الأخبار
حماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثل
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هجرةٌ منْ الموتِ إلى الموتِ بقلم أنس جهاد سعيد

تاريخ النشر : 2014-10-20
هجرةٌ منْ الموتِ إلى الموتِ بقلم أنس جهاد سعيد
هـجرةٌ منْ الموتِ إلى الموتِ

منْ المؤسفِ للغايةِ والمحزنِ جداً أنْ نرى مثل هذه الظاهرةُ فيْ هذا الوطن الحبيبُ ، ألا وهيَ هجرةُ فئةَ الشبابَ ، وهو بأمسَ الحاجةُ إلى مثلِ هذه الفئةُ ، أنها الفئة التي نسميها عمادُ الوطن ، فهي أهمُ فئة فيْ هذا المجتمعِ علىْ غرارِ غيرها منْ الفئاتِ ، هي الفتوةَ والقوةَ والتغييرَ ، أيَ شبابٌ هذا ؟! شبابٌ يهاجرونَ
إلى الخارجِ تاركينَ ورائهم منازلهم ، وأبنائهم ، وزوجاتهم ، أتساءلُ لما كل هذا.
. .؟

بكلِ بساطةٍ وسخريةٍ ونوعٌ منْ اللامبالاةِ طلبٌ للرزقِ ؟! خوفاً منْ الموتِ ؟! ولمْ يسمعوا قولَ الله تعالى " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " الــنساء 78.

كنتُ قدْ عنونتَ هذا المقالُ بـ { هجرةٌ منْ الموتِ إلى الموتِ } وليسَ فحسب أنها هجرةٌ منْ الرباطِ إلى الفسادِ ... إنها الهجرةٌ منْ أرضِ الأنبياءِ إلى أرضِ الهلاكِ ... إنها الهجرةُ منْ الله إلى أعداءِ الله ؟!

يا للعجبُ ! دعونا ننظرُ فيْ حالِ بعضِ الذينَ أُعميَ على قلوبهم وهاجروا ، منهم منْ وضعهِ المعيشي مناسبٌ بمعدلَ 80 %
؟ منهم بالفعلِ منْ هوَ يعملُ موظفاً ويتقاضى راتباً .

مقابلةٌ ...

إليكم هذا المَثلَ الحيَ ، منْ خلالِ عملي التطوعي التقيتُ بأسرةَ أحدَ هؤلاء الشبابُ ، جالستُ زوجته ، والـدموعُ تتراءى فيْ عيونها سألتها عنْ الأسبابِ ، أجابتني وبكل ألمٌ .. وحزنُ علىْ مصيرِ زوجها هـــوَ الــطمعُ ! نعم أنهُ هوَ الطمعُ فيْ الدنيا ، أنهُ حبُ الدنيا ، والغفلةُ عنْ الآخرةِ ، وبالمناسبةِ زوجها
موظفٌ ويتقاضى راتباً وهو عقيمٌ ، ويقطنُ فيْ منزلٍ يتمناهُ اليومَ الكثيرُ منْ الناسِ ؟!

وكأنَ هؤلاءَ الشبابَ نسوا قولَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- " مـنْ أصـبح مُـعافى فــي بـدنهِ آمـناً فـي سـربهِ ، مـــالكاً قـــوتَ يــومهِ ، حـيزت لـهُ الدنيا " أيوجدَ أجملُ منْ ذلكَ ! وأنا أجزمُ أنْ كل سكانُ قطاع غزة يملكون قوتَ يومهم ، إلا قلةٌ لا تذكرُ ، ولو حققنا مبادئ الدينُ الإسلامي لما كانت هذه القلةُ أصلاً ، وأجزمُ أيضاً أنْ كل منْ هاجروا ليس فيهم أيُ شخصٌ منْ الذينَ لا
يملكون قـوت يومهم.

حـــوارٌ ...

لنفترضُ أنْ كلُ مـا فعلوهُ هؤلاءَ الشبابُ صحيحٌ ؟! لكنَ اللهَ عزَوجل أودع عندك أمانةُ ألا وهي نفسكَ ، نعم نفسكَ ! وأمركَ بأنْ تحافظَ عليها وأن لا تزهقها فيْ لحظةٍ دعوني أُسميها لحظةَ " لعبٌ " أنا على تمامِ الثقةِ أنْ هؤلاءَ الشبابَ كانوا يعلمونَ أنْ سفرهم بهذهِ الطريقةُ ، سفرٌ محفوفٌ بالمخاطرِ والويلاتِ
، فكان منْ الحكمةِ بل منْ الواجبِ عليهم الابتعادُ عن هذا الطريقُ ، ولا أُريد أنْ أخوضَ بأمورٍ ليسَ لي بها علمٌ يؤهلني بالحكمِ على هؤلاءِ الشبابِ أنهم حاولوا الانتحارَ أي محرمٌ ، لأنهم يعلمون أنْ ذلكَ ممكن أنْ يكونَ مزهقٌ للنفسِ ، فأنا أتركُ هذا الشأن لمن هم أعلمُ مني ...

ولنعتبرُ أنكَ وصلتُ بسلامٌ إلى أحدِ دولِ الفسادَ والإفسادَ ، ألا تريدُ أنْ تتزوجَ؟ ولو كنتُ متزوجٌ ألا تريدُ أنْ تصطحبَ أطفالكَ وزوجتكَ معكَ ؟ ألا تريدُ أنْ تنجبَ طفلاً ؟ أليسَ هذه سنةُ الحياتِ ، ولكن المشكلةُ تكمنُ في أنك إذا أنجبتَ طفلاً سوف يتخلقُ بأخلاقِ الفسادِ ؟ بعضَ الأصواتُ تتعالى عن غيرِ علمٌ وتقولُ إني
بقوتي سوفَ أستطيعُ فرض وتعليم أخلاقَ الإسلامَ على طفلي ، وأنا أقولُ لك للأسفِ لا ؛ ممكن فيْ صغرهِ ، لأن البيئةَ التي سيعيشُ فيها ابنكَ هي أقوى منك بأضعافٌ مضاعفةٌ ، أليسَ هذا الكلامَ صحيحٌ ؟!

وهناك الكثير من الأمور التي يطيل فيها الحديث ولكن أقتصر على الأمرين السابقين أعتقد بأنهم يكفيان ...

ومنْ المخجلِ جداً أن نرى هناك من يساعد على هجرةِ هؤلاءِ الشبابِ ، وهم كثرٌ ؟!

ومع ذلكَ نقولُ اللهم أعدهم سالمين غانمين إلى أهلهم ووطنهم في القريبِ العاجلِ اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين .

ختاماً أبسط ما يمكنُ أن أقولَ : " أيــها الشابُ الفَتيُ أبـدع في وطنكَ فطرقُ الإبداعُ شتى ولو بأقلِ القليلِ ، وكن مع الله يكن معك ولا تخذلهُ لأنكَ تخذلُ نفسك أنتَ ، نصيبكَ . . . ثم نصيبكَ . . . ثم نصيبكَ فـوالله لن يصيبكَ شيءٌ في الحياتِ ولن تنال شيء في
الحياتِ إلا أنْ يكونَ قدْ قدرهُ وكتبهُ الله لكَ منذُ الدقيقةُ الأولــىْ التي
حملتكَ أُمكَ فيها جنيناً "

وأُقسم بأن أعظمَ رزقٌ لنا هو الموتَ على نعمةِ الإسلامِ أولاً ثم الصحةَ والعافيةَ ثانياً . . .

وســـتبقى فُــلسطين فــي عــيني جـمالاً لا يُــدانيه جــمالاً ...

أطيب الأمنيات وأرق التحايا

دمتم بعز ودام الوطن

أنس جهاد إمــا نصرٌ وإمــا استشهادٌ. . .

جــامعة الأزهـر بـغزة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف