الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في التهدئة بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2014-10-21
قصة قصيرة / في التهدئة بقلم : حماد صبح
_ لا تأكلوا أكثر من حبة أو حبتين في الأكثر !
_ قل هذا للجوع !
_ بعد قليل ينتهي جوعك .
_ وهل هو الوحيد الجائع ؟!
_ كلنا جائعون . العطش يقتلني .
_ هذه مرة .
_ جرب غيرها ! ماذا تنتظر من الباذنجان ؟! أن يكون عسلا في فمك ؟!
كانوا أربعة مقاومين التقطوا تهدئة الأربع والعشرين ساعة وعادوا إلى بيوتهم أو ما يمكن أن يجدوا فيه استجماما وطعاما من بيوت الأقارب والمعارف وغيرهم من المواطنين . وفي الطريق ، في الليل المقمر المبلل بضبابة خفيفة، ولجوا مزرعة باذنجان فانهالوا يلتهمون منها . وبعد أن أكلوا ما أحسوا أنهم قاتهم وأخمد جوعهم تابعوا سيرهم متفرقين مسافة تيسر لهم الحديث . ونفذوا من المزرعة إلى درب يصعد غربا ، فقال رائد السائر في آخرهم : أعرف صاحب هذه الدار .
وأشار إلى دار على يسار الدرب .
فقال سليم الذي يسير ثانيا : دق على الباب !
فرد رائد : قد لا يكون فيها . ربما ذهب إلى مكان آمن . هذه المنطقة قصفتها المدفعية كثيرا .
وانكتمت أصواتهم وخطواتهم كأنما بضغطة زر حين نفذ إليهم صوت من خلف السور يقول : لا ، موجود ، تفضلوا !
وسمعوا خطوات ، وانفتح باب السور ، ولمحوا في نور القمر رجلا في دائرة الخمسين ، عانقهم بمودة ، وآخر من عانقه رائد الذي يقف في آخرهم .
قال : الحمد لله على السلامة يا شباب .
فرد أكثر من صوت : الحمد لله على السلامة .
وقادهم إلى غرفة الضيافة المظلمة لانقطاع الكهرباء في الحرب ، واختفى في البيت ، وبعد قليل تحرك ضوء أمام باب الغرفة . جلب مصباحا من النوع الذي يشحن بالكهرباء كان تركه عندما لجأ إلى بيت أخيه في المدينة ظنا منه بأنها أقل خطرا من هذه المنطقة القريبة من الحدود . دخل عليهم بالضوء وقال : أهلا وسهلا . تفضلوا اجلسوا ! كيف حالك يا رائد ؟ كيف حالكم يا إخوان ؟
ردوا : الحمد لله .
وسأل أكثر من واحد : كيف حالكم أنتم ؟
قال : حرب لم نمر بمثلها في هولها ، لكن الشباب _ سلمهم الله _ أدبوهم .
فقال أحمد : من ليلتين دخلت سيارة محملة بالجنود غربي الحد . اكتشفها الشباب واستعدوا للتعامل معها . نزل عدد من الجنود فتلقاهم الرصاص ، وهربت السيارة مسرعة إلى الحد . في الصبح وجدنا دما مكانها .
قال أبو عدنان صاحب البيت : توفيق من الله أن أكون صاحيا في هذه الساعة .
ورفع بصره إلى ساعة الحائط وقال : ثلاث إلا أربع عشرة دقيقة . سمعت أصواتكم في الباذنجان . استغربت . والصحيح خفت ، لكن ما لمسه سمعي من حديثكم عن جوعكم هدأني ...
وضحك ضحكة خفيفة ، وتابع : وآلمني طبعا . بعد إذنكم .
اجتنب حرمان زوجته من نومها ، وفي ضوء جواله صنع وجبة سريعة من السمك المعلب والبندورة والخيار والجبنة ، فأكلوا في نهمة وتلذذ وسرعة ، وشربوا من زجاجة كانت في الغرفة من قبل ، وتلا أكلهم شرب الشاي ، وصلوا الفجر ، ثم ناموا . لم يكن معهم سلاح . ولمح أبو عدنان مسدسا تحت قميص أحمد . وفي السابعة والنصف ، قبل انتهاء التهدئة بنصف بساعة، خلا البيت من الجميع .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف