الأخبار
طالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريد
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مخطط التقسيم، وأُذُنك من أين يا جحا!.. بقلم: السيد شبل

تاريخ النشر : 2014-09-29
مخطط التقسيم، وأُذُنك من أين يا جحا!.. بقلم: السيد شبل
لا جدال في أن النظام السوري لعب دورًا بارزًا في دعم المقاومة الفلسطينية والعراقية، وشكّل كحليف لروسيا وإيران رأس حربة مشروع الممانعة العربي للغرب المتصهين، سواء سياسيًا أو اجتماعيا أو اقتصاديًا بنسبة ما، ولا شك في أن المؤامرة الغربية كان تستهدف إسقاطه وإنهاء النمط العروبي المقاوم التقدّمي الذي يمثله، وبذلت جهدًا عبر أطراف خليجية تتزعمها قطر والسعودية وإقليمية كتركيا، خلال الأربع سنوات الماضية لإتمام الأمر، ولكن هل كان المخطط سيقف عند حد إسقاط النظام السوري وما يمثله، أم كان له فصولًا أخرى ستمتد عقب إتمام عملية الهدم؟.

في الواقع رغم أن إسقاط النظام السوري أمر جسيم وجلَل بالنسبة للإدارة الأمريكية إلا أنه في الحسابات الاستراتيجية لا يعدو كونه مقدمة لإدراك الغاية الأسمى، وهي "تقسيم سوريا" والقضاء على أي احتمالية لنشوء الكيان السوري مستقبلًا، وتحويل الدولة المتماسكة إلي كيانات طائفية وإثنية متحاربة، أكبرها ربما أصغر في عدد سكانه من صغرى الشركات متعددة الجنسيات عابرة للقارات.

ما ذُكر في السطور السابقة - كمقدمة- مستهلك وليس بجديد، ولكن لنعتبره إستهلالًا نقرأ من خلاله، ونفسر به الضربات الأمريكية الأخيرة لسوريا؛ فإنه في حالة أقررنا بفشل أمريكا عبر عملائها بالمنطقة في إسقاط النظام السوري لصلابة الجيش والدعم الروسي والإيراني، وإن أعطينا ذواتنا فرصة للقبول بأن المخطط ما كان ليقف بأي حال من الأحوال عند هدف إسقاط النظام، يصبح ما يجري الآن هو محاولة أمريكية ملتفة على طريقة أذنك من أين يا جحا، بهدف الوصول لغاية التقسيم حتى مع بقاء النظام السوري على حالته كبناء مُحاصر لا كسلطة نافذة.

فحُجة "داعش" التي تذرّعت بها الإدارة الأمريكية لتدخل طائراتها تدك الأراضي السورية لا تعدو أكثر من كونها دعم بشكل صريح ومباشر لفصائل مقرّبة من الفكر الغربي في مقدمتها "الجيش الحر"، لتُهيأ له أرضًا خالية من شتى أصناف معارضيه، ومن ثم يستطيع أن يسيطر عليها سيطرة كاملة في حماية الطائرات الأمريكية، التي تنفذ حملاتها بين حين وآخر ولا نعرف ميعاد لانتهائها -تبدأ بثلاث سنوات مفتوحة على المجهول-، بل ونوقن أن في حالة توقفها سيكون هناك اتفاقات وإجراءات بشكل مباشر أو ملتوي تحظر على الطيران السوري التحليق في تلك المناطق، وبهذا تتم المهمة ويصبح التقسيم أمرًا واقعًا، والنظام السوري محاصر معزول عن مساحات واسعة من أراضيه.

هذا التفسير واحد من تفاسير عدة طرحها محللون أكثر خبرة وقدرة على قراءة تفاصيل الأحداث، ولكنه لا يختلف عنهم في أنه يسوق المرء بشكل أو بآخر لتوجيه اللوم الصريح للنظام السوري لعدم إدانته لهذه الضربات الجوية الأمريكية، واعتماده أسلوب المناورة السياسية على حساب الثوابت الوطنية، أو رضوخه لتفاهمات وقعت بين حليفته إيران وأمريكا بشأن العراق، وتمتد إلي سوريا، ورغم الثقة النسبية في مهارة اللاعب السوري، فإن المرء خاضعًا للتفسير الذي تقدّم في الفقرة السابقة، لا يملك أن يرى في الأمر إلا طُعمًا يلتقطه النظام السوري وسيؤدي في نهاية المطاف لخسارة الأرض بالإضافة إلي خسارة الرصيد الشعبي!.

- الأمر معقد، نعم
- سوريا ليست وحدها وإنما هي جزء من تحالف إقليمي ودولي ولا تستطيع أن تأخذ قرارًا بالهجوم على الطائرات الأمريكية دون التفاهم مع هذا التحالف حتى لا تكون كمن يورّط أصدقاءه، كلام له وجه نباهته.
- المعارضة السورية بمختلف أصنافها استهدفت قوات الدفاع الجوي ودمّرت كثيرًا من قدراتها خدمة لهذه اللحظة، حقيقة لا يمكن القفز عليها.

..ولكن، ما يُعلمنا التاريخ إياه، أن الهزيمة تبدأ بالتفريط، وأن التفريط دائمًا يجد من يبرر له سواء بحجج منطقية أو عاطفية، ومُرّ ولو مرورًا كريما على ما جرى من أحداث بالوطن العربي في العقود الأربعة الأخيرة لتعرف أن كل موقف انبطاحي متردد له مبرروه، بداية من كامب ديفيد، ومرورًا بأوسلو ووادي عربة، وانتهاءًا بالصمت على احتلال العراق 2003 والتهليل لقصف الناتو للأراضي الليبية 2011.. وبين ما ذكرت الكثير والكثير!.

أمّا بخصوص العراق، القطر العربي الذي لا ينتبه لنزيف دمائه أحد، فإن الوضع بها لا يختلف كثيرًا عن سوريا، من حيث الهدف الأمريكي من التدخل وهو التقسيم ورسم حدود جديدة تحتمي داخلها أعراق تطمع منذ زمن في الانفصال، ولكنه يختلف بالكلية من حيث تكوين ودور النظام في كلا القطرين العربيين، وهذا ما يدفعنا للقول بأن "داعش" في سوريا كانت سببًا تذرّعت به أمريكا لتصل إلي غاياتها في تشكيل نظام عالمي جديد، بينما كانت في العراق سببًا مُفسدا بشكل مركب فهي من جانب أعطت الذريعة لأمريكا، ومن جانب آخر شوهت الانتفاضة العراقية المعارضة لسلطة طائفية عميلة بكل ما تحمله الكلمات من معنى، خاصة بعد التهويل الإعلامي من حجم قوتها - نعني داعش - وحجم بشاعة أفعالها، وهو فخ وقع فيه البعض دون قصد بينما لا نشك لحظة في أن أجهزة مخابرات احترافية كانت تقف خلفه وتخطط له، لتوظفه فيما بعد وهذا ما كان!، والكلام على سبيل الرؤية العامة حيث أنه لا سبيل لإنكار جهالة وجرم ورجعية الفصائل الداعشية، ومن ثم معارضة نهجها وفعلها على طول الخط.

- بقيت لنا ملاحظة أخيرة تتعلق بواحدة من الآثار السلبية للحملة العسكرية على "داعش" نوجزها في السطور القادمة، فنقول: أمريكا بحربها التي بدأتها كقائدة لتحالف مكون من نحو 50 دولة، شكلته بالأمر المباشر.. تهب "داعش" المظلومية التي تصبو إليها أي جماعة حركية، وتنقّي ساحتها وترفع شأنها، فليس بعد القصف بالطائرات الأمريكية شرف !، ومن ثم فالقول بأن خطر "داعش" كفكرة سيمتد ويتأصل بعد هذا القصف، قولٌ صائبٌ تمامًا؛ ولا نجزم بأن هذا الهدف متعمّد في ذاته، ولكنه بلا شك أحد الآثار السلبية - المرصودة- لهذه الحملة، التي تخلو من أي أثر إيجابي في الظاهر، فوق أن تبريرها من الأصل، تواطؤ ودياثة. التجربة أيضًا تخبرنا بأن الأفكار الداعشية منذ نشأتها لا تهدد الغرب إلّا عندما ترافقها القوة العسكرية، بينما تستطيع أن تهدد مجتمعنا العربي وأمنه ومستقبله في أي طور كانت.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف