الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فضيحة سلوان!بقلم:عبد الحكيم أبو جاموس

تاريخ النشر : 2014-10-25
فضيحة سلوان!بقلم:عبد الحكيم أبو جاموس
فضيحة سلوان!
عبد الحكيم أبو جاموس*
ما حدث في سلوان، من تسريب بيوت وعقارات، وعمارات سكنية، وبيعها للمستوطنين اليهود، هو فضيحة بكل ما في الكلمة من معنى، وهو جريمة كبيرة، وكارثة حقيقية، وليس زلزالاً فحسب كما وصفه البعض. وهو أمر في منتهى الخطورة، يتطلّب تحركاً جماهيرياً ورسمياً لوقفه، ومعاقبة المتورّطين عقاباً عسيراً.
وحسناً فعل الرئيس محمود عباس، حين أصدر قراراً بقانون، بحيث يتم فرض عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، على كل من قام بتسريب أو تأجير أو بيع الأراضي لدولة معادية أو أحد رعاياها. وإن كانت الجماهير تطالب بإعدامهم.
بدايةً، نسجل الشكر والتقدير لكل الشرفاء في سلوان الذين هالهم الأمر، وهبّوا غاضبين مستنكرين، وكذلك للعائلات التي تبرأت من أفرادها الذين خانوا وباعوا شرفهم وعرضهم قبل مقدساتهم. وحين نقول سلوان، فمعنى ذلك أن المسجد الأقصى قد أصيب في مقتل، بخاصرته الشرقية والجنوبية، لأن سلوان محاذية للحرم القدسي الشريف وسوره. عمليات البيع، تمت بصمت وخبث، ومعظمها في فترة الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة، ولم تذكر مبالغ البيع في جميع العقود التي تم نشرها، باعها أشخاص من سلوان نفسها، ومن عائلات ذات أصول خليلية، لأناس من عرب الداخل، ادّعوا أنهم من الحركة الإسلامية، لتصل هذه البيوت في النهاية إلى أحضان المستوطنين المتطرفين، حيث تم تسريب هذه الشقق إلى جمعيات ومنظمات صهيوينة متطرفة، أسكنت فيها مستوطنين، وقامت بتأمين حراستهم، وأغرت كلّ واحد فيهم بمبلغ خمسمائة شيقل عن كل يوم يقيم فيه في سلوان. وتم البيع كما يقول المحامي محمد دحلة "بدون خشية أو وجل، ودون وازع وطني ولا ديني ولا أخلاقي". مركز "معلومات وادي حلوة" بالقدس، أعلن بوضوح أن "المتهمين في تسريب المنازل بعضهم من الداخل ومن بيت لحم والقدس، بالإضافة إلى سيدة تنكّرت بشخصية طالبة، وشخصيات معروفة بنشاطها في تقديم المساعدات للمقدسيين، وكانوا يبحثون عن أراض، وجميعهم اختفوا الآن، وعدد المتورطين وصل لعشرة أشخاص، وغالبية أصحاب المنازل باع دون علم بأنها ستسرب".
يا للعيب والعار، فقد تم بيع عمارتين تضمان "10 شقق سكنية"، وقبل ذلك، 26 منزلاً، وهذا يعني أن سلوان قد سقطت في أيدي الصهاينة، في ظل صمت مريب، يستدعي تحركاً رسمياً وشعبياً يطيح برؤوس جميع المتورطين، أيّاً كان مكان تواجدهم، فليس من المعقول أن ننجح في فترة الثورة والانتفاضة، وأن نفشل في مرحلة السلطة والدولة. فرحم الله أياماً كان فيها السماسرة والجواسيس، يعدّون للمليون قبل أن يفكّروا باقتراف مثل هذه الخيانة العظمى، وكانت يد العدالة تطالهم، طال الزمان أم قصر.
ضربة سلوان القاضية، جاءت في أعقاب الكشف عن مخطط صهيوني يستهدف طرد البدو المقيمين في بادية القدس، وفي ظل هجمة شرسة يشنها قطعان المستوطنين المتطرفين على المسجد الأقصى بهدف تقسيمه، وقد تجرّأوا بالإعلان عن ذلك رسمياً، حيث سيتم طرح مشروع قانونٍ جديد في "الكنيست" الإسرائيلي للتصويت عليه في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، يُتيح تقاسم المسجد الأقصى المبارك، زمنياً ومكانياً، بين اليهود والمسلمين.
وحين نعلم ان هذه المنازل كانت معروضة للبيع من قبل أصحابها، شفوياً ورسمياً، ولم تبادر أي مؤسسة رسمية من مؤسسات السلطة، ولا الأوقاف الإسلامية أو رجال الأعمال لشرائها للمحافظة عليها خوفاً من سقوطها المهين هذا، فإن الأمر يحزّ في النفس، ويصاب المرء بالحزن والأسى، ساعة لا ينفع الندم والأسف، ولا البكاء أيضاً، ورحم الله عائشة الحرة أم أبي عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس المسلمين، حين قالت لابنها، وقد رأته يبكي وهو يغادر مدينة غرناطة:
ابكِ مثلَ النساءِ مُلكاً مُضاعاً        لمْ تحافظْ عليه مثلَ الرجالِ
•    كاتب وصحفي فلسطيني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف