الأخبار
قناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كبش الفداء بقلم د. احمد عويدي العبادي

تاريخ النشر : 2014-10-01
كبش الفداء بقلم د. احمد عويدي العبادي
د. بشر أحمد عويدي العبادي يكتب : كبش الفد

اريد التوقف في هذا المقال عند نقطة مهمة يغفلها كثير من الناس الذين غيبتهم مشاكل الحياة اليومية ولقمة العيش، فعندما نقرأ في كتب السياسة نجد ان كثيرا من اصحاب السلطة عبر التاريخ  يستخدمون قواعد وقوانين للسيطرة على الشعوب المغلوبة على امرها، ومن اهم هذه القواعد هي "قاعدة كبش الفداء".

وهي واحدة من القواعد الرئيسة المهمة لدى صاحب السلطة كي يحافظ على منصبه او عرشه، ان يبدو صاحب السلطة مثالا للفضيلة والكياسة والكفاءة والحلم والحكمة، وان لا تتلوث يداه ابدا بالأفعال والاخطاء الشنعاء التي تدمر سمعته وسلطته، بل يجب عليه ان يحافظ على مظهره النظيف العفيف الشريف، واستخدام الاخرين اكباش فداء ومخالب قط كي يغطي على اطماعه و مصائبه، فهو الحاني ظاهرا والجاني باطنا والمبتسم ظاهرا والملتهم باطنا، والامر بالخير والمعروف  ظاهرا، والامر بالمنكر المناع للخير باطنا، ورافع الاعتداء ظاهرا، والمعتدي الاثيم باطنا وكل سوء يلقى به على كبش الفداء.

 هذه احدى القواعد المهمة لدى اصحاب السلطة والحل والعقد عبر التاريخ  في استباحة الدولة وسرقة مقدراتها، عن طريق استخدام اكباش الفداء.

 وبموجب هذه القاعدة فانه مطلوب من كبش الفداء في الدولة , ان يرفع الاسعار والدعم، ويدمر البلد باسم الاصلاح والتغير، ويحول وطنه الى مهبط طائرات ومستودع نفايات لكل الامم، والارتماء في احضان البنك الدولي الذي يتحكم بالسياسات الاقتصادية في الدولة، وزيادة المديونية والارتهان لهذا البنك ( في العصر الحديث ) على حساب الشعب الذي انهكه الفساد والطغيان.


 اكباش الفداء الذين نفذوا سياسة خصخصة الأوطان، وبيع مقدراتها، وبيع مؤسسات الدول، الذين باعوا الأوطان بأبخس الاثمان تحت عناوين شتى اسموها عصرنة الدولة ومجاراة التطور الحديث، واستباحوا الاشجار والاحجار، وما فوق الارض وما في باطنها. هؤلاء الاكباش حولوا دولهم كما يشاء كبراؤهم الذين علموهم السحر!!!

واما القاعدة الثانية لدى اهل الحل والعقد في الدولة. (ان نظافة اسم واحدهم وسمعته تعتمد على ما يخفيه أكثر من اعتماده على ما يكشفه ويبديه، فالجميع يخطئون ولكن صاحب السلطة لا يخطئ، ليس لانه لا يخطئ حقيقة وانما لانه يتدبر امر اخفاء فضائحه ومؤامراته عن طريق القاء اللوم على الاخرين او شخص اخر وهو كبش الفداء، الذي يجب ان يكون موجودا ومتوفرا في كل وقت لدى اصحاب السلطة، وان يرتدي لباس الخطايا التي يرتكبها سيده. وكما قال سيزار بورجيا السياسي الايطالي (أفضل ان اخون العالم كله، على ان ادع العالم يخونني)، وهي قاعدة تنطبق على الانظمة العفنة، التي تخون الامة باستخدام اكباش فداء، كي لا يخونهم أحد او انهم يحسبون الامر كذلك.

 ان استخدام كبش الفداء هو نهج سياسي قديم قدم الحضارات نفسها، والفكرة الاساس من كبش الفداء هي نقل الذنب والخطيئة الى شخص اخر سواء كان حيوانا او شخصا او جمادا او حتى شجرة او ناقة او بعيرا. فعلى سبيل المثال كان الرهبان من بني اسرائيل يمارسون طقوس كبش الفداء، فكان احدهم يضع يديه على راس عنزة حية ويعترف بخطايا بني اسرائيل معتقدا انه ينقل تلك الخطايا الى العنزة المسكينة، ثم تقاد العنزة الى مكان بعيد لتترك وحيدة في البرية وتموت او تتنازعها وحوش الخلاء، وعند بعض الامم الاخرى كان كبش الفداء انسانا يرمى في النار بعد ان يحمل خطايا الشعب كله.

وللأسف الشديد وكما يبدو لنا من واقع الامر العربي فان كبش الفداء ما زال الى اليوم مستخدما في عالم السياسة، ولو انه بصورة مختلفة او غير مباشرة، فان السلطة تعتمد على المظاهر وينبغي ان يظهر اصحاب السلطة بمظهر البريء المقدس الذي لا يرتكب الاخطاء كي يكون المرجعية النهائية لكل امور الدولة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف