سيرة حياة لاجىء فلسطيني:حياة ذيب ذيبان الزبيدي عرب الصقر
بقلم د.ماجد توهان الزبيدي
الحلقة الرابعة :في لبنان
هناك ألقى ذيب عصا الترحال و سائر أسرته و أقاربه مستظلين بشجر الزيتون من حرارة الشمس . كما كان في محيط قرية عيثرون معسكر قيادة جيش الانقاذ ، و كان من قادتهم و متطوعيهم فوزي القاوقجي واديب الشيشكلي واكرم الحوراني و شوكت شقير و صلاح البيطار و آخرون . بعد أن استقرت مجموعات اللاجئين تحت شجر الزيتون في ضواحي بلدة عيثرون بادر ذيب باعداد قوائم و بيانات باللاجئين و قدمها لفرع الصليب الأحمر اللبناني في بلدة بنت جبيل و ذلك لتوزيع بعض المواد الغذائية عليهم حسب القوائم المقدمة لهم . بعدئذ اتصل ذيب بمسؤولي جيش الانقاذ حيث خصصوا له سيارة (بيك اب) كل بضعة أيام لاحضار تلك المخصصات الغذائية
المقدمة من الصليب الأحمر اللبناني من مركز بنت جبيل التى تبعد بضعة كيلو مترات عن عيثرون حيث يوزعها ذيب على اللاجئين . استمر هذا الوضع حتى نهاية شهر آب و الناس يفترشون الأرض و يلتحفون السماء و كان الجو مواتيا نوعا ما . و بتاريخ الأول من ايلول / سبتمبر 1948 م قرر أهل ذيب مغادرة عيثرون . منهم يود الاتجاه الى مدينة بعلبك في لبنان و منهم من يود الذهاب الى سورية . و كان ذيب و والدته و زوجته من المتوجهين الى سوريا و كذلك عمه علي المقبل ، اما خاله أحمد و محمود و عائلاتهم و خالته خضره و أولادها ففضلوا الذهاب الى بعلبك .و قد تم الاتفاق مع سائق احدى الحافلات التي يسمونها (بوسطه) على نقل المجموعة من بنت جبيل الى بيروت بمبلغ متفق عليه ،و في الموعد المحدد ركب افراد المجموعه متوكلين على الله تعالى . فسارت بهم السيارة و قطعت بهم بلدة تبنين و لما و صلت مفرق مدينة صور اتجهت يمينا نحو مدينة صيدا و في الطريق حدث ما لم يكن في الحسبان إذ ظهرت فجأة دورية من شرطة الجمارك فأوقفوا السيارة و فتشوها وفتشوا الركاب و انزلوهم منها فوجدوا في السيارة صفيحة ملأى بمادة الحشيش المخدر عندئذ فر معاون السائق و هرب بعيدا مختفيا بين الأشجار . و على أثر ذلك أوقفت الشرطة الجمركية السائق و حجزوا السيارة و صفيحة الحشيش و طلبوا من الركاب اخذ امتعتهم و مغادرة السيارة . و هكذا سقط في ايدي الركاب اذ رفض السائق ان يرد عليهم الأجرة . اما ذيب فقد كان يملك وقتئذ 49 جنيها فلسطينيا بعد أن باع بندقيته بعشرة جنيهات في بلدة بيت جن كما ذكر سابقا . و بعد انتظار عدة ساعات في الشمس جاءت سيارة متوجهة الى بيروت فنقلتهم و انزلتهم تحت اشجار الصنوبر في احدى ساحات بيروت . في اليوم التالي ودع أفراد الفريقين بعضهم البعض و سافر أخوال ذيب محمود و أحمد و خالته خضرة و عائلاتهم الى مدينة بعلبك ، حيث أفردت ثكنة و يقل و ثكنة غور لسكني اللاجئين الفلسطينيين.أما ذيب و والدته و زوجته و عمه علي المقبل و اسرته فقد استأجروا سيارة نصف باص لتنقلهم الى دمشق ، و هم يظنون انهم سيصلونها بعد ساعتين تقريبا إذا أن المسافة بين بيروت و دمشق 110 كيلو مترات فقط . و هكذا في ضحى يوم 8 أيلول تقريبا 1948 م انطلقت بهم سيارة الأجرة صاعدة في الجبال متوجهة لدمشق فمرت على مدن صوفر و عاليه و بحمدون حتى و صلت قمة ظهر البيدر و من هناك انحدرت بهم نحو مدينة شتورا و زحله . كان السائق يقود السيارة باتجاه فلسطين و لما حاذى قلعة الشقيف انعطف يسارا نحو الشرق و اتضح أنه سيدخل ، سوريا من طريق فلسطين – دمشق . غابت الشمس و انتشر الظلام و السائق يتقصد السير بمنتهى البطء ، و عند منتصف الليل بعد أن دخل الحدود السوريه و كانت هناك أمامهم نقطة تفتيش عسكرية فلما اقترب منها السائق اطفأ أنوار السيارة و أطلق لها العنان بأقصى سرعة فمر على الحاجز كلمح البصر و الحراس نيام دون ان يوقفه أحد . و لما وصل دمشق قبل الفجر بقليل أنزل ذيب و من معه على رصيف التكية السليمانية بجوار جامعة دمشق .
بقلم د.ماجد توهان الزبيدي
الحلقة الرابعة :في لبنان
هناك ألقى ذيب عصا الترحال و سائر أسرته و أقاربه مستظلين بشجر الزيتون من حرارة الشمس . كما كان في محيط قرية عيثرون معسكر قيادة جيش الانقاذ ، و كان من قادتهم و متطوعيهم فوزي القاوقجي واديب الشيشكلي واكرم الحوراني و شوكت شقير و صلاح البيطار و آخرون . بعد أن استقرت مجموعات اللاجئين تحت شجر الزيتون في ضواحي بلدة عيثرون بادر ذيب باعداد قوائم و بيانات باللاجئين و قدمها لفرع الصليب الأحمر اللبناني في بلدة بنت جبيل و ذلك لتوزيع بعض المواد الغذائية عليهم حسب القوائم المقدمة لهم . بعدئذ اتصل ذيب بمسؤولي جيش الانقاذ حيث خصصوا له سيارة (بيك اب) كل بضعة أيام لاحضار تلك المخصصات الغذائية
المقدمة من الصليب الأحمر اللبناني من مركز بنت جبيل التى تبعد بضعة كيلو مترات عن عيثرون حيث يوزعها ذيب على اللاجئين . استمر هذا الوضع حتى نهاية شهر آب و الناس يفترشون الأرض و يلتحفون السماء و كان الجو مواتيا نوعا ما . و بتاريخ الأول من ايلول / سبتمبر 1948 م قرر أهل ذيب مغادرة عيثرون . منهم يود الاتجاه الى مدينة بعلبك في لبنان و منهم من يود الذهاب الى سورية . و كان ذيب و والدته و زوجته من المتوجهين الى سوريا و كذلك عمه علي المقبل ، اما خاله أحمد و محمود و عائلاتهم و خالته خضره و أولادها ففضلوا الذهاب الى بعلبك .و قد تم الاتفاق مع سائق احدى الحافلات التي يسمونها (بوسطه) على نقل المجموعة من بنت جبيل الى بيروت بمبلغ متفق عليه ،و في الموعد المحدد ركب افراد المجموعه متوكلين على الله تعالى . فسارت بهم السيارة و قطعت بهم بلدة تبنين و لما و صلت مفرق مدينة صور اتجهت يمينا نحو مدينة صيدا و في الطريق حدث ما لم يكن في الحسبان إذ ظهرت فجأة دورية من شرطة الجمارك فأوقفوا السيارة و فتشوها وفتشوا الركاب و انزلوهم منها فوجدوا في السيارة صفيحة ملأى بمادة الحشيش المخدر عندئذ فر معاون السائق و هرب بعيدا مختفيا بين الأشجار . و على أثر ذلك أوقفت الشرطة الجمركية السائق و حجزوا السيارة و صفيحة الحشيش و طلبوا من الركاب اخذ امتعتهم و مغادرة السيارة . و هكذا سقط في ايدي الركاب اذ رفض السائق ان يرد عليهم الأجرة . اما ذيب فقد كان يملك وقتئذ 49 جنيها فلسطينيا بعد أن باع بندقيته بعشرة جنيهات في بلدة بيت جن كما ذكر سابقا . و بعد انتظار عدة ساعات في الشمس جاءت سيارة متوجهة الى بيروت فنقلتهم و انزلتهم تحت اشجار الصنوبر في احدى ساحات بيروت . في اليوم التالي ودع أفراد الفريقين بعضهم البعض و سافر أخوال ذيب محمود و أحمد و خالته خضرة و عائلاتهم الى مدينة بعلبك ، حيث أفردت ثكنة و يقل و ثكنة غور لسكني اللاجئين الفلسطينيين.أما ذيب و والدته و زوجته و عمه علي المقبل و اسرته فقد استأجروا سيارة نصف باص لتنقلهم الى دمشق ، و هم يظنون انهم سيصلونها بعد ساعتين تقريبا إذا أن المسافة بين بيروت و دمشق 110 كيلو مترات فقط . و هكذا في ضحى يوم 8 أيلول تقريبا 1948 م انطلقت بهم سيارة الأجرة صاعدة في الجبال متوجهة لدمشق فمرت على مدن صوفر و عاليه و بحمدون حتى و صلت قمة ظهر البيدر و من هناك انحدرت بهم نحو مدينة شتورا و زحله . كان السائق يقود السيارة باتجاه فلسطين و لما حاذى قلعة الشقيف انعطف يسارا نحو الشرق و اتضح أنه سيدخل ، سوريا من طريق فلسطين – دمشق . غابت الشمس و انتشر الظلام و السائق يتقصد السير بمنتهى البطء ، و عند منتصف الليل بعد أن دخل الحدود السوريه و كانت هناك أمامهم نقطة تفتيش عسكرية فلما اقترب منها السائق اطفأ أنوار السيارة و أطلق لها العنان بأقصى سرعة فمر على الحاجز كلمح البصر و الحراس نيام دون ان يوقفه أحد . و لما وصل دمشق قبل الفجر بقليل أنزل ذيب و من معه على رصيف التكية السليمانية بجوار جامعة دمشق .