الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هلوسة الحمقى بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )

تاريخ النشر : 2014-10-26
هلوسة الحمقى  بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
" هلوسة الحمقى "
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================

مقدمة :
يعتبر هذا النص انعكاساً للأحداث الدموية إثر الحرب المجنونة الأخيرة على غزة.
شخوص وأحداث النص حقيقية ولها وجود على أرض الواقع.
وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب.
( الكاتب )
------------------------------------------

(( هلوسة الحمقى ))

ابتعدي عني .. ابتعدي عني أيتها العيون المحدقة بي من كل صوب وحدب .. ابتعدي عني .. فلقد أرعبتني .. أرقتِ مضجعي .. ولم أعد أعرف طعماً للنوم منذ أيام طويلة خلت .
الرحمة .. الرحمة .. الرحمة أيها الطفل .. فلماذا تحدق بي عيونك هكذا ؟؟ .. إنها تثير الرعب في قلبي والقشعريرة في نفسي !!.
وأنت أيتها المرأة العجوز .. لماذا تحدقين بي بقسوة مخيفة هكذا ؟؟ .. نظراتك المخيفة هذه تقتلني .. آلاف المرات .
وأنت أيها الرجل المسن .. لماذا تحدق بي بمثل هذه النظرات الحارقة كسهام الموت ؟؟!! .
أرجوكم .. أتوسل إليكم .. ابتعدوا عني .. دعوني .. ارحموني .. إنك تقتليني أيتها العيون المحدقة بي .. تقتليني بقوة .. بقسوة .. فأحس بأنني أموت وأموت .. وأطلب الموت فرارا من رهبتك .. فلا أموت .
وأنت أيتها الطفلة الوليدة .. لماذا تنضم عيونك إلى جوقة العيون المحدقة بي بقوة ورهبة مخيفة .. أرجوك .. ابعدي عيونك عني .. أرجوك ..؟ لا تحدقي بي هكذا .. ابتعدي عني .. وأرجوك .. اطلبي من العيون الأخرى أن تبتعد عني أيضاً فأنا لم أعد أحتمل أكثر من هذا .. لم أعد أحتمل ..
أكثر من شهرين خلت وأنا أقاسي .. أتمزق .. أعيش الكوابيس المخيفة .. ليس خلال الليل فحسب .. بل في الليل والنهار .. بل وفي كل لحظة .
العيون الجاحظة تلاحقني بقسوة من كل حدب وصوب .. وقد جعلتني أفقد صوابي .. أفقد رشدي . إلى حد الجنون .. بل لعلي كذلك .. بل أنا كذلك .
لماذا أرى العيون من حولي وقد صارت عشرات العيون .. مئات .. آلاف .. تجحظ بي بقوة مخيفة .. تدور من حولي دورات سريعة .. تطاردني بقسوة .. تتسع .. تكبر .. تدور .. تحدق .
ابتعدي عني أيتها العيون الجاحظة .. إنك تثيرين الفزع في نفسي وفكري .. تسيطرين على كل حواسي .. تحيلين حياتي إلى كابوس مخيف .. إلى جحيم لا يطاق ..
أرجوكِ .. أرجوكِ أيتها العيون المحدقة .. ابتعدي عني .. دعيني وشأني .. ولو لدقائق .. لحظات .
أوه .. مالك تطاردينني هكذا ؟؟!! .. لماذا أرى أعدادك تزداد بشكل جنوني .. تصبحين ألافاً .. ملايين .. بي تحدقين .. بي تحيطين .. من حولي تدورين.. بشكل يثير الجنون ..
إنني أكاد أن أفقد صوابي .. أن أفقد عقلي .. أكاد أن أصاب بالجنون .. أرجوكِ .. ابتعدي عني .. ابتعدي .. الرحمة .. الرحمة .. الر...
أووه .. لقد نسيت أن أعرفكم بنفسي .. سوف أفعل .. سوف أفعل ..
أنا ضابط الاحتياط " جدعون " .. اسمي " جدعون " .. أنا الآن نزيل المصحة العقلية في إحدى مدن فلسطين المحتلة .. أنا تحت العلاج منذ أكثر من شهرين .. لقد حاولوا معي بشتى طرق العلاج الكيميائي والنفسي .. ولكن كل ذلك كان بدون جدوى .. فكل تلك المحاولات وخلال طوال الشهرين السابقين لم تستطع أن تبعد عني شبح العيون المحدقة بي من كل جانب .. والتي تدور وتكبر وتجحظ .. كل محاولات الأطباء المتخصصين ومن يدعون بأنهم علماء نفس ذهبت أدراج الريح ولم توقف الكوابيس الرهيبة عن مطاردتي ..
الوحيد الذي يعرف سر تلك العيون التي تطاردني بقسوة هو أنا .. نعم أنا ..
فعيون الطفل والطفلة .. العجوز والمسن .. المرأة والشيخ .. التي ما فتئت تطاردني .. هي عيون من قمت بقتلهم .. باغتيالهم .. أثناء الحرب القذرة التي قمنا بشنها على غزة قبل بضعة شهور وأيام خلت ..
لا زلت أذكر تلك العيون الجاحظة عندما كنت أقوم باغتيال أصحابها غيلة وغدرا .. لا زلت أذكر تلك العيون المحدقة بي فتفزعني وتقتلني بدل أن أقتلها ..
لقد مات أصحاب تلك العيون مرة .. ولكني أموت في كل يوم ألف مرة .. لأن عيونهم ما زالت تطاردني ليل نهار .
لقد انهارت أعصابي .. وفقدت عقلي ورشدي .. وأصبحت نزيل المصحة العقلية .
ولكن ..
يبدو بأن لعنة مطاردة أرواح الأبرياء لا تطاردني وحدي فحسب ..
فأنا لست النزيل الوحيد هنا في هذه المصحة .. لست النزيل الوحيد الذي يعالج في هذه المصحة من الجنون .
فهذا الذي يرقد على السرير المجاور لسريري هو الكولونيل " دافيد " ... قائد الدبابات التي كانت تهاجم غزة .. وصاحب السجل العريض في قتل العشرات والعشرات من سكان غزة المسالمين العزل ..
وهذا الذي يرقد على السرير المجاور لسريري من الناحية الأخرى هو الضابط " رافئيل " .. قائد سرب الطائرات التي كانت تسقط حممها لتهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها المسالمين فقتل منهم العشرات والعشرات .
وهذا الذي يرقد على السرير في الطرف القريب هناك .. هو الميجور " شموئيل " .. قائد وحدة المشاة التي قامت بقتل مجموعة كبيرة من السكان المسالمين الذين كانوا يتجمعون في المدارس هربا من الموت ..
وذاك الذي يرقد على السرير التالي .. هو جندي الاحتياط " شمعون " الذي قام بقتل المرأة العجوز التي كانت تحمل الراية البيضاء وتطلب المساعدة لإنقاذ حياة زوجة ابنها التي كانت تصارع الموت .
وهذا الذي يرقد على السرير البعيد هناك هو ... الذي قام بقتل المرأة العجوز التي كانت تحتضن الشجرة العريقة لتحميها من جبروتنا وهمجيتنا ...
وذاك ....
و ...
و ...
و ...

... ابتعدي عني .. ابتعدي عني أيتها العيون المحدقة بي من كل صوب وحدب .. ابتعدي عني .. فلقد أرعبتني .. أرقتِ مضجعي .. ولم أعد أعرف طعماً للنوم منذ أيام طويلة خلت .
الرحمة .. الرحمة .. الرحمة أيها الطفل .. فلماذا تحدق بي عيونك هكذا ؟؟ .. إنها تثير الرعب في قلبي والقشعريرة في نفسي !!.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف