الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جمال عبد الناصر.. ذخيرة عمر جميل عَبَر(الجزء الاول)بقلم:عبد الله يوسف ابو عجمية

تاريخ النشر : 2014-10-19
جمال عبد الناصر..  ذخيرة عمر جميل عَبَر(الجزء الاول)بقلم:عبد الله يوسف ابو عجمية
جمال عبد الناصر.. ذخيرة عمر جميل عَبَر(الجزء الاول)
رحم الله الشاعر – الفارس الفتيّ الأسير الأبيّ ، / (أبو فراس الحمداني) – إذ قال :
سيذكرني قومي – إذا جَدَّ جِدُّهم ، وفي الليلةِ الظلماء يُفتَقَدُ البدرُ!
أربعة وأربعون خريفا تتابعت منذ ذلك المساء الكئيب القاتم الحزين؛ حين بدأ الخريف يحط رحاله ، ويرخي سدوله على موسم الصيف/--، صيف زاخر بالخيرات - نهاراته مشغولة بجني ناضج الثمار ، ولياليه حافلة بلقاءات الأنس بين الأحباب!...
وجاء ذلك المساء ، وقد بدأت أوراق الشجر تصفرّ وتتساقط! !؛ وتذبل مع ذبولها آمال؛ وتتساقط مع تساقطها أحلام!وتزحف ظلمة الليل وتستطيل لتحجب ألق النهار المنقضي! ...كان ذلك مساء يوم الثامن والعشرين من أيلول عام 1970 / يوم رحيل الزعيم العربي الكبير / [جمال عبد الناصر]
وفي يوم الذكرى يحلو للمحبّين أن يغمضوا أعينهم ، ويعودوا بالذاكرة ليستنشقوا عبير أيام مجيدة سعيدة خَلَتويسترجعوا صورا لحياة كانت عامرة بالآمال الواعدة ، والأحلام المحققة!...
كما يحلو للباحث التاريخي أو المهتم بشؤون الحياة العامّة ، أن يقلّب أوراق الماضي، غير البعيد ، وينفض الغبار الذي ما انفكَّ المغرضون يثيرونه ، ينفضه عن جوهر الحقيقة الثمينا وليقول للشباب لا تستسلموا لإرجافات أعداء الأمّة الذين يشوهون صور الماضي الزاهية ، فيجعلوها باهتةً قاتمة وينزلوا (جليد التحليل والتأويل) على حقول الماضي الخضراء المزدهرة!. ، أولئك الذين يتعمدون قراءة الكتاب القيّم من صفحاته الأخيرة ، أو يدخلوا إلى الحديقة الغنّاء من زاويتها الخلفية وينقبوا في النفايات عن ملوّثات يشوهون بها منظرها البديع!...
وليقول لأبناء الأجيال الصاعدة: "إن تاريخنا القريب لم يخلُ من الأيام الوضيئة والأحداث المجيدة ، ولقد برز من بين أبناء الأمّة، قاد’ أفذاذ يحملون هموم أجيالهم من أبناء الوطن ، ويرفعون لواء حريته وحقوق أبنائه ، ويكاف حون في سبيلها بكل بسالة وعناد...."
وكما أنجبت الأمّة في حقب متتابعة قادة كبارا من أمثال صلاح الدين الأيوبي- الذي هزم الصليبيين وأخرجهم من بيت المقدس بعد احتلال دام زهاء قرن كامل!. –وسيف الدين قطز – الذي وحّد جيوش مصر والشام ودَفَعَ مع رفيقه الظاهر بيبرس أكبر خطر داهم العالم الإسلامي في التاريخ / خطر الزحف المغولي الكاسح الرهيب!...وأحمد عرابي – الضابط المصري الشاب الذي تحدّى صلف واستبداد الخديوي توفيق ، الذي طأطأ رأسه مهابة له ، وعيّنه وزيرا للحربية ، ليكون أول فلاح مصري في التاريخ يحتل منصبا رفيعا في حكومة بلده.ثم قاد الجيش المصري في معركة (التل الكبير) ، واجه فيها الجيش البريطاني. – ومن أمثال القائد السوري / يوسف العظمة ، الذي خاض معركة ميسلون لصد قوة الاحتلال الفرنسي ، واستشهد فيها... وغير أولئك العديد ممن ناضلواببسالة لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى
وليس من سبب يمنع خروج قادة كبار ذوي همم عالية في العهود -قريبة-قادة يضعون نصب أعينهم أهدافا وطنية عظيمة وينذرون أنفسهم لتحقيق تلك الأهداف...
!...
أعلم أن الشباب ونسبة كبيرة من الكهول لم يعودوا يقبلون ولا يستسيغون خطب الثناء وأشعار المديح ،- وقد خبا أمام أعينهم حتى بريق القيم الراسخة ، لكثرة ما عرض الإعلام الفضائي من آراء متضاربة ، وأطلق العنان لكل خصم جامح يسرد من الحجج ما يسند رأيه أو مذهبه ؛ ولو كانت تلك الحجج مبنية على الافتراء والأكاذيب! – خاصة وأن الإعلام قد أصبح مجال استثمار يجني أصحابه والعاملون فيه أرباحا طائلة ، ناهيك عن النجومية والشهرة!
لذا فإنني سأتحدث في ذكرى جمال عبد الناصر مستندا إلى مجرّد الوقائع التي سجلها التاريخ بحروف واضحة لا تخفى على كل ذي بصر وبصيرة ، وعن أحداث لا ينكرها منكر!
ربما تساأل أعداء عبد الناصر: "ماذا أنجز هذا الرجل ، ليستحق ألقاب الزعيم الخالد والقائد العظيم؟ ...:
ونحن في هذه السطور نجيببما يلي:
كما يحدث مع كل صاحب مشروع عند التسليم ، إذ يسأل عن مقدار التزامه بمبادئه التي أعلن التزامه بها ، وما حقّقه من الأهداف التي حدّدها عند تقديم الخطوط العريضة لمشروعه...فنحن سنقوم بمناقشة مشروعه ولبيانم دىد التزامه بالمبادئ التي انطلق منها وليحكم عليه كل قارئ منصف..."

فأما المبادئ التي تشكلت هيئة الضباط الأحرار على أساسها وقامت بثورة 23 يوليو عام 1952 من أجلها فكانت : الحرّية والاشتراكية والوحدة
أولا- فيما يتعلق بالحرية الوطنية والاستقلال عن سلطة الأجنبي ، سفما برحت شعلتها تتلظى في قلوب شباب مصر منذ ثورة 1919 وكبروا معها وخرجوا في المظاهرات الشعبية الحاشدة مطالبين بها ، وواجهوا من أجلها قمع (البوليس السياسي) للملك المترف المعتزل لقضايا الوطن)—بالإضافة إلى قوات الحماية البريطانية التي لم تكف يوما عن التدخل في شؤون البلاد ، والتي كانت ترابط على الأرض المصرية بحجة حماية قناة السويس.
ونشأت الأحزاب الوطنية ، ورفعت كلها شعارات (الحرية والاستقلال)، وما أكثر ما هتف الشباب: "الاستقلال التامّ أو الموت الزؤام!". وكان كل حزب ينبري لتشكيل الحكومة يبذل الوعود بتحقيق الاستقلال الفوري التام. وتعاقبت (معاهدات الاستقلال) المبرمة بين الحكومات المصرية وبين حكومة بريطانيا / فمن صدور (تصريح فبراير) وإعلان استقلال مصر وصدور دستورها عام 1923 ، إلى (معاهدة _الشرف والاستقلال) التي أنجزتها (حكومة الوفد) بزعامة مصطفى _باشا النحّاس ، - إلى معاهدة (صدقي (بيفن / عام 1951) ..وقد اطوت كل تلك المعاهدات على شروط وبنود مخادعة تجعل من الاستقلال استقلالا مبتورا منقوصا؟ إذ كانت الحكومة البريطانية تحرص دائما على استبقاء قوات لها في قناة السويس.
وقد شارك الشابّ: (جمال عبد الناصر) أبناء جيله في مداعبة حلم الاستقلال ، والمشاركة في المظاهرات ، والاشتباك مع قوات القمع ، وطال انتظاره لتحقيق الحلم ، حتى واتته الفرصة ، أو صنع الفرصة بتكوين (حركة الضباط الأحرار) مع نفر من زملائه من الضبّاط الوطنيين المتحمسين لقضية الحرّية.
وكانت خطّة ثورة 23 يوليو خطّة جريئة ، طموحة لا تخلو من حكمة وحصافة وتدبّر تمثلت في الأمور اللآتية:
1- اختيار الوقت والظروف المناسبة تماما فقد عمّت الجيش في كافة كوادره حالة من السخط والشعور بالإهانة جرّاء سلوك القيادة السياسية في تعاملها مع (حملة فلسطين عام 1948)
2- احتدام الصراع بين الأحزاب حول الانتخابات وتشكيل الحكومات – حتى أن البلاد شهدت تكوين اربع حكومات في غضون أشهر قليلة من عام 1952(.
3- تعرض قوات الشرطة المصرية في الإسماعيلية لمجزرة على أيدي القوات البريطانية في 25/1/1952.
4- بلغ السخط الشعبي على القيادات الحزبية ذروته بسبب نشوب حريق هائل في مدينة القاهرة ، اعتقد الكثيرون أنه مدبّر نتيجة لمكائد حزبية.
كل هذه الظروف التي اجتمعت في فترة قصيرة طمأنت الضباط الأحرار بأن المسرح الشعبي أصبح مهيأً تماما لاستقبال التغيير الجذري ، فكان إعلان الثورة حدثا سعيدا تنفس غالبية الشعب والجيش معه الصعداء ، وأحسوا بانزياح كابوس ثقيل ، طالما جثم على صدورهم!، وتمت السيطرة على رئاسة الأركان والإذاعة وإعلان البيان الأول للثورة ، وإقالة الحكومة وتولّي رئيس جديد للوزراء وإنذار الملك بضرورة التنازل عن العرش ومغادرة البلاد ... كل ذلك تمَّ خلال ساعات قليلة من تلك الليلة الحاسمة / ليلة 23/ يوليو من عام 1952.، ومع هذا كله ، فإن رجال الثورة لم يواجهوا مقاومة تذكر!....

الكاتب : عبد الله يوسف ابو عجمية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف