متفرقات من مواقف جحا الجديدة : ( طوب : 16 ) ـ
قيل لجحا ذات مرة ..ماأروع ما قلته في الإفتقار يا جحا !؟ ـ أجاب جحا قائلا : ـ قلت : كلما ازددت افتقارا إلى ربي سبحانه وتعالى أحسست بأنني من أكثر الناس غنى وأوفرهم نصيبا ؛ وكلما راودني خاطر بالإستغناء عنه جل في علاه واللجوء إلى غيره لازمني شعور ينبئني بأنني من أشدهم حرمانا وأدناهم حظا !! وقيل له أيضا : وهل لك من حديث عن الغنى يا صاحبنا !؟ ـ أجاب جحا : قلت ..ليس الغنى في تكديس المتاع ولكن ما يجمل به المرء أي يجعله وسيلة يذهب بها وجع المحرومين ويحقق لديهم قدرا من الكفاية والإستمتاع !! وقال له ثالث .. بلغنا أيضا أنك تحدثت عن العطية ..فما الذي قلته يرحمك الله !؟ ـ قال جحا : قلت ..أجمل من عطية الكريم خجله حين يعجز عن الوفاء بما كان يأمل أن يقدمه !! وقيل له أيضا : حدثتنا عن أعظم آفة أصابتنا في وقتنا الراهن !! قال جحا : آفة أهل زماننا أنهم انشغلوا بالغناء عن البناء وأن بطونهم أودعتهم دركات سفلى من الوهن لفرط أثقالها وتقاعسوا عن تسلق سامي الدرجات ..ثم إنهم أطلقوا الأعنة لألسنتهم فيما لا فائدة من ورائه محاربة فهم قاتلون وقتلى ولو لم يمسسهم سيف ، وأصاب الغليان دماء العروق وفارق عقولهم الرشد ووجودهم صار مثل عدمه فكأنهم أشبه بأقبح طيف !! وقيل له أيضا : ـ يشتكي الكثير منا ونتحدث بحسرة عن عدم الإستجابة لأدعيتنا ..فما السر يا ترى !؟ ـ قال جحا : ـ عدم الإستجابة لدعائنا ليس مرده دائما إلى قلة إلحاحنا في الدعاء وإنما تكون نكستنا بسبب تجردنا من الإخلاص حين نستنكف عن الوفاء بماعاهدنا عليه خالقنا سبحانه وتعالى !! ـ وقيل لجحا أيضا ..قل لنا قولا تعظنا به وتنبهنا من غفلتنا يرحمك الله !! قال جحا : ـ لو يعلم الناس بعظيم ما يدخره لهم المولى تبارك وتعالى من الفضل لأدركوا أنهم فرطوا الكثير في جنب الله عز وعلا وأنهم لم يبذلوا في سبيل مرضاته إلإ النزر اليسير ولرأى أكثرهم أنهم لم يقدروا الخالق سبحانه وتعالى حق قدره !! وأضاف جحا يقول : ـ ألا فاعلموا رحمكم الله أنه لا حقيقة في الوجود أصدق وأبقى مثل معرفة الله عز وعلا ..وما تلا ذلك مما تدركه الأبصار وما لا تدركه ..وما توقن به الأحاسيس ..وما يراود الخواطر ..وما يحدث في الأنفس من تأثيرات صافية فهو إشراقات مباركة من فيض أنواره وتجليات كريمة لآلائه سبحانه وتعالى !! ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
قيل لجحا ذات مرة ..ماأروع ما قلته في الإفتقار يا جحا !؟ ـ أجاب جحا قائلا : ـ قلت : كلما ازددت افتقارا إلى ربي سبحانه وتعالى أحسست بأنني من أكثر الناس غنى وأوفرهم نصيبا ؛ وكلما راودني خاطر بالإستغناء عنه جل في علاه واللجوء إلى غيره لازمني شعور ينبئني بأنني من أشدهم حرمانا وأدناهم حظا !! وقيل له أيضا : وهل لك من حديث عن الغنى يا صاحبنا !؟ ـ أجاب جحا : قلت ..ليس الغنى في تكديس المتاع ولكن ما يجمل به المرء أي يجعله وسيلة يذهب بها وجع المحرومين ويحقق لديهم قدرا من الكفاية والإستمتاع !! وقال له ثالث .. بلغنا أيضا أنك تحدثت عن العطية ..فما الذي قلته يرحمك الله !؟ ـ قال جحا : قلت ..أجمل من عطية الكريم خجله حين يعجز عن الوفاء بما كان يأمل أن يقدمه !! وقيل له أيضا : حدثتنا عن أعظم آفة أصابتنا في وقتنا الراهن !! قال جحا : آفة أهل زماننا أنهم انشغلوا بالغناء عن البناء وأن بطونهم أودعتهم دركات سفلى من الوهن لفرط أثقالها وتقاعسوا عن تسلق سامي الدرجات ..ثم إنهم أطلقوا الأعنة لألسنتهم فيما لا فائدة من ورائه محاربة فهم قاتلون وقتلى ولو لم يمسسهم سيف ، وأصاب الغليان دماء العروق وفارق عقولهم الرشد ووجودهم صار مثل عدمه فكأنهم أشبه بأقبح طيف !! وقيل له أيضا : ـ يشتكي الكثير منا ونتحدث بحسرة عن عدم الإستجابة لأدعيتنا ..فما السر يا ترى !؟ ـ قال جحا : ـ عدم الإستجابة لدعائنا ليس مرده دائما إلى قلة إلحاحنا في الدعاء وإنما تكون نكستنا بسبب تجردنا من الإخلاص حين نستنكف عن الوفاء بماعاهدنا عليه خالقنا سبحانه وتعالى !! ـ وقيل لجحا أيضا ..قل لنا قولا تعظنا به وتنبهنا من غفلتنا يرحمك الله !! قال جحا : ـ لو يعلم الناس بعظيم ما يدخره لهم المولى تبارك وتعالى من الفضل لأدركوا أنهم فرطوا الكثير في جنب الله عز وعلا وأنهم لم يبذلوا في سبيل مرضاته إلإ النزر اليسير ولرأى أكثرهم أنهم لم يقدروا الخالق سبحانه وتعالى حق قدره !! وأضاف جحا يقول : ـ ألا فاعلموا رحمكم الله أنه لا حقيقة في الوجود أصدق وأبقى مثل معرفة الله عز وعلا ..وما تلا ذلك مما تدركه الأبصار وما لا تدركه ..وما توقن به الأحاسيس ..وما يراود الخواطر ..وما يحدث في الأنفس من تأثيرات صافية فهو إشراقات مباركة من فيض أنواره وتجليات كريمة لآلائه سبحانه وتعالى !! ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠