الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فقير خطير!! بقلم: محمود صيدم

تاريخ النشر : 2014-09-28
فقير خطير!! بقلم: محمود صيدم
فقير خطير!! بقلم:
محمود صيدم
في ليلة ممطرة شديدة البرودة وبعد أن إلتزم الناس بيوتهم وجلسوا بجانب أطفالهم يستمتعون بصوت المطر من داخل منازلهم
خرج رجلآ يضمر في نفسه مبرراته ويمشي في الشوارع الخالية تمامآ من المارة!

يسأل نفسه في نفسه! هل سيعذرني الناس إذا ما تم إكتشافي وأنا أحاول السرقة لإطعام أطفالي الصغار!!

نظر هذا الرجل والبرد يخترق قميصه البالي وحذائه المرقع إلى الأنوار تثقب النوافذ
وقال محدثآ نفسه مرة اخرى "لماذا لم يخلقني الله كهؤلاء فيكون الليل راحة والنهار معاش!!
ولكنه سرعان ما تدارك نفسه وتذكر الهدف الذي خرج من أجله
في رأس الشارع محلآ تجاريآ لرجل لا يحبه أحد بسبب معاملته القاسية
تحرك الرجل يتقدم خطوة ويتراجع خطوة أخرى ..هذه هي التجربة الأولى فهو لم يحاول السرقة من قبل
ولكنه كلما تراجع تذكر أطفاله اللذين ناموا بالتأكيد وهم ينتظرون أبيهم اللذي سيأتي لهم بالعشاء ومسح من قاموسه مصطلح إسمه "الحرام" ليستبدله بمصطلح آخر أسماه "الضرورة"
لم تكن المسافة كبيرة جدآ لتتسع لكل هذه الخطوات ولكل هذه الحسابات ولكنه أحسها بداخله سفر بعيد
وصل إلى المكان فوجد نافذة المحل التجاري مرتفعة جدآ لكنها سهلة الوصول
تسلق عبر ماسورة المياه ليصل الى النافذة وما أن هم بفتحها ليدخل
سمع صوتآ من الأسفل يدعوه للنزول وإلا فإنه سيطلب له الشرطة
إستسلم المسكين ونزل مطأطئة رأسه
سأله الرجل ما اللذي تفعله هنا وفي هذا الوقت
إبتسم الفقير قائلآ جئت لأصلي الفجر!!
أمسك الرجل بكتف الفقير وإنهال عليه بكلمات التوبيخ والتحقير
وكأنه باع الوطن!!
والفقير صامت لم يتكلم فهو يعلم بأن ما يقوم به خطأ كبير
ولكنه لا يرى أمامه سوى صورة صغاره الجائعين
بعد سيناريو قصير إجتمت فيه الناس على هذا المسكين جاءت الشرطة وأخذته إلى مركز التحقيق
لم ينكر شيئآ ولم يدافع عن نفسه حتى.
مرت الساعات والضابط المسؤول عن الحادثة يبذل جهدآ كبيرآ لإنهائها وإيصال هذا المجرم -كما يعتقد- إلى المحكمة ليتم سجنه سنة عقابآ من الدولة الديموقراطية على ما اقترفه من جرم
كان أطفاله قد أعلمتهم أمهم بأن والدهم سافر للعمل في دولة مجاورة وإقتنع الأطفال وكانت قد عقدت عزمها للعمل لتغطي حاجة أطفالها
خرج الزوج من السجن وكان قد أضاع سنة من عمره بدون أي فائدة فلا هو سرق ولا أطعم صغاره
بعد ان خرج من السجن ظن أطفاله بأن أبيهم جاء لهم بكل ما يشتهون
لكنهم كما تعودوا على المفاجئآت إستسلموا إلى اللاشيء مع أبيهم وفي ليلة كالليلة الأولى جلس الأب مع صديق له صدع رأسه بموضوع الهجرة عبر البحر فما كان منه إلا أن يستجيب لهذا العرض المغري وسرح في خياله بعض الوقت ليتخيل نفسه في بلاد الغرب موظفآ يتقاضى راتبه بالدولار

بعد الإعداد للرحلة حزموا أمتعتهم وركبوا سفينتهم وإستحضروا خيالهم الواسع وذكريات عمرهم المريرة وصور أطفالهم وجلسوا على حافة المركب ...وماتوا !!!!
لماذا يموت المساكين غرقآ وقصفآ وحرقآ ودهسآ وقتلآ وسجنآ ولا يموت السياسيين إلا على أسرة المستشفيات الفخمة!!

لماذا يطالب أصحاب السلطة والساسة بزيادة رواتب الموظفين أتباعهم متناسين بأن آلاف الشباب عاطلين عن العمل !!
وعندما تسألني ما الوطن سأقول كما قال من قبلي!!
الوطن.. أن لا يحدث كل هذا !!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف