الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ويسألونك عن الوطن؟ بقلم: انتصار السراي

تاريخ النشر : 2014-10-31
ويسألونك عن الوطن؟
انتصار السراي

"الوطن ليس فندقاً، عندما تسوء الخدمة فيه تغادره" مقولة عادة ما توصينا أن لا نترك أرضنا مهما استبدّ بنا الألم من أوجاعه، ربّما أن هذه الحكمة قيلت لزمن لم يكن هناك أرض تسمّى العراق، أو لقياس لا يناسبنا، إذ كيف لا يغادره وكل شيء فيه سائر إلى الفجيعة؟ وكيف العدول عن قرار المغادرة، إلى حيث لا (سبايكر)، ولا (صقلاويّة) أو أي واحدة من مدن الهلع والأشباح؟
نعذر من رحل كي يبحث عن شعب لا يذل، ولا أذن صمّاء تنكر إغاثة البراءة، ولا جيش فاقد التكتيك، ولا (عِرض) منتهك يباع في سوق النخاسة بحفنة عار، ولا فلذة كبد تقدّمه الأم مع نياط قبلها، فكانت مخيّرة بين الإيمان بالشهادة، وبين القسر في دفع ولدها ضريبة الهويّة العراقيّة!
الراحل منك يا وطني يبحث عنك في كل الأوطان، علّه يجدك كما حَلِمَ بك منذ نزول أبينا آدم، وأمّنا حواء إلى الأرض.

"تاتو" استعداداً للموت
بفعل فاعل تغيّرت أحاديثنا الاجتماعيّة ذات النهكة الجميلة يوماً ما إلى أحاديث استقصائيّة، تبحث عن أخبار الانفجارات والعمليّات الإرهابيّة، وننشغل بالإجابة في استفهاماتنا اليوميّة عن أعداد الموتى والجرحى و(المتوذّرين) ومفقودي الهويّة، وكذلك عن مكان وزمان كل حادث تكفيري في مدن وقصبات الرافدين كافّة وعن نوعيّته، وكيفيّة حصوله وقصص ضحاياه وذكرياتهم مع الأهل والأحبّة، فضلاً عن ملابسات الإخفاق الأمني المتواصلة.
ولأنه يعيش أيامه مثل باقي الشباب بين مدّ الإرهاب المستشري في أوصال البلد، وجزر الحكومة الصمّاء البكماء، طال حديث (أحمد) عن أفكاره ومنجزاته في كيفيّة استعداده للموت بحزامٍ ناسف، عبوة لاصقة، كاتم أو تفخيخ بعربة يجرّها حصان أو سيّارة إسعاف.. وغيرها الكثير مما لذّ وطاب واشتهت سرائر نفوس التكفيريين الخبيثة.
لا تظن عزيزي القارئ بأن (احمد) يتفادى الموت، بل على العكس، قد وضعه على قائمة أولويّاته، ليس حبّاً به، وفي الوقت ذاته هو لا ينكر أن الموت حقّ على المؤمن، بل لأن هذا ما يعتاش عليه أغلب شباب العراق وحديثهم اليومي الممتع بنشوة الموت الذي يأخذ شبابهم قسراً ومن دونما رحمه، هو فقط يريد أن يبقى شيئاً من جسده عند تفخيخه إرهابيّاً وتكفيريّاً وحقداً ومروقاً عن الدين، وكرهاً بهذا الوطن المبتلى على مرّ التأريخ، فكانت كل مشكلته كما حدّثني عنها، هو أن لا يتشظّى جسده في مراجل النار المستعرة من جرّاء حرب مفتوحة، ليس له ناقة فيها ولا جمل، أي أنه يريد الموت بجسد كامل!
أخيراً وجد (أحمد) فكرة على يبدو أنها راقت له، وهي أن يقوم بعمل (تاتو) لجسده العشريني بكتابة اسمه مع أربعة أرقام لذويه. مؤكّد أن تلك الفعلة من أحمد ستكلّفه مبلغ ليس بالهيّن كما أن لها أثار وأضرار نفسيّة واجتماعيّة، لكن ما يفعل ولسانه عن إحترازاته التي يقيمها لنفسه بهدف حمايتها من أن يقع فريسة للإرهاب المدمّر لن يكلّ حديثاً!
ترى كما شاب بعمر (أحمد) يعيش يوميّاته بهذة الصورة المأساويّة؟ فبدلاً من أن يحلم بيوم مشرق ومستقبل زاهر وتطلّعات بخطوط الفرح، يحدّث نفسه والآخرين باستعدائه الغريب للموت، فكأنه ينتصر لجسده من آفة الخواء الفكري لشرذمة تدّعي الإسلام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف