الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فتحي الشقاقي وصناعة الأمجاد بقلم: حسني العطار

تاريخ النشر : 2014-10-28
فتحي الشقاقي وصناعة الأمجاد بقلم: حسني العطار
فتحي الشقاقي وصناعة الأمجاد

في حياة الشعوب والأمم كثير من الصفحات المضيئة والتي تعتز وتفتخر بها هذه الشعوب وتلك الأمم, ونحن كشعب فلسطيني في مقدمة الشعوب والأمم امتلاكاً وحيازةً لتلك الصفحات, فلقد سطّر شعبنا الفلسطيني في سجل الإنسانية الخالد وفي سجل طلاب الحرية والجهاد والمقاومة سجل أنصع الصفحات, بل أصبح شعبنا مضرب الأمثال في الشجاعة والإقدام والصبر والتحدي, ومن هنا لا عجب أن نرى هذا الصدى الكبير للقضية الفلسطينية في العالم كله, ومدى تأثيرها في مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم بأسره.
يندهش العالم كله شعوباً وحكومات مما يقدمه هذا الشعب من قدراته على التحدي والصمود, والعمل على تغيير مجريات الأحداث لصالحه, مع تآمر العالم عرباً وغرباً على هذا الشعب, فالصهاينة يقتلون ويدمرون ويحاصرون ويعيقون وجود أبسط أشكال الحياة في فلسطين وغزة على الخصوص, وبلاد العرب حكومات وإعلام وسياسة واقتصاد يشاركون وبكل تفاني وإخلاص بالحصار والحرب على أهل غزة, وكل يوم يخرج لنا العالم القريب والبعيد بمسرحيات هزلية وضحكة يتذرع ويتعلل من خلالها بزيادة الحصار والحرب والقتل والتجويع, وطبعاً آخرها تفجيرات سيناء الأخيرة, فأهل غزة في نظر المتنفذين من السياسيين الفلسطينيين, والغالبية من حكام العرب وأجهزة الأمن فيها وإعلامها, أهل غزة هم سبب كل المصائب والكوارث والأزمات والإرهاب الذي يحدث في العالم, وهم من يسبب الوجع والقلق والحروب, وبالتالي على العالم أن يتخلص منهم, كان إسحاق رابين يتمنى أن يصحو يوماً من نومه على خبر ابتلاع البحر لغزة بالكامل, وعلى فكرة هذا ما تتمناه السلطة الفلسطينية في رام الله, فالموت لأهل غزة هو الشعار المرفوع اليوم عند أغلب حكومات بلاد العالم.

وأهل غزة واقعون بين فكي كماشة, وبعض المحنطين ممن أكل عليهم الزمان وشرب من قيادات الفصائل التي لا وجود لها إلا على لائحة السمسرة السياسية, والذراع الثاني يقبض عليه صقور ومن يدور في فلكهم, والكل يُقطع في أوصال هذا الجسد المنهك, والكل يدعي مصلحة الوطن والمواطن, والمواطن يحب أن يفهم ما يدور حوله فلا يقدر على الفهم, ويستمر في الدوران حول نفسه حتى يصل إلى لحظة فقدان الوعي والجنون وهذا هو المطلوب.
في هذه الظروف يتذكر الفلسطينيون فتحي الشقاقي, الذي ما كان له إلا فلسطين والمواطن الفلسطيني, وكيف يرفع عن كاهل هذا الوطن الاحتلال, أنشأ الشقاقي تنظيم الجهاد الإسلامي ولم يكن في حساباته زعامة أو رئاسة, لهذا نجح الرجل في تكوين ما سعى إليه, مع أن الدنيا كلها كانت حريصة على إفشاله والقضاء عليه, لم تكن أجهزة المخابرات الصهيونية هي من يتابعه, بل كانت أجهزة مخابرات عربية متعددة تتابعه وترصد تحركاته لأن مثل هذا الرجل في نظرهم يشكل خطورة عليهم ربما أكثر مما يشكلها على الصهاينة.
ليس سهلاً أن يقوم رجل يلتف حوله عدد قليل من المؤيدين بتشكيل فصيل مقاتل وله رؤية فكرية وعقائدية وإستراتيجية معمقة, وفي ظروف غاية في التعقيد إلا أن يكون ذلك بتوفيق ومدد من الله تعالى, وخصوصاً أن التنظيمات الموجودة على الساحة في حينها وصلت إلى مستوى خطير من الترهل, لقد قام الشقاقي من خلال تنظيم الجهاد الإسلامي من تغيير معادلة الصراع الفلسطيني الصهيوني, إلى صراع إسلامي صهيوني, حرص الكيان الصهيوني جاهداً عشرات السنين أن يُبعده عن البعد والمد الإسلامي, وأن يجعله في دائرته الضيقة, إلا أن الشقاقي نجح في هذا الأمر نجاحاً غير مسبوق, فهو كان يعرف أن الساحة قد تتعرض لتغيرات سياسية يكون نتيجتها تخلي البعض عن القضية, وبالتالي يكون هناك بديل عن هذه الأنظمة, وهذا ما حدث فقد نفضت بعض الأنظمة العربية يديها من القضية بل والأخطر انتكست لمناصرة العدو الصهيوني والتنسيق معه لضرب المقاومة وحصارها وملاحقة قياداتها, وقام إعلام هذه الأنظمة بعملية غسيل لأدمغة الشعوب العربية والترويج لفكرة مظلومية اليهود الحضاريين على يد الإرهاب الفلسطيني المجرم, ومن هنا بدأ المواطن العربي الذي لا يحب أن يُعمل عقله بدأ يقبل بفكرة  ترك الفلسطيني والتخلي عما كان يؤمن به من أخوة ومناصرة, في هذه اللحظة كان البديل الإسلامي جاهزاً للمناصرة والدعم وعلناً وبدون خجل أو وجل, والحروب الأخيرة خير دليل على دلك . رحم الله الشهيد والأخ والصديق فتحي الشقاقي, وبارك الله في إخوانه من بعده.           
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف