الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القدس رايتنا بقلم:محمد سيف الدولة

تاريخ النشر : 2014-10-30
 في الحروب القديمة، كان لكل جيش راية يحملها مقاتل شجاع، يتم انتقاءه بعناية. مهمته الوحيدة هي الإبقاء عليها مرفوعة مرفرفة على الدوام. وكانوا يكلفونه بالصمود  حتى  اللحظة الأخيرة مهما كانت الصعاب او اشتد الكر والفر او حمى وطيس المعركة . وان يكون آخر المتراجعين أو المنسحبين، وان يحاول إن جرح أو ضرب في مقتل، أن يرفع الراية حتى آخر نفس .

و ذلك لأن الراية هى دليل المقاتلين، ومؤشر سير المعركة، من نصر او هزيمة أو سقوط . لقد كان لها ذات الدور الذي تقوم به اليوم البيانات العسكرية وأجهزة الإعلام و إدارات الشئون المعنوية.

***

والقدس بهذا المعنى البسيط، هى رايتنا كعرب ومسلمين ومسيحيين، وسقوطها يختلف عن سقوط غيرها من المدن العربية، كحيفا وغزة ورام الله وبغداد؛ فسقوطها يعنى سقوط حامل الراية، الذى مات او استشهد او انكسر او جبن عن ان يحمل رايته ورمز أمته .

فالحروب الصليبية التى دارت معاركها من 1096 حتى 1291، شاهدت سقوط عديد من المدن والإمارات العربية والإسلامية في يد الغزاة، ولكن كان لسقوط القدس عام 1099 دويا  أليما، وكأنها عاصمة الأمة.

وكذلك شاهدت نفس هذه الفترة انتصارات ومعارك تحرير عربية إسلامية كثيرة فى عهود عماد الدين زنكى، ونور الدين محمود، والناصر داوود الايوبى، والظاهر بيبرس، و المنصور قلاوون . ولكن كان لتحرير القدس على يد جيش صلاح الدين عام 1187 وقعا مختلفا ودلالة تاريخية فارقة .

 وعندما مات صلاح الدين، كان لا يزال هناك عددا من الامارات الصليبية فى أراضينا ولكن معركة حطين كانت هى الضربة القاصمة التى توالى بعدها انهيار المشروع الصليبى بأكمله .

* * *

لماذا للقدس هذه المنزلة ؟

اولا ــ  لما لها من قدسية خاصة منذ أسرى الله سبحانه و تعالى بالرسول عليه الصلاة والسلام  الى المسجد الأقصى . وهو الرسول الذى مثلت رسالته، نقطة تحول كبيرة فى تاريخ هذه المنطقة، فبها أسلمنا وتعربنا، وخرجت الى الحياة أمتنا العربية الواحدة، الامة الوليدة الجديدة، التى كانت لقرون طويلة، واحدة من القوى الكبرى فى العالم.

***

وثانيا ــ  لان القدس هى البوابة التي كان المعتدون على مر التاريخ سواء من "الصليبيين" او الصهاينة، يحاولون الولوج منها إلى أوطاننا، بذرائع دينية كاذبة .

فهى ارض المسيح التى يجب تحريرها من العرب الكفرة، وفقا  لخطبة البابا أربان الثاني فى جنوب فرنسا عام 1095 م .

وهى الأرض المقدسة لليهود، التى ذكرت فى التوراة اكثر من 600 مرة، وفيها هيكلهم المزعوم، والتي احتلها الغزاة العرب المسلمون على امتداد 14 قرنا، حسب فتاوى الحاخامات والقادة الصهاينة المعاصرين .

فجميع الغزاة، استخدموا القدس لاختلاق مشروعية دينية مقدسة لغزواتهم، علهم ينجحون بذلك فى انتزاع مشروعية قومية، مشروعية لاغتصاب أوطاننا والبقاء فيها .

وكان رد أسلافنا على مر التاريخ، هو القتال لطرد الغزاة وتحرير الأرض المغتصبة، انطلاقا من الحقيقة التاريخية الموضوعية، وهى ان هذه أرضنا نحن، التى تعربت وتعربنا معها  منذ الفتح الاسلامى، وعشنا فيها واستقررنا عليها قرونا طويلة، و لم نغادرها أبدا منذ ذلك الحين، فاختصصنا بها دونا عن غيرنا من الشعوب والأمم .

 أما المقدسات الدينية فإنها لا تعطى وحدها، أهل هذا الدين أو ذاك، أى حق في امتلاك الأرض التى تحتضن مقدساتهم . فالأمم ليست مقدسات فقط، وإنما هي ايضا شعب وارض وتاريخ طويل ولغة واحدة وحضارة متميزة ولا نقول ممتازة  .

***

وهكذا كانت القدس على الدوام رمزا لنا جميعا؛ رمزا للاسلام وللعروبة ولأرض الرسالات السماوية، وللوحدة الوطنية لمسلميها ومسيحييها، انها رمزا لهويتنا الجامعة الشاملة، وهى هوية صادقة، و حقيقة موضوعية  ثابتة تاريخيا .

ولكنها كانت فى ذات الوقت رمزا كاذبا ومختلقا ومسروقا للصهاينة ومن قبلهم الغزاة الأوروبيين المتذرعين زوراً بحماية الصليب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف