ذهب لينام عند العاشرة ليلاً ليس حبآ بالنوم وانما ليهرب من واقعه المادي المرير فمتطلبات العيد قد بدأت ..و الراتب لم يبقى منه الا القليل القليل.. اراد ان ينام بجسده هاربا من عيون الاخرين ....فطول النهار وهو يستمع الى متطلبات العائلة ..يفرك لحيته تارتا .. ويبرم شنبه تارتا اخرى....فام سامي اكلت جنبه الايسر تريد 35 دينار لتغيير وجوه الفرشات....زعبل يريد 15دينار لشراء بوت رياضي بزمر..دينا تريد 25 دينار لشراء شنطه وتنورة زي كساندرا... فما كان منه الا ان يهرب الى وسادته وينام...حقنا للدماء وحفاظا على مكانته ..بين الزوجة والابناء..
عند الواحدة الا ربع..شهق الرجل وزمجر ...وبدا يتمتم .. اصبحت شفتيه تتلمض ..ويداه ترتعشان.....(.وبدأ يتكلم بصوت خافت كهمس العاشقين ..حاضر حاضر... ..ايوه هيك... افردها من زمان يا ابو شريك ..والله لنكيف ....ثم يقلب على جنبه الاخر .. ويتمتم من جديد ...ايوه بتومريني لا انا بدي هيك انا حر وما في حد اله عندي ...... .. عمي خلص بدنا نجخ ونقب على وجة الدنيا والله لنقبر الطفر وسنينه للابد).....هم يكلمونه ...وهو في سباته العميق وكلامه المبهم الشريد .....فما كان من ام سامي الا ان احضرت له كاس ماء واشعلت النور ..وهو ما زال يبرطم ويتمتم ..هي تقول له وحد الله يا رجل..وهو
يقول بهربهن بهربهن ولا يهمك انته بس طلعهن من هووون وترك الباقي عليه ..
....بعد ان فشلت امي سامي في ايقاضه تنحت ورجعت الى الخلف .. وتقدم سامي وبيده بشكير جيش أخضر مبلل ...مسح على راسه وقراء المعوذات... ولكنه ما زال يردد تلك الكلمات .. ايوه احجزيلي على الشرم ولا اقلك على تركيا.. ولا يهمك المصاري زي الرز بوصلك حقك هل يومين ..... .عندها لم تتمالك ام سامي نفسها وتعجبت مما سمعت فما كان منها الا ان دلقت كاس الماء على صلعته وقامت لتنام في مكان اخر ..يجول في خاطرها ان الرجل الذي ارتبطت به لاكثر من 26 عام تقاسمه الطفر والجوع والحرمان... كان يخدعها في كل شئ... وقبل ان تخرج افاق من نومه يرتعش ويقول ..شو في قطعتي حلمي الله
يقطع خلفتك... عاد شوي وكنا بدنا نطلع ذهبات عجلوووون انا ودولة ابو زهير ...
بعدها بدقائق خفت صوت الجميع واطفئت الانوار من جديد وذهب كل الى مكان نومه...ام سامي لم تذق طعم النوم...تتقلب تاره وتذهب الى الكولر لشرب الماء تاره اخرى .. فهي لم تصدق ما قال....تريد ان تعرف من هي التي ستكون معه في شرم الشيخ...ومن اين له كل هل مصاري والبذخ العجيب ...بقى حالها كذلك ...وبقى هو نائم على جنبه الايمن يتمتم تاره ويائن اخرى ...الى ان بزع فجر حلم جديد ..وكل عام وانتم بخير
م مدحت الخطيب
كاتب ونقابي اردني
عند الواحدة الا ربع..شهق الرجل وزمجر ...وبدا يتمتم .. اصبحت شفتيه تتلمض ..ويداه ترتعشان.....(.وبدأ يتكلم بصوت خافت كهمس العاشقين ..حاضر حاضر... ..ايوه هيك... افردها من زمان يا ابو شريك ..والله لنكيف ....ثم يقلب على جنبه الاخر .. ويتمتم من جديد ...ايوه بتومريني لا انا بدي هيك انا حر وما في حد اله عندي ...... .. عمي خلص بدنا نجخ ونقب على وجة الدنيا والله لنقبر الطفر وسنينه للابد).....هم يكلمونه ...وهو في سباته العميق وكلامه المبهم الشريد .....فما كان من ام سامي الا ان احضرت له كاس ماء واشعلت النور ..وهو ما زال يبرطم ويتمتم ..هي تقول له وحد الله يا رجل..وهو
يقول بهربهن بهربهن ولا يهمك انته بس طلعهن من هووون وترك الباقي عليه ..
....بعد ان فشلت امي سامي في ايقاضه تنحت ورجعت الى الخلف .. وتقدم سامي وبيده بشكير جيش أخضر مبلل ...مسح على راسه وقراء المعوذات... ولكنه ما زال يردد تلك الكلمات .. ايوه احجزيلي على الشرم ولا اقلك على تركيا.. ولا يهمك المصاري زي الرز بوصلك حقك هل يومين ..... .عندها لم تتمالك ام سامي نفسها وتعجبت مما سمعت فما كان منها الا ان دلقت كاس الماء على صلعته وقامت لتنام في مكان اخر ..يجول في خاطرها ان الرجل الذي ارتبطت به لاكثر من 26 عام تقاسمه الطفر والجوع والحرمان... كان يخدعها في كل شئ... وقبل ان تخرج افاق من نومه يرتعش ويقول ..شو في قطعتي حلمي الله
يقطع خلفتك... عاد شوي وكنا بدنا نطلع ذهبات عجلوووون انا ودولة ابو زهير ...
بعدها بدقائق خفت صوت الجميع واطفئت الانوار من جديد وذهب كل الى مكان نومه...ام سامي لم تذق طعم النوم...تتقلب تاره وتذهب الى الكولر لشرب الماء تاره اخرى .. فهي لم تصدق ما قال....تريد ان تعرف من هي التي ستكون معه في شرم الشيخ...ومن اين له كل هل مصاري والبذخ العجيب ...بقى حالها كذلك ...وبقى هو نائم على جنبه الايمن يتمتم تاره ويائن اخرى ...الى ان بزع فجر حلم جديد ..وكل عام وانتم بخير
م مدحت الخطيب
كاتب ونقابي اردني
