الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محنة الانسان الفلسطينى بين البقاء فى الوطن والهروب عنه!! بقلم:أ.عبد الكريم عاشور

تاريخ النشر : 2014-10-18
محنة الانسان الفلسطينى بين البقاء فى الوطن والهروب عنه!! بقلم:أ.عبد الكريم عاشور
محنة الانسان الفلسطينى بين البقاء فى الوطن والهروب عنه!!
بقلم:أ.عبد الكريم عاشور

محنة الإنسان الفلسطيني بين البقاء في الوطن والنزوح عنه..!!!
وطني لو شغلت بالخلد عنه . . . نازعتني إليه بالخلد نفسي..
مايزال التشظى يعصف بكيان الفرد الفلسطيني,هذا التشظى الذي نما في سماوات صراع طالما توقدت جمرته في قلوب الفلسطينيين وهم ينقسمون بين الوقوف على حافة الأمل بانتظار حياة جديدة منحتها إياهم بطاقة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين او بين رغبة جامحة للعودة الى البلاد وقد تحققت أمنياتهم بإقامة دولة فلسطين المستقلة وحق العودة وإرجاع تلك البطاقة إلى أهلها المحسنين , وفي خضم هذا الصراع لا تكاد الأسئلة تختلف من بلد الى آخرفا الفلسطيني توحده الغربة وتجمعه بقرينه الفلسطيني الهموم ذاتها والأمنيات ذاتها , ربما هي لحظة ينتصر فيها الوطن على كل النزعات القومية والطائفية والحزبية لتصبح فلسطين أرضا وتاريخا وحضارة وكل ما يحمله من ذكريات هو الهدف الأكبر والكعبة المقدسة التي لن يهنأ في حياته من لم يوفق للحج إليها من جديد .
حين كنت صغيرا كان الحلم الأكبر بالنسبة لي ان أصبح مثل " سندباد" كي أطوف بحار الله واختلي بالمدن التي لم تطأها عيون امرئ من قبل, وربما شطّ بيّ الخيال , حينها , بعيدا متمنيا البحث عن المصباح السحري وبساط الريح او ربما عن "ياسمين " العصفورة او المرآة ،وأتذكر اني كثيرا ما سألت نفسي , وقتها , لماذا لا يكف سندباد عن العودة إلى فلسطين ويقضي ما تبقى من حياته في بلد آخر يمنحه الدفء والطمأنينة والسلام , لم تكن ,وقتها, الإجابة حاضرة ولم تقنعني الأفكار الجاهزة , اليوم بعد ستة أعوام من الاقتتال والكراهية والانقسام والانتظار لغد لا يأتي إلا وهو محمل بالخسارات, وكثير من الأمنيات المذبوحة , أقول إن سندباد كان محقا, فليس لفلسطين بديل ... !
لكن هل يكفي هذا لنطلب من الآخرين العودة , ممن لم يقتنعوا بحكمة سندباد وفضلوا البقاء بعيدا عن عتمة الوطن وحرائقه, وما خلفته الحروب والانقسام والاقتتال على وجهه من ندوب وأحزان, هل من حق احد ان يرغم هؤلاء على العودة , هؤلاء الذين صلبوا أعمارهم قربانا كي يصلوا إلى استراليا او صقيع كندا ,او فقر بلغاريا او السويد والدول الأوربية الأخرى هؤلاء الذين احترفوا الألم والفقر والبطالة وهم يحفرون بخوفهم طرق التهريب غير المشروعة , هؤلاء الذين سدت "يد" الموت وجوههم فى هجرانهم للوطن والبحث عن حياة كريمة يلتمسون فيها العيش بكرامة وامن واستقرار حتى يصلون "بمرارة الروح " ... لتعصف بهم آنذاك محنة " الكمب " على الضفة الأخرى، (والكمب هو معتقل للمهاجرين غير الشرعيين)، لتضيع سنوات أخرى بانتظار رحمة المسئولين في تلك البلدان، للسماح لهم بالخروج وممارسة حياتهم المؤجلة... بعد كل هذا هل من السهولة الطلب من هؤلاء الشباب العودة إلى وطن يحترق يوميا...
ليس من الواقعية ان نلوم هؤلاء الشباب على البقاء بعيدا عن حرائق الوطن وحروبه وانقسامة وويلاته، وهروبهم إلى "جبل من البعد" يعصمهم من طوفان الكراهية والانقسام التي تعصف بفلسطين .يؤلمني ويحزنني هجرة هؤلاء الشباب وهم يحذوهم الأمل فى البحث عن حياة أفضل بعيدا عن هموم الوطن وآلامه هؤلاء الشباب الذين عصفت بهم رياح اليأس والإحباط بفضل فعل الانقسام والتفرق والكراهية وإنكار الآخر يحذوهم الأمل في طريقهم الشاق والطويل للوصول إلى بر الأمان والنجاة والأمل فى مستقبل أفضل وحياة مستقرة وكريمة يلتمسون من خلالها الشعور بالطمأنينة والراحة وتوفير الاحتياجات الضرورية لحياتهم اليومية .ان الفقر وسؤ الأحوال المعيشية والوضع السياسي المتردي والانقسام والبطالة كان لها الدور الرئيسي فى نزوح الكثير من هؤلاء الشباب بعيدا عن وطنهم وعوائهم ومحبيهم لم يترك هؤلاء الشباب ارض الوطن من فراغ ولا حبا فى الغربة ولكن الظروف القهرية والعوامل السابقة مجتمعه شجعت هؤلاء الشباب على التفكير بحياة أفضل قد يستطيعوا من خلالها تحقيق الامانى والأحلام
هجرة الشباب والخروج من البلد – أو بمعنى أصح الهروب من البلد- أصبح هو الشغل الشاغل لمن يعيش في قطاع غزة بشكل خاص، فالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي على شفا حفرة، فقليل من يحظى بفرصة عمل وكثير هم بدونه، وهذا حال الكثير من شبابنا هنا فى قطاع غزة اليوم
لقد كان للعقاب الاقتصادي الذي فرض على الشعب الفلسطيني أسهم أيضاً بشكل كبير في دفع الشباب لهجرة أرضه ووطنه”، مشيراً إلى أن خطورة هجرة الشباب كبيرة جداً، إذ ينطوي عليها استيلاء على الأرض وضياع الحق الفلسطيني في الأرض والهوية والتاريخ.
أن المجتمع الفلسطيني يخسر كثيراً بهجرة الشباب،لأن الهجرة تعمل على تفريغ للطاقات الفاعلة في المجتمع فيخسر المجتمع الطاقة المساهمة في بنائه وتنميته.
لا يفكر بالسفر للخارج إلا المتعلم المثقف، فقد قضى عمره بين الدراسة والعلم لينال ما يتمناه في النهاية، ولكن الواقع الأليم الذي يحيط بقطاع غزة من حصار وبطالة وقلة فرص العمل كانت السلاح الذي وجه إلى صدر الغزي، فاستسلم له بسهولة وأعطاه ظهره أملاً في النجاة منه، وتطلعاً لمستقبل مزهر نشر عبيره بين شبابنا، فكان كالمخدر الذي غيب عقولهم عن رؤية الواقع وضرورة البقاء للمحافظة على وطن يتهدده الاحتلال في كل لحظة .
العودة إلى الوطن هاجس كل فلسطيني صفعته برودة المنفى، وحالت بينه وبين الضفة والقدس وغزة والذكريات والطفولة البعيدة، ولعل القادم يسرّ الفؤاد ويبتكر فضاء الأمل والمحبة ليعود " اللحن فلسطينيا وان كان حزينا " ولعل الأيام القادمة ستشهد عودة لسندباد الفلسطيني من شتى بقاع الله إلى حبيبته فلسطين.
بقلم/أ.عبد الكريم عاشور
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف