الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

احذروا داعش على أبوابكم بقلم توفيق أبو شومر

تاريخ النشر : 2014-10-01
احذروا داعش على أبوابكم بقلم توفيق أبو شومر
*احذروا داعش على أبوابكم** بقلم/ توفيق أبو شومر*

أليس غريبا أن يتحول التطرف والإرهاب، من تطرفٍ فرديٍ ومجموعاتي، ومنظماتي، إلى تطرف دولة جديدة، توشك أن تلد دولا أخرى في مناطق عديدة أخرى؟
أليس عجيبا أن تولد الدولة الداعشية في بلاد العرب، وبخاصة في أزهى منطقه حضارية،في القرون السالفة، في الشام والعراق؟
هل ستكون الداعشية هي نعيب البوم على أنقاض الحضارة العربية ؟
أم أن نعيب الداعشية سيكون صرخة يمكن أن توقظ الغافلين العرب وتعيد صياغتهم من جديد؟
أسئلة فرضتها الدولة الداعشية، وجعلتني أتساءل:
مَن المستفيد من وجود هذه الدولة؟
إن الدولة الداعشية هي أسوأ دعاية للعرب والمسلمين في الألفية الثالثة، فهي لا تُنفِّر فقط من الجنس العربي، ولكنها تُسيء إلى تاريخهم وحضارتهم، وتمحو كل فلاشات الضوء التي حوتُها كُتب الحضارة عن إنجازاتهم! كما أن الدولة الداعشية نفّذتْ أسوأ عملية محو للتاريخ والتراث، فاختزلتْ المستقبل كله في رؤيتها للحياة، وهي العودة للوراء مئات السنين،وتطبيق مستنبطات الفقه، وآراء فقهاء عصور الجهالات، باعتبار هذه الأخلاط الفقهية الفاسدة هي المستقبل!
بالإضافة إلى ما سبق، فقد نفَّذتْ هذه الدولة أبشع عملية تطهير عِرقي للفسيفساء في العالم العربي، فرحَّلتْ الأعراق والأجناس الأخرى من بلاد العرب، وأزالتْ من هذه البلدان الومضات الحضارية المتمثلة في الأعراق المبدعة، من أجل أن تعيد إنتاج الجهل والتخلف من جديد بالمحافظة على جينة واحدة من جينات الفرق والطوائف، ولم تكتفِ بذلك بل نفَّذت تطهيرا فكريا آخر، حين هجَّرتْ أيضا كل المبدعين والمفكرين، ممن ينتمون إلى الجينة نفسها، لأنهم يشكلون خطرا على الداعشيين، فأصحاب الفكر، هم، إما علمانيون غير مؤمنين، أو كفرة ملحدون، وهذا التطهير الفكري والعرقي من أبشع نتائج ظهور الدولة الداعشية.
غير أن السؤال الأهم سيظل قائما: مَن المستفيد من وجود الدولة الداعشية؟
هناك آراء سريعة تُجيب عن السؤال،
ولعلَّ أشهر الإجابات وأكثرها شعبية، نظرية المؤامرة، فمِن قائلين يقولون:
إن الدواعش فقسوا من البيضة الإمبريالية الأوروبية والأمريكية، وتربوا في دفيئاتهم، وما إن حان الوقت لتدمير منظومة العالم العربي المكتنزة بالتاريخ والحضارة، حتى وزعوهم على أقطار العالم ليُعيدوا صياغة هذا العالم، وفق المنظور الأمريكي والأوروبي، ليعيثوا فسادا ويجعلوا من الراعي الأمريكي والأوروبي هو المسيح المُخلص المنقذ، يبيعهم السلاحَ والطعام، نظير الاستيلاء على مخزونات أرضهم من الطاقة والخيرات، كذا فإن دولة الدواعش مُبرِّرٌ كافٍ لأمريكا وأوروبا لتعيد صياغة المنطقة من جديد، وفق أحلاف وتكتلات جديدة تخدم مصالحها سنواتٍ طويلة، ولا ينسى أصحاب هذه النظرية أن يُشركوا إسرائيل في هذه المؤامرة، لأن كارثة الدولة الداعشية وآثارها على العالم ستطغى على القضية الفلسطينية، وتجعلها قضية ثانوية، بالإضافة إلى أن إسرائيل ستكون أقل خطر عليهم من الدولة الداعشية، بل إنها ستتحول إلى حليف!
وهناك مَن ينسبون ظهور دولة داعش إلى الانحدار الثقافي، والإحباط النفسي المتفشي في العالم العربي، العالم الغني بالثروات الطبيعية، والفقير في الديمقراطية والحرية، والعاجز عن اللحاق بقطار التقدم والرقي!
كذلك فإن بعض المحللين يرون في الدولة الداعشية، ردا مُبرَّرا على التقدم العلمي السريع، فمَن يعجزون عن محاكاة هذا التقدم، أو الإسهام في مُخرجاته، فإنه يلجؤون إلى هدمه ، فيجمعون المحبطين والجاهلين، وينزعون منهم إنسانيتهم،بالتنويم المغناطيسي الفقهي، ويحولونهم إلى عصابات من الوحوشٍ، تقتاتُ على القتل، وتُدمن سفك الدماء.
وهناك تفسير آخر لظهور الدولة الداعشية، وهو أن العربَ، لم يخرجوا من قبليتهم، حتى وإن أسسوا الدول، فقد ظلوا أسرى تقاليدهم القبلية، فظلوا يعيشون حياتين مشتبكتين، حياةَ الجوارح الخارجية، وحياة القبيلة الداخلية، فهم يركبون أحدث السيارات، ويبنون أروع القصور، في الظاهر، ولكنهم أسرى تقاليدهم الفكرية القديمة، تقاليد تمجيد كل ما هو قديم لِقِدَمِهِ ، فهم أهل المقولة الشهيرة:
إن شرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلُّ محدثةٍ بدعة، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالة في النار .
وأخيرا فإن لم تُبادر بقايا دول العرب إلى علاج جذر المشكلة، المتمثل في مأساة الجهل والإحباط،وغياب الديموقراطية والقوانين، والثقافة والفنون، فإنَّ الدول الداعشية سريعة التفريخ فيما بقي من بلاد العرب، ففي كل دولةٍ عربيةٍ اليومَ، دولةٌ داعشيَّةٌ كامنةٌ في تربتها، ستظهر حين تسودُ الجهالات، لتعيدها إلى الوراء قرونا!!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف