الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التدفق الحر للمعاني و الأفكار !بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2014-10-20
التدفق الحر للمعاني و الأفكار !بقلم:فاطمة المزروعي
التدفق الحر للمعاني و الأفكار !
فاطمة المزروعي

عندما تتحول جلسة النقاش إلى مجرد أفواه تتحدث وأذهان مغلقة، ويريد كل طرف أن يثبت أنه على حق، فقد تنتهي هذه الجلسة بألفاظ وإهانات شخصية، وفي أبسط الأحوال قد تنتهي دون فائدة تذكر، وهذا ما يسمى بالحديث الإقصائي، فالشخص المجادل مؤمن تماماً بصحة ما يقوله، وأنه يفهم كل شئ، والطرف الآخر على خطأ، لذلك سيؤدي دور المعلم، وسيحاول إقناعه بأنه لا يفهم شيئاً! يُقال إن أعضاء البرلمان في الدولة البيزنطية قديماً كانوا كثيري الجدل وقليلي الفعالية، وعندما أرادت إحدى الدول غزو الأراضي البيزنطية كان أعضاء البرلمان يجادلون في موضوع أيهم أسبق بالوجود البيضة أم الدجاجة؟! وطال الحديث حول هذا الموضوع حتى استطاع الأعداء دخول البرلمان، وتم إسقاط الدولة البيزنطية! ومن هنا ظهر مصطلح "الجدل البيزنطي"، أي الجدال العقيم الذي لا فائدة ترجى منه، وعندما يصل الجدال إلى نقطة النهاية تجد أنها نقطة البداية. بهذا الصدد، قال رئيس المحكمة الأمريكية العليا لويس برانديس "إن وراء كل جدال إنسان جاهل". فالإنسان المتعلم الواثق بنفسه وبصحة ما يقول لا يخوض مراءً أو جدالاً عقيماً، بل يتذكر أسس الحوار والنقاش، فعندما يريد خوض مناقشة علمية تثير العقول والتساؤلات، يفصل بين الشخص وبين فكرته، ولا يقاطع المتحدث مهما قال، ويلتزم بالأخلاق والاحترام، حيث يكون صوته مسموعاً، وليس منخفضاً بشكل يستفز الذي أمامه، أو عالياً فيقلل من احترامه. غني عن القول عدم التلفظ بعبارات خارجة عن نطاق الموضوع وغير لائقة. الحوار نقيض الجدال، فبينما يولد الأخير الضغائن والأحقاد ويصيب الإنسان بالتوتر والغضب بلا فائدة، نجد أن التحاور يمثل الهدوء والتجانس والتفاوض المنطقي، من أجل الوصول إلى الصواب والحق، دون الشعور بالغضب أو أخذ الموضوع بشكل شخصي.
 الحوار كما يعرفه كتاب الحوارات الحاسمة: "هو التدفق الحر للمعاني و الأفكار بين شخصين أو أكثر"،عندما تقال الأفكار والآراء في جلسات النقاش، فإنه لا يمكن أن تتحول معارك طاحنة، بل تتطور ويتم تنميتها حتى يولد من الفكرة عشرات الأفكار. كذلك عندما يكون الذهن مفتوحاً مستعداً لتقبل الحقيقة مهما كانت، فإنه يسهم في تصحيح المفاهيم والمعلومات الخاطئة، وتظهر خبرة ومدى ثقافة المتحاورين في جو علمي يتمتع بالهدوء والاتزان.
 من أهم الخطوات لكي يكون الحوار ناجحاً أن يحترم المتحدثون بعضهم وينصتوا لما يقال لهم، كما يقول الأديب والصحافي كريستوفر مورلي: "هناك طريقة واحدة فقط لكي تصبح متحدثاً جيداً، وهي أن تتعلم الإنصات". فالإصغاء للطرف الآخر والاستفادة من طرحه وكبت جماح النفس عند الرغبة في الجدال، ينمي الحوار ويجعل الفائدة منه تتضاعف. إن الانصات يعطي الطرف الآخر المجال لطرح فكرته وشرحها والرد على أفكار وآراء الطرف الآخر بكل شفافية وحرية. وقد عُرف أن العرب قديماً كانوا يقولون للطلاب: "رأس الأدب كله الفهم والتفهم والإصغاء إلى المتكلم"، ومن هنا يظهر أن الحوار لا يفيد في إثراء العلوم والأفكار فقط، بل في تنمية وصقل شخصية الإنسان وتحسينها، فهو يجعل منه صبوراً وهادئاً، ويعلمه كيفية التفكير بمنطق، والقدرة على التعبير والتحدث بحيث يختار الألفاظ المناسبة في الوقت المناسب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف