الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حزب الدبكة بقلم: رامي مهداوي

تاريخ النشر : 2014-10-25
حزب الدبكة بقلم: رامي مهداوي
حزب الدبكة بقلم: رامي مهداوي

كنت جالسا في احد مقاعد قصر رام الله الثقافي أشاهد عروض 17 فرقة دبكة، وفجأة بدأت أشاهد الفرق المختلفة المشاركة إنها حزب شبابي ناضج مكتمل بفكره وتراثه وعلمه، حزب نشيط يخبط بقدمه الأرض فيهتز الجميع داعماً ومؤيداً لهم... سواعد الشباب والرجال والنساء يدا بيد يحصدون الحقل ويقطفون الزيتون وهم ينشدون أغانٍ تراثية تعيدنا الى ما وراء ذاكرتنا النابضة بالذكريات المتشرذمه بين خسارة الأرض وفقدان الشهيد والاشتياق للأسير وبث روح الأمل للجريح. جميع تلك الفرق القادمة من القدس، رام الله، نابلس، بيت لحم، جنين غنوا ودبكوا للحبيبة التي تجمعنا ولا تفرقنا... الحبيبة التي نشبك لها الأيادي ونقدم كل ما نملك حفاظاً على ترابها. ما وراء العرض/العروض على خشبة المسرح للفرق المختلفة أشاهد حزب الدبكة الفلسطيني، وما أحوجنا إلى دماء شابة جديدة تقود العمل المجتمعي قبل السياسي، تحرير العقل قبل الأرض، دماء تجعلنا نستيقظ من النوم العميق داخل جحورنا لنخرج منها ونشاهد المتغيرات المختلفة التي أصبحنا جزءا منها ووجب علينا التعامل معها. هناك في العالم أحزاب غير الأحزاب التقليدية المتعارف عليها في الأنظمة السياسية المختلفة، فمثلاً هناك حزب الشاي الذي قابلت بعض من قياداته في ولاية آيوا الأمريكية قبل 4 سنوات_ كتبت مقالا متخصصا عنهم في ذلك الوقت_ وهي حركة أمريكية شعبية سياسية برزت بعد الأزمة المالية عام 2009 معارضة لزيادة الضرائب وتؤيد خفض الإنفاق الحكومي وتدعو لتخفيض الديون الوطنية والتقييد بدستور الولايات المتحدة، هذه الحركة لا يوجد لها قيادة مركزية ومع ذلك لها أنشطة بارزة المعالم سياسية ومجتمعية على مستوى القاعدة. وفي مصر هناك حزب الكنبة وهو حزب من لا ينتمي إلى الوفد أو السلفيين او المستقلين أو الإخوان أو الناصريين أو السلفيين أو اللبراليين. ظهر هذا المصطلح "حزب الكنبة" في مصر عقب ثورة 25 يناير؛ أعضاؤه هم كما يتم وصفهم بالسياسة الأغلبية الصامتة، فهم من يجلسون على الكنبة ويتابعون ما يحدث في الميادين المصرية فقط من خلال شاشة التلفاز ولا يعبر عن رأيه ولا يحدث أي فعل نشاط سياسي حتى في العالم الافتراضي ولو بكلمة على الفيسبوك. وهناك في المانيا حزب الخضر الذي ولد عام 1980 الذي انطلق من حملة كبيرة تسلط الضوء على قضية البيئة بشكل أساسي وقضايا الديمقراطية المباشرة وتحرر النساء وتأمين حياة اجتماعية آمنة، مع العلم بأن هناك تحالف آخر قوي ظهر أيضاً في المانيا بعدما توحدت اسمه الخضر وتحالف التسعين الذي يرفض العنف النفسي والمادي ضد الإنسان والحيوان والنبات وأي مصادر طبيعية أخرى ويطالب بحقوق الأجنبي على الأراضي الألمانية. وأنا جالس بالمقعد أشاهد العروض المختلفة على خشبة المسرح كنت أتابع أيضاً القاعة الممتلئة من مختلف مكونات شعبنا، يأتي سؤال عابر لماذا لا أجد فئات شعبنا_ نوعاً/كماً/عمراً_ المختلفة في حفل/مناسبة ما لأي حزب كان؟! أين هذه الأجيال من عملية التنشئة؟! هل أصبح الحزب طاردا لدمه المكون الأساسي لجسد مؤسسته الحزبية؟! لماذا لا يتم ولادة حزب جديد يعبر عن طموح جديدة برؤيا وأهداف وأدوات جديدة؟! سأتخيل _ والخيال ليس ممنوعا أو حراما_ والقانون لا يعاقب على الخيال بولادة حزب الدبكة الفلسطيني. فمنذ انطلاق مهرجان التراث الشعبي السابع الذي ينفذه مركز الفن الشعبي منذ اسبوع، وما أشاهده من معطيات شبابية تبرهن بأن أدوات الأحزاب التقليدية هي أدوات ستعجل دفنه ذاتياً ما لم يقم بتطويرها. تجربة عرض 17 فرقة دبكة قام مركز الفن الشعبي بتأسيسها او تطويرها خلال الاعوام الماضية من خلال برامجه المختلفة، اكثر من 350 شاب و طفل ( من كلا الجنسين ) اعضاء في هذا الفرق، منتشرة في عدة محافظات كما ذكرت في البداية بالإضافة الى فرق أخرى ستولد بالخليل والرام. ما يقوم به مركز الفن الشعبي وبواسطة فرقة الفنون الشعبية بدخول فضاءات مختلفة من حيث الزمن والمكان، لهذا هو يستحضر الماضي بوقتنا الحاضر ويشتبك معه بتثبيت أصالة التراث الفلسطيني من خلال عملية استقبال وإرسال للثقافات المختلفة مقتحمين العولمة وأدواتها بأدوات فلسطينية بامتياز بدءاً من فضاء المهرجان، فمن مدخل قصر الثقافة حتى باب المسرح ستجد الماضي حاضرا؛ من خلال الحجة ام جابر وهي تخبز على الطابون وإلى المضافة العربية مروراً بأكشاك المنتوجات الغذائية النسائية والأعمال اليدوية البيتيه كالمطرزات والإكسسوارات وأشغال خشب الزيتون. أما المكان؛ فبالإضافة إلى تدريب تلك الفرق من مناطق مختلفة إلا أن المركز استطاع إشراك المحافظات المختلفة بهذا الأسبوع التراثي من خلال تقديم العروض بمحافظات مختلفة_ القدس، جنين، طوباس، نابلس_ ومن زاوية أخرى أيضاً إشراك فرقة الفنون بمهرجانات دولية وتقديم عروض بعواصم عالمية هو أيضاً اشتباك في تثبيت هويتنا الثقافية من خلال الدبكة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف