الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأرشفة تراث إنساني بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2014-10-30
الأرشفة تراث إنساني بقلم:فاطمة المزروعي
الأرشفة تراث إنساني

فاطمة المزروعي
بدأت رحلة الإنسان مع حفظ المعلومات وصون منجزاته وتوثيقها، منذ سنوات غابرة ضاربة العمق في الزمن القديم، فقد فهم الإنسان الأول أن المحافظة على المعلومات يمكنه من التطور، ذلك أن كل مبتكر أو منجز يكون بدائياً في مرحلته الأولى، لكن بحفظ معلومات هذا المنجز يمكن للأجيال التالية التطوير حتى يصل لمراحل من الكمال في خدمة البشرية، والأمثلة والشواهد في هذا السياق كثيرة وعديدة.
اخترع الإنسان منذ عصور ضاربة العمق في التاريخ، النقوش وحفر الرموز في الكهوف ثم تعلم اللغة وصولاً إلى الكتابة فاكتشاف الورق وتطورات متتالية في هذا السياق على فترات زمنية كبيرة في عمر الإنسانية بأسرها. هذه الثورة جعلت الحفظ والتوثيق مهمة لا فكاك منها، ومشاركة المعرفة تعني حفظها من الضياع فالمعرفة هي الهدف الأزلي الذي سعى لها الإنسان منذ أن كان يعيش في العصور الحجرية حتى يومنا، فمعرفة الإنسان الأول كيفية نقل الصخور بواسطة العجلة كانت نقلة هائلة في التفكير البشري، ومعرفة الزراعة جعلته يستقر ويبني المنازل، وبالمعرفة تمكن من التغلب على الحيوانات التي كان يصطادها مرة وتصداه مرة، بل تمكن بالمعرفة من استئناس الكثير من الحيوانات وتسخيرها لخدمته كالكلاب والخيول والجمال وغيرها، واستخدم الرموز الاستخدام الأمثل فكل معرفة يحصل عليها كان ينقشها ويوثقها –يحفظها - داخل كهوفه حتى اكتشافه للكتابة، وهذه المعارف تنقل من جيل للجيل التالي الذي يطورها ويبني عليها المزيد من الخبرات والمعارف، لولا التوثيق وحفظ المعارف لما تطورت البشرية – الأرشفة وإن بشكل بدائي - ومن خلال هذا الزخم المعرفي المتوارث منذ القدم وحتى يومنا والذي كان للأرشفة دورها الرئيسي فيه بالحفظ وعدم الضياع كانت تقوم الحضارات المتتالية وتتطور وتتقدم ثم تتلاشى وتقوم أخرى مكانها لتكمل المسيرة الإنسانية، لكن كل حضارة كانت تقوم على أفكار وتميز أفرادها ومدى ما يملكونه من المعارف والعلوم، وإذا كان هناك من العلماء من يقول أن الحضارة تتكون من الاقتصاد وموارده، والسياسة وأنظمتها، والتقاليد الأخلاقية والمبادئ القويمة، ثم العلوم والفنون، فما هي هذه المكونات إذا لم تكن من لب المعرفة الناتجة التي تطورت بفضل حفظ المعلومات وتوثيقها على مر تاريخ الإنسان.
وعندما ننظر لإنسان اليوم ونسأل كيف وصلت البشرية لكل هذا التطور والتقدم؟ فإننا نغفل أثر الأرشفة والتي من أولى مهامها حفظ المعلومات وإصدارها لكل من يطلبها وينشد التعليم والابتكار ومحاولة البناء على منجزات من سبقه، والأرشفة بدأت مع الإنسان بشكل عفوي ومتلازم، ففي ذلك الزمن السحيق لم تكن علم بقدر إنها كانت حاجة توجه الإنسان نحوها لأنها تحقق له تطور وأيضا تساعده على البقاء والتغلب على مشاكله. حول قدم الأرشفة ومدى تواجد الأرشيفات منذ عصور غابرة، جاء في كتاب الأرشيف تاريخه إدارته، من تأليف كلا من سالم عبود الالوسي، ومحمد محجوب مالك، وصدر في بغداد جاء:" أن الأرشيفات كانت موجودة ومعروفة في حضارات الشرق القديم وكذلك عند الإغريق والرومان، ونظرا لأن بلاد ما بين النهرين كانت الموطن الأول للكتابة والتدوين فقد اخترع السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين والكلدانيين الكتابة الصورية وفي العصر الثاني من عصر الوركاء حوالي 3500 قبل الميلاد دونوا على الطين والأحجار معارفهم وعلومهم ومن هناك أخذت الكلمة المكتوبة طريقها الى الشيوع والاستعمال في بقية أرجاء الشرق القديم، ومن هناك كانت الأرشيفات معروفة عند القدماء كالسومريين والاكديين والبابليين والأشوريين والكلدانيين وكذلك عند المصريين القدماء والفرس والأمم الأخرى وما خلفوه من رقم طين وألواح حجر ومدونات أخرى، يمكن اعتبارها مواد ذات طبيعية أرشيفية". نتطلع فعلا ليأخذ علم الأرشيف حقه من الاهتمام والعناية، بما يليق بتاريخه وأثره البالغ في حياة البشرية بأسرها منذ الأزل وحتى يومنا هذا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف