الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حقيقة ما يجري في ليبيا بقلم:أ. فرج محمد صوان

تاريخ النشر : 2014-10-27
حقيقة ما يجري في ليبيا بقلم:أ. فرج محمد صوان
حقيقة ما يجري في ليبيا
لقد جعلت الشائعات الأخيرة للقصف المزعوم للطائرات العسكرية المصرية لمواقع المتشددين الإسلاميين في مدينة بنغازي الليبية البلاد تبدو كأنها محل نزاع وساحة للحروب الإقليمية بالوكالة. ان ظهور المتنافسين في الشرق الأوسط على المشهد الليبي المشوش متأصل منذ بداية الثورة في فبراير 2011، وربما أبعد من ذلك، عندما صورت الأجهزة الاعلامية للقذافي البلاد على اساس أنها ألعوبة وتحت رحمة الاطماع الامبريالية. فمنذ أيام الثورة الأولى والإمارات العربية المتحدة وقطر تتزاحما على النفوذ حيث كانت قواتهم الخاصة تدعم فصائل ثورية مختلفة مخابراتيا وبالتدريب والسلاح. في البداية كان اختيارهم لا يهتم بالتقارب الفكري الايديولوجي وإنما كان يميل اكثر للنفعية، والتاريخ والجغرافيا وقام المغتربين الليبيين المقيمين في البلدين بتوجيه التمويل والأسلحة.
كان لهذه التدخلات اثر عميق على مسارها الثورة وما بعدها، وأدى توفر الرعاية الخارجية إلى تقليص تعاون كتائب الثوار فيما بينها وقلل من توافق آراءها على الأرض. فقد تفاقمت الانشقاقات المسبقة فيما بين معارضي القذافي حيث تنافست كتائب الثوار على شحنات الأسلحة وحجبوا المعلومات الاستخباراتية الاجنبية وبيانات استهداف المواقع عن بعضهم البعض وحاولوا التلاعب ببعضهم للفوز بنهاية لعبة الثورة وهي تحرير طرابلس.
ولكن يبدوا أن الصراع الإقليمي الداخلي عند اندلاع الثورة في سنة 2011 يعتبر ضئيل بالمقارنة بشدة الحرب اليوم؛ فآنذاك كان لكتائب الثوار وداعميها الخارجيين هدف مشترك وهو إسقاط طاغية يحتقره العالم، أما الآن فالقوى الخارجية متورطة في صراع ذو طابع تقسيمي وتبعية حسب الروايات المتواترة.
بدء يلوح سيناريو خطير في الأفق فالحكومة مدعومة من مصر والإمارات العربية المتحدة بدأت توسع دائرة حربها لمكافحة الارهاب ضد الجهاديين في بنغازي لتشمل فعلا الحرب الاهلية المتعددة الاطراف في طرابلس والجبل الغربي حيث يمثل الاسلاميين فيها مجرد طرف واحد فقط. انه صراع متعدد الأوجه يصعب فهمه بشكل تام ولا يمكن تفسيره في ضوء ما كتب حول موضوع الحرب بالوكالة.
لقد عرف العالم السياسي كارل دوتش (Karl Deutsch ) الحرب بالوكالة بأنها "نزاع دولي بين قوتين اجنبيتين على أرض دولة ثالثة مستترا بقضية داخلية لتلك البلد ومستخدما أرضها وبعضًا من قوتها ومواردها البشرية وسيلة لتحقيق اهداف واستراتيجيات اجنبية". انتقد أندرو مومفورد (Andrew Mumford) مؤخرا هذا التعريف لكونه يركز على الدولة كثيرًا، معتبر بدلا من ذلك أن الحرب بالوكالة هي "الصراعات التي يتدخل فيها طرف ثالث بشكل غير مباشر من أجل التأثير على النتائج الاستراتيجية لصالح فصيله المفضل."
ولكن في الحالة الليبية كلا التعريفان غير مقنعان لأنهما يستبعدان العنصر الحاسم في السرد. فقد جائت نقطة الانعطاف ما بعد الثورة في ليبيا من خارج البلاد وبظهور الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدولة الشقيقة مصر الذي ألقي بظله دون قصد التدخل، مبدئيا على الأقل، على السياسة غير المستقرة في ليبيا. لقد كان نموذجا للقطاعات المتورطة واليائسة من سكان ليبيا قولا وفعلا: كمسؤولي النظام السابق، والقبائل الشرقية الرئيسية، والفيدراليين والشباب الليبرالي كرجل كما يقول المثل على ظهور الخيل لخلاص ليبيا من العنف المتفاقم أو كوسيلة لاستبعاد خصومهم الأيديولوجية من السلطة.
لا شك أن المواقف المتطرفة وعدم نضوج الساسة الاسلاميين في المؤتمر الليبي المنهية ولايته هي التي يلقى عليها اللوم في حالة اليأس الليبية وخصوصا تورطها في توجيه الأموال إلى ميليشيات الثوار، والجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة ارهابية كأنصار الشريعة على حساب الجيش النظامي و الشرطة. ولكن بسبب تأثير السيسي تم استبدال المناقشات السابقة في ليبيا حول الحوار ونزع السلاح وإعادة الإدماج الى الخطاب المسموم المنضوي تحت مسمى الحرب على الإرهاب، والأهم من ذلك خلق دور جديد في القصة الليبية في انتظار لشخصية جديدة تقوم بلعبه.
هذه الشخصية كما هو معروف، هي الجنرال خليفة حفتر، القائد ذو السبعين عاما الذي قاد تدخل ليبيا الكارثي في تشاد، وهو منشق ومقيم لمدة عشرين عاما في شمال ولاية فرجينيا وعاد في عام 2011 في محاولة غير ناجحة لقيادة ليبيا عسكريا. أعلن حفتر في مايو عام 2014 بداية عملية الكرامة، وهو ائتلاف من الميليشيات القبلية الشرقية، والفيدراليين والوحدات العسكرية الساخطة، التي بدأت بقصف مواقع أنصار الشريعة والميليشيات الاسلامية في بنغازي وما حولها. وفي كل من خطابه وفعله حاول حفتر المواءمة في وقت مبكر مع النظام العسكري في مصر الذي لا زال يقاتل الإسلاميين هناك. كما دعى مباشرة مصر لاستخدام كل الإجراءات العسكرية اللازمة في ليبيا لتأمين حدودها. كما أعلن في الوقت نفسه أن عملية الكرامة تهدف إلى منع الإسلاميين من تهديد "جيراننا في مصر والجزائر" مؤكدا على الجانب الإقليمي لحملته. كانت هناك أصداء للناصرية الجديدة في خطابه. ادعى انه والسيسي يتفقان على أن محاربة الإرهاب هي وسيلة لـ"تأكيد هويتنا العربية." وتعهد بأنه لن يسمح لأي مسلحين مناهضين لمصر باستغلال الحدود الشرقية لليبيا كملاذ آمن.
أن لدى مصر مخاوف أمنية حقيقية حول حدودها مع ليبيا التي يسهل اختراقها. وقد ذكرت تقارير إعلامية متعددة وكذلك تحقيقات للأمم المتحدة منذ فترة طويلة بأن الحدود الليبية المصرية نقطة دخول رئيسية للأسلحة والمسلحين المتجهين إلى سيناء وغزة ومنها إلى سوريا. في يوليو قيل ان مسلحين مستقرين في ليبيا قتلوا 21 من حرس الحدود المصري، ولكن الواضح إن دوافع مصر في ليبيا تتبع تكتيكا قديما وهو تحويل مشاكلها الداخلية إلى مصدر خارجي. الكثير من مشاكل الأمن الحدودية لمصر تقع على جانبها من الحدود: قصور إدارتها في الصحراء الغربية - على وجه التحديد، سياساتها في التعاون مع النخب القبلية والدينية المحلية بدون معالجة المشاكل الهيكلية الأعمق المتعلقة بملكية الأراضي والبنية التحتية وفرص العمل. ومن المفارقة نجد أنه بينما كانت حملة حفتر أصلا لمناهضة الاسلاميين في الشرق للحد من التهديدات لمصر نجدها قد زادتها فعلا، وقد أجبرت الحملة ميليشيات اسلامية في بنغازي على توحيد صفوفهم في ائتلاف واحد مما ادى لتقليص الحيز السياسي لفصائل الاسلام البراجماتي. لقدت تسببت عملية الكرامة في تعبئة مضادة في طرابلس أو بما يسمى عملية فجر ليبيا، وهو تحالف للميليشيات من مصراتة والفصائل الأمازيغية وبعض المدن الغربية والإسلاميين. هاجم هذا التحالف مطار طرابلس الدولي الذي كانت تسيطر عليه ميليشيات الزنتان المتحالفة مع حفتر. بعد أن استولت على المطار نقلت بعض فصائل فجر ليبيا حملتهم إلى جبال نفوسة الغربية وذهبت إلى أبعد من ذلك ونفذت ضربات جوية خاصة بها على الزنتان.
أرادت مصر شريكا لمحاربة الإسلاميين في ليبيا يمكن الاعتماد عليه، ولكن القادة المصريين غير راضين عن أداء حملة حفتر. وقد وجدت مصر العديد من عملائها المحليين بأجندات منافسة في أوجه القصور والكفاءة. وهناك الآن دلائل متزايدة على أن القاهرة تنأى بنفسها عن حفتر حيث اشتكى أحد الجنرالات المصريين المتقاعدين أنه في حين أن حفتر "يبذل قصارى جهده ... إلا انه لم يثبت أنه باستطاعته وضع المتشددين الاسلاميين في مكانهم حقا".
في الآونة الأخيرة لجأ السيسي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية لتبرير الدعم المصري للحكومة الليبية. لقد تم النظر لعرض الرئيس المصري مؤخرا المساعدة العسكرية لعملية الكرامة على إنه جزء من معركة صريحة أوسع ضد الدولة الإسلامية. وأظهرت الوثائق المسربة في منتصف سبتمبر الماضي أن هذا لم يكن مجرد عرض وإنما هو اتفاق رسمي للتعاون العسكري بين البلدين وقد أكدت هذا وسائل الإعلام المصرية أيضا كما يوجد في القاهرة العديد من وسائل الإعلام المؤيدة لعملية الكرامة، بما في ذلك محطة تلفزيون ليبيا أولا المملوكة لحسن طاطاناكي قطب الأعمال الليبي المعارض الشرس للإسلاميين، وكذلك هبته الاخيرة تلفزيون الكرامة. وفي السياق نفسه أشاد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح قويدر بالدور المصري وما سمعه من الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال لقائه به الذي أعلن فيه تقديم كل أشكال الدعم وفتح أبواب مصر أمام الليبيين، خاصة من الأجهزة السيادية والأمنية للتدريب وتلقي الخبرات المصرية ولكنه نفى أي وجود عسكري مصري على الأراضي الليبية.
ركزت وسائل الإعلام المصرية مؤخرا على ازدهار الدولة الإسلامية على الحدود المصرية، وخصوصا بعد مبايعة مجلس شورى شباب الاسلام الفصيل الجهادي في درنة الليبية لما يعرف بداعش (تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام) وإعلان تبعيتهم له. ركزت وسائل الإعلام المصرية مؤخرا على ازدهار الدولة الإسلامية على الحدود المصرية، وخصوصا بعد مبايعة مجلس شورى شباب الاسلام الفصيل الجهادي في درنة الليبية لما يعرف بداعش (تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام). يعتبر هذا تطور خطير ولكنه يجب أن يخفف بالتساؤلات التي لا تزال قائمة حول ما يعنيه هذا عمليا لتدريب المقاتلين نظرا للمساحة الجغرافية الفاصلة بين البلدين و حقيقة أن الدولة الإسلامية لم ترد على إعلان جماعة درنة من طرف واحد. وعلاوة على ذلك، فان رواية الجهاديين في شرق ليبيا، لا سيما في درنة، تعج بالانشقاقات والنقاشات حول التكتيكات وأيضا الولاء لداعش. الأهم من ذلك كله أن مجلس شورى شباب الإسلام متورط في معركة مستمرة مع كتيبة شهداء أبو سليم (التي رفضت دعواهم ) لبسط السيطرة على درنة حيث هرب في الآونة الأخيرة ثلاثة من أفراد لواء درنة بعد حكم مجلس الشورى عليهم بالموت لعدم مبايعتهم أبو بكر البغدادي. إن نداء مجلس الشورى مؤخرا بتخطي الدولة الإسلامية لحدود القومية ينم عن محاولة نيل الدعم الشعبي على حساب منافسها المحلي أنصار الشريعة في كل من درنة وبنغازي الذي سيكون لزاما عليه بطريقة أو بأخرى دعم الدولة الإسلامية.

وقد رافق الهجوم من قبل عملية الكرامة على طرابلس مزاعم حول الدعم القطري لمصراتة والفصائل الاسلامية من خلال استخدام تركيا والسودان كوسطاء. وبتوقف مطار طرابلس عن العمل يُعتقد أن الدعم المالي وشحنات السلاح القطرية تصل طرابلس عبر مطار معيتيقة الخاضع لسيطرة الميليشيات الاسلامية في شرق طرابلس. وقد تسبب الدعم القطري المزعوم تصعيدا من قوات عملية القوات الكرامة أدى لعواقب وخيمة على المدنيين الذين حوصروا في تبادل لإطلاق النار. وفي وقت مبكر من يونيو ناشد الجنرال حفتر المواطنين الأتراك والقطريين مغادرة شرق ليبيا خلال 48 ساعة، مدعيا أن "أولئك الذين يحملون جوازات سفر قطرية وتركية هم وعملاء استخبارات ومستشارين يدعمون القوى الإسلامية".


وفي هذه الاثناء تعهد رئيس الوزراء الليبي الثني مؤخرا بتحرير طرابلس، وصوت البرلمان الليبي في طبرق لصالح جعل حفتر وقواته تحت إشراف الحكومة. وبعد أن أدركت قوات عملية الكرامة عدم جدوى الضربات الجوية لطرد المعارضين في المناطق الحضرية، اتجهت للتعبئة القبلية والمجتمعية في كل من بنغازي وطرابلس، ويقول معلقون امريكان ان على واشنطن أن تقديم دعما عسكريا كبيرا لقوات الكرامة، لكن مثل هذه السياسة من شأنها أن تفاقم الفوضى في البلاد وتزيد من التطرف الذي تحرص الولايات المتحدة على مكافحته.
أما الآن فالولايات المتحدة تتجه لحلا وسطا. ففي تصريحات متكررة لمسؤولين أمريكيون ودبلوماسيين من الأمم المتحدة والدول الغربية أكدوا أن المصالحة السياسية بدلا من القوة العسكرية هي الحل للنزاع في ليبيا. لكن تدخل الولايات المتحدة في المستقبل محفوف بالمخاطر حيث تسترشد خطط الولايات المتحدة لمساعدة ليبيا عسكريا باستراتيجية أوسع لمكافحة الإرهاب، والتي تعتمد بشكل كبير على التدريب والإشراف على قوات العمليات الخاصة الليبية. ان القيام بمثل هذا الجهد الآن في ظل السياسة الليبية المشوشة ومخاطر الوقوع في فخ روايات الحرب من قبل احد المتصارعين بدعم من رعاته الخارجيين. وكما أوضح نعمان بن عثمان فإن "الجهات التي تقوم بحامية المصالح الأمريكية على الأرض غير موافقة على ما يُسمّى بعملية فجر ليبيا و هي تشعر بأنها تشكل خطورة على مستقبل ليبيا الدّيمقراطي و تحمل معها بذور الإرهاب و الإجرام و التطرّف لأن الولايات المتحدة الأمريكية فهمت بأن عمليّة فجر ليبيا (والمرتبطة بالإرهابيين في بنغازي) التي تقوم بها ميليشيات مصراتة و الإخوان المسلمين بدعم قطري تُركي في طرابلس هي لتدمير العاصمة والإستيلاء على السّلطة وهذا أمر يتنافى مع كل القيم الغربية المتعارف عليها و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية". ويرى خبراء ان ضخ قوة عسكرية جديدة في قطاع أمني منقسم بالفعل سيعزز من استمرار الصراع دون حله بشكل حاسم. ويؤكدون على أنه يجب على الولايات المتحدة الامتناع عن تدريب الجيش الليبي حتى تتم المصالحة الوطنية وتتشكل حكومة موحدة، كما يجب أن تعمل على خلق قوات أمن من جميع القبائل والمناطق في ليبيا بحيث يتم وضع هذه القوات تحت السيطرة التامة لحكومة منتخبة شاملة مدنية وممثلة لكافة شرائح الشعب الليبي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف