الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسقطتم غصن الزيتون من يد الراحل ياسر عرفات فلا تسقطوه من يد أبي مازن بقلم: محمود شاهين

تاريخ النشر : 2014-11-19
أسقطتم غصن الزيتون من يد الراحل ياسر عرفات فلا تسقطوه من يد أبي مازن
بقلم: محمود شاهين
أسقطتم غصن الزيتون من يد الراحل ياسر عرفات فلا تسقطوه من يد أبي مازن !!
(رسالة موجهة إلى شعب وقادة اسرائيل وإلى المثقفين الإسرائيليين وإلى  ضباط اسرائيليين محددين عرفتهم ذات يوم حين كنت أسيرا قبل 44 عاما)
الروائي والمفكر والرسام الفلسطيني الأردني محمود شاهين .


أكثر من مائة عام مرت على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وقرابة مائة عام على وعد بلفور ،وإن شئتم رقما موغلا في التاريخ فهو 3200 عام ، وما زالت الدماء الفلسطينية اليهودية تنزف ، أي منذ أن دخل اليهود مدينة القمر أريحا بقيادة يوشع بن نون (يشوع ) عام 1186 ق.م ليهدموا أسوارها ويقتلوا جميع سكانها من رجال ونساء وشيوخ وحتى حيوانات ، ما عدا العاهرة راحاب التي خبأت جاسوسي يوشع لتضمن سلامتهم .
 أجل 3200 عام وما زالت الدماء تنزف ، ولن نعود إلى صفحات التاريخ لنعرف أي دماء نزفت أكثر ، لكن المؤكد أن الدماء مازالت تنزف وإن كانت في الزمن الحاضر تنزف بغزارة
في الجانب الفلسطيني أضعاف  أضعاف مما هي عليه في الجانب الإسرائيلي .. أليس كذلك يا ميجر يوسف ؟! أليس كذلك يا كابتن حاييم ؟! أليس كذلك يا أبا اسحق ؟! أليس كذلك يا أبا نعيم ؟ !
ألم نتفق على مبدأ السلام يا أبا اسحق منذ أربعة وأربعين عاما ونيف ، وأن نعمل عليه ونرفع رايته قبل أن يرفعها أي انسان آخر .. أعترف أنني فشلت في مهمتي هذه يا أبا اسحق ولم أسع من أجلها ، ولم يعطها الراحل أبو إياد بالا حين ذاك !! فالرؤوس كانت حامية والدماء تغلي ومشروع روجرزيسقط بالمظاهرات التي كانت تجوب شوارع عمان وغيرها من العواصم العربية هاتفة " المشروع مش تكتيكي ولي صنعه أمريكي " والحق يا أبا اسحق أنني انجرفت نحو الأدب ،وكانت رواية " ذهب مع الريح " التي أحضرتها لي في بيت الإقامة الجبرية الذي كنت أقيم  فيه ، حافزا لي للسير في طريق الأدب والفكراللذين لم يكونا غائبين عن بالي ، رغم أنني كنت مقاتلا أحمل روحي على كفي من أجل وطني . وكضابط مخابرات كان عليك أن تسألني لماذا أريد هذه الرواية بالذات ؟ كذبت عليك طبعا فصدقت كذبتي . أعترف أنكم كنتم أذكياء جدا يا أبا اسحق ، وأنني كنت في حاجة إلى دهاء ربما مائة عقل لأتفوق على عقولكم . وأشكر إلهي أنني وفقت في ذلك . ربما فكرتم في أن هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره حينذاك لا يمكن أن يخفي مشروعا جهنميا في دخيلته ! لا أعرف إن شكرتك حينها يا أبا اسحق .. أغتنم هذه الفرصة  بعد أربعة وأربعين عاما لأشكرك الآن على إحضار الرواية التي أثرت في فعلا وعمقت شغفي للأدب .لأكتب بعد اثني عشر عاما رواية ( الهجرة إلى الجحيم عن هجرة البولوني أركاديوش بودليفسكي إلى اسرائيل وما واجهه من مصاعب وآلام ) استكمالا لرواية الكاتب الروسي يوري كولسنيكوف " أرض الميعاد " التي لخصت فحواها حينذاك للأخ أبو مازن ، والتي كانت تتجاهل الواقع الفلسطيني وما ارتكب بحق الشعب الفلسطيني من مجازر على أيديكم .
أجل يا أبا اسحق . ثلاثة آلاف ومائتي عام .. وما زالت دماؤنا ودماؤكم تنزف . وما زال جالوت ( جليات ) الفلسطيني  يواجه داود , وإن  أصبح حامل المقلاع هو جالوت والمسربل بالدروع هو ديفيد ، ولم يظهر بين قادتكم عقل واحد يأخذ السلام على محمل الجد  .- أستثني الراحل اسحق رابين الذي دفع حياته ثمنا للسلام -
3200 عام  يا أبا نعيم وما تزال دليلة الفلسطينية  تحاول قص ضفائر شمشون . ولا نعرف من سيهدم المعبد على رأس الآخر هذه المرة ليقول علي وعلى أعدائي ، وإن شئتم رأيي  لن يكون إلا جالوت هذه المرة ، إذا ما ظلت الأمور على ما هي عليه . وساعتها قد لا ينفع الندم .. ولن نجد من يوقف أنهار الدماء .
دماء أبنائكم ليست أغلى من دماء أبنائنا يا ميجر يوسف .ومستقبل أبنائكم ليس أهم من مستقبل أبنائنا ، لا شك أنك الآن جنرال متقاعد . لكن في مقدورك أن تصنع شيئا للسلام إن كنت  حقا مع السلام . ألم تفكروا أين ذهب الأشوريون والبابليون والفرس والإغريق والرومان ،والصليبيون وأخيرا الإنكليز .. ليس هناك احتلال يدوم إلى الأبد مهما كان الثمن الذي ستدفعه الشعوب .
ألم تفكروا يا كابتن حاييم - لا شك أنك الآن جنرال أيضا – ألم تفكروا كيف أن احتلال أجدادكم
لأريحا قد تم عام 1186 قبل الميلاد وأن تحرير القدس من الصليبيين على يد صلاح الدين قد تم عام 1187 بعد الميلاد ، أي بفارق عام واحد بين رقمي التاريخين . أليست هذه من الصدف القدرية الغريبة ؟ مع أنني شخص لا يؤمن بالقدر .
لقد آن الأوان يا أبا نعيم – وآمل أن تكون قد أصبحت جنرالا أنت أيضا – وأنتهز الفرصة لأشكرك على الود الذي كنت تبديه تجاهي ، وعلى التعامل  الحسن معي، وعلى رحلتنا إلى تلابيب ونزهاتنا الليلية القليلة في القدس – لقد آن الأوان يا أبا نعيم لأن تسعوا حقا وفعلا إلى السلام ، وأن تقنعوا قياداتكم بذلك . لقد مد العرب والفلسطينيون أيديهم لكم ، فماذا مددتم أنتم غير زيادة الإستيطان والإمعان في إذلالنا واضطهادنا وتشريدنا وهدم بيوت أهلنا وسفك دمائنا ..
لن نعود إلى التاريخ يا أبا نعيم مع أن العودة إليه ضرورية لتعرفوا أنكم إن كنتم أحفاد سارة فنحن أحفاد هاجر ، وبالتالي نحن وأنتم  أحفاد ابراهيم ، وإن كنتم لا تعرفون أن أجدادكم عرب
فاعرفوا.. وإذا لا تقتنعون فاسألوا علماءكم ، اسألوا يسرائيل فلنكشتاين ،ومائير دوف ، وزئيف هيرتسوغ ، ونيل سيلبرمان ،ويائير زاكوفيتش، وغيرهم  ، فقد يعرفون أكثر مما تعرفون ،وأكثركثيرا مما لا تعرفون  ، فاقتنعوا أو لا تقتنعوا ، فهذا شأنكم ، لكن يجب أن تتوقعوا ما هو أسوأ إن لم تقتنعوا . ربما لا يعرف بعض علمائكم حتى الآن أن اليهودية دين عربي نشأ في اليمن وفي جنوب الجزيرة العربية ، فهو ديننا بقدر ما هو دينكم ، وربما لا يعرف معظمكم أن الدين الإسلامي في معظمه إن لم يكن كله قد قام عليه . بغض النظر عما هو تاريخي وما هو غير تاريخي في الكتب السماوية الثلاثة .
لقد آن الأوان يا أبا نعيم لأن تدركوا أنكم تنتمون تاريخيا إلى العرب – بغض النظرعن اليهود الذين استجلبتموهم من كافة أنحاء العالم ولم يكونوا عربا – فيهود فلسطين والاردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر واليمن والسعودية والمغرب وتونس والجزائر والسودان وكل الأقطار العربية ، عرب ، وهم يدركون ذلك دون شك . وما لم تعترفوا وتقتنعوا أنكم من نسيج المنطقة ، وتفكروا بأن مستقبلكم مرتبط بمستقبلها ، لن يكون لكم مستقبل دون التعايش معها بمحبة وأخوة وتعاون ..ينبغي عليكم أن تعترفوا بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة لهم ضمن حدود 67وفي أسرع وقت . مع أن هذا الحل قد لا يدوم إلى الأبد ، فالمستقبل البعيد يحتم إقامة دولة ديمقراطية علمانية على كامل فلسطين التاريخية .. نتعايش فيها نحن وأنتم .. فمسألة القاؤكم في البحر لم تعد قائمة ولا يفكر فيها أحد حتى حماس ! فمستقبلنا واحد وشعب جنوب افريقيا أقرب مثال لنا ولكم . فهو ليس أفضل منا  ومنكم ثقافة وتحضرا ، وقد تجاوز محنته واتحد .
لن أكرر كلمات الراحل ياسر عرفات من على منبر الأمم المتحدة قبل أربعين عاما .. لكني أقول لكم ، إن كنتم قد أسقطتم الغصن الأخضر من يد أبي عمار ، فلا تسقطوه من يد أبي مازن ، فلن تجدوا من هو بعقلية أبي مازن كل يوم . فلا تضيعوا الفرصة . لا تضيعوا الفرصة .
أحببت أن اقول كلمتي في قضيتي كما هي قضيتكم وأنا في الثامنة والستين من عمري ، وأجر خطاي نحو حتفي ، بعد أن ضاق الزمان علي  وتركت خلفي في دمشق متحفا لا تقدر محتوياته بثمن ، ونفدت كل نقودي خلال ما يقرب من أربعة أعوام من عمر الأزمة السورية ولم تتعرف علي ( فتح ) التي كنت ابنها وما أزال إلا ب 500 دولار أرسلها لي الأخ أبو مازن ! وهي بالكاد تكفي لأجرة البيت ومصروفه - دون مصروفي- لمدة شهر. ولم ألجأ للأردن الحبيب الذي أحمل جنسيته ،  ربما لإحساسي أنني كنت مقصرا تجاهه ، رغم قناعتي المطلقة أننا شعب واحد مهما تعددت الإنتماءا ت .  وكان في مقدوري أن أشكو أمري لجلالة الملكة حين أتيح لي شرف لقائها في افتتاح معرض رسم  . غير أنني لم أرغب في أن أثقل عليها . ربما تنتظرني رصاصة ما قد تكون بيدي وقد تكون بيد قاتل مأجور ، وقد تكون قريبة مني وقد تكون بعيدة .. لكني وإن بقي عمر سأكرسه لما لم أكتبه من فلسفتي ، وإن لم يبق فآمل أن يحقق طموحي بأن أدفن في أعلى قمة من قمم جبل المنطار الذي كنت أتجول فيه ليلا ببندقيتي حين كنت ثائرا ، ورعيت فيه قطيع أغنامنا حين كنت طفلا . وإذا تمكن أحد من العائلة بأن يبني فوق قبري غرفة يضع فيها مؤلفاتي ويعرض  بعض لوحاتي ومنحوتاتي ومقتنياتي سأكون ممتنا له .
*********
أعتذر عن اجراء لقاءات مع الصحافة بكافة أشكالها المطبوعة والمتلفزة والمذاعة أو على شبكة النت .
محمود شاهين
19-11- 2014
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف