن ملجأ لأولادهم، ووظيفة تعيشهم، ومصحات يعالجون فيها أمراضهم، وجامعات يتعلمون فيها. هذه هي المعادلة المعاصرة.
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف