الأخبار
الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريدإعلام إسرائيلي: نتنياهو يصدر بيانات ضد إبرام الصفقة تحت مسمى مسؤول دبلوماسيحماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصل
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة لأعمال التونسية هدى بن عبد الرزاق

قراءة لأعمال التونسية هدى بن عبد الرزاق
تاريخ النشر : 2014-10-11
جَماليَّةُ التِّلقائيَّةِ فِي أعْمَالٍ تَشْكِيليَّة
قراءةٌ موجزة  للوحاتِ التُّونسيَّة هُدى  بن عبدالرزاق

بقلم : لحسن ملواني ـ كاتب وتشكيلي مغربي

       بعيدا عن الوجوه الآدمية ، بعيدا عما يَدِبُّ على الأرض من كائنات تؤسِّسُ هدى منجزها الإبداعي ساكنا و بتكوينات تعتمد على التوزيعات اللونية بإيقاع إبداعي خاص . ويبدو أنها تعمل بتلقائية و بعفويَّةِ المدركة للمسارات اللونية وفق ذوقها الإبداعي . فإخراج ملامح لوحاتها لا يخلو من جهود وصراع بين الوضعيات التي تروم إبراز مكوناتها إبرازا بجمالية مؤثرة . وعبر الاشتغال على تكثيف العناصر و عكسه تحاول تنويع المظاهر التي تُبرز بها معطيات أعمالها .
      لوحاتها تنحصر في المؤثثات البارزة في محيطها ، فهي تحيل إلى الأشكال الحاضرة في الأثاث والأدوات المنزلية والأبسطة ...أشياء ومؤثثات لا تنفصل عن عالم الأنثى . وهي بذلك  أعمال تتميز بسكونيتها وبدفء المشاعر التي تنبع من التجانسات الشكلية واللونية التي يخلقها تكوينها ونسيجها الكلي ...فهي تعود بك بلوحاتها المتنوعة إلى مرجعيات بصرية تتعلق بمساحات لونية تبدو  معتادة في المعمارات والحلي والألبسة و ما  يشبهها ، على أنها في بعض أعمالها تبرز براعتها في رسم المعمار رسما انطباعيا رائعا يبعث على حب المكان والوطن ،مستخدمة في ذلك شتى التقنيات من أجل إرساء إيقاعات تخفي بعضا من التلقائية والعفوية التي ينبئ بها النسيج الكلي لكثير من أعمالها.
     وهي عموما وفي جل أعمالها  غير مقيدة باتجاه أسلوبي يحدد توجهها ، بل تبدو وكأنها دائمة التجريب بغية الوقوف على كل ما تراه يحمل سمات جمالية بإمكانها أن تجعل أعمالها تمنح  قيمة إبداعية مضافة للمشهد التشكيلي في بلدها وخارجه . إنها دائمة البحث عن الجمالية المحضة بعيدا عن الترميز والواقعية والتعقيد المفضي إلى الإبهام والغموض . فهي تحاول أن تجعل المتلقي يتواصل مع أعمالها تواصلا هادئا بعيدا عن التساؤل  و الحيرة والبحث عن أبعاد الملمح الرؤيوي المجسد في اللوحة .
        وانطلاقا من منجزها الإبداعي الحالي نعتقد أن لها إمكانيات كثيرة في الانخراط في المجال التشكيلي  بشكل يمكن أن يدفع بها إلى إنجازات إبداعية بأبعاد جمالية كثيرة ، فهي في استخداماتها اللونية وتوزيع المفردات على أديم اللوحة عبر التجاورات الصباغية في انسجاميتها وتدرجاتها تمتلك مهارات تؤشر على إمكانياتها اللامحدودة لاكتشاف الجميل والأجمل والفريد ، وكل هذا من شأنه أن يرقى بها إلى مزيد من الإبداعات التشكيلية الممثلة لملامح الحضارة التونسية والعربية بتناولات أعمق .
والحال أن  الفنان التشكيلي العربي في هذا العصر " أمام عدة خيارات لمنح الفن الذي يشتغل عليه ، خصوصية الأرض التي جاء منها ، وصبغه بالإرث الحضاري الكبير والمتلون الذي ينتمي إليه ، وفي نفس الوقت ، إعطاؤه ملامح العصر المتحول الذي يعيشه ، مضمنا إياه في الوقت نفسه ، رؤاه ومواقفه الذاتية ، مما يجري حوله من تحولات مختلفة ، وأحداث اجتماعية واقتصادية وسياسية ، وفق الثقافة النظرية والبصرية التي كونها بالدراسة والبحث والتجريب والاطلاع " 1.
ومن هذا المنطلق نتمنى للفنانة التونسية هدى بن عبد الرزاق مزيدا من التألق ومزيدا من التعمق في المجال الإبداعي المتجدد الذي لا يعرف الحدود ، وذلك عبر مسيرة مفعمة بالتواصل الإيجابي مع المبدعين والمبدعات في كل بقاع العالم.






 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف