الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في رواية "أميرة" جميل السلحوت بقلم:أمير الطردة

تاريخ النشر : 2014-10-22
قراءة في رواية "أميرة" جميل السلحوت بقلم:أمير الطردة
تجوال في شوارع رواية
قراءة في رواية "أميرة" للكاتب أ . جميل السلحوت
أمير الطردة

ما زالت لم تدرك أميرة ماهية المكان الذي ولدت فيه، ولا كيف تنقّلت بين الأماكن، حيث كانت المسافات مليئة برائحة البارود، وبقايا الدموع والخوف متروكة على نوافذ المنازل العتيقة.
كانت أميرة بداية الزغاريد في حضرة وصولها النّدي، وبداية الرواية التي عادت بنا لحكاية الثوّار الذين ناموا تحت دمائهم، وودّعتهم الأمهاتُ بأصواتٍ تردد للوطن والكرامة.
الرواية فيها رجوع للتاريخ القديم، وأحداثه المضرّجة بالتعب والحسرة والوجع، وكيف نمَت الأرواح القادمة من بعيد في أرضٍ كبُرَت على أنفاس أهلها وأحاديثهم وأغنياتهم. ورغم ذلك كانت الأحداث في الرواية على مضضٍ تشيرُ إلى من كان يبني أشياءه ببيع ضميره، ودثر الكرامة والناس وكل شيء، ولباس معطف (إطعم الفم، تستحي العين)، هذا اللباس المعتّق الذي ما زال حاضراً بشراهة.
وفيها انعكاس لواقع ملطّخ ٍ بالأطماع والفساد، وأصحاب الحضور الشّرير في الحياة على اختلاف جوانبها، فكثيرون هم الذين " يقتلون القتيل ويمشون في جنازته " وليس القتل بمعناه المُجرد فقط، وإنما القتل في التصرف ودسائس الليل، وجلسات الحبكة والأفكار الشريرة.
كنتُ أقف على شاطئ يافا الذي كان صوت نوارسِه يجوب السطور، وكنتُ أسلّمُ على البحر الذي لم يشهد نمو الكثيرين الذين يعيشون بالقرب منه، ولا يستطيعون الوصول. كنت أتنفس هواء الشمال من حروف الرواية، رغم الأرض الغارقة في الوجوه الغريبة هناك، شعرتُ حينئذٍ بدفءٍ جديد، وعرفت لماذا يقال في التراث والدّلعونا، بأنَ "الهوا الشمالي غيّر اللونا ".
حنينٌ كثيف لأراضي الشمال وُلدَ لدي، لذلك ازدادَ حزني عليها وعلى حيفا حينما بدأ الهجوم عليها في أحداث الرواية، وكيف تضرّجت بتلك الوجوه الغريبة، وسكتَ ضوء البُرتقال على أعتابها.
جلستُ في الشوارع الأولى للبلاد، الشوارع التي رسمَتها الرواية حجرا حجرا، وخطوة خطوة، عشت تفاصيل الحياة القديمة، شاهدت النّاس يمرّون من جانبي والذعر يملأ عيونهم من هجمات المحتلين وأصوات رصاصهم، كانوا يحملون أطفالهم وبقايا أشيائِهم ويتّجهون إلى أي مكان يكونون فيه بعيدين عن شباك الرصاص، وتكون فيه رائحة الدم أقل.
كنت أشاهد كيف تبكي الأشجار بصمت، كنت أشاهد بقايا الجثث الساكنة يعبر فوقها الهاربون جثثا متحركة، ثم تجوّلت في هدوء الليل في شوارع الرواية، وعرفت ماذا يعني أن يكونَ البيت خيمة أو يكون السّقف (زينكو)، وكيف لا تأبه بأن تُغلقَ باب البيت عليك، فلا شيء في الداخل سوى سعادة مؤجلة ودعوات للسّماء.
وهذا ما حصل مع والد أميرة، حينما عادت إليه، عادت أميرة بدموع طفولية تبكي على أم حفظت وجهها وابتسامتها، إلى دموع فقدٍ لأمّ زغردت لأول الولادة، وما زالت أميرة لا تدرك ماهية الأماكن سوى احتياجها لكلمات الأم الدافئة في كل مساء.
هل ستدرك أميرة يوما ما، بأن الأرض أمٌّ أخرى..؟ سألتُني، ثم أغلقتُ الرواية على سطرها الأخير.

21/10/2014م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف