(ذلك الجدار)
كان يُدهشنا كلما تأملنا صبيةً طرية تخطُرُ أمامنا ونحن نترطبُ من حرٍ الظهيرة ببعض الظلّ.يصرخ (عبده)ذلك البدين المرح..
- إيه..ليت الشباب يعود يوما..
يقولها بنبرة حزن وانكسار،أم (عرفان) تغرق عيناه فى رجرجات الصدر البارز..يرفع (كوز) الماء البارد.تبتل الشفاه..خيط من الماء ينزل من بين شفتيه يصل إلى مفرق صدره كثيف الشعر.
أما هويشير الى خصلة شعر ناعمة ثارت على غطاء الرأس تلمع مع وهج الظهيرة..طرحة الحرير الأخضر ..طلأ الأظافر الناعم.
كُنا ننظر إليه بعين الريبة..
عندما زُرته كان وحيدا لا يسكنُ أحدٌ معه منذ ماتتْ زوجته..أدهشنى كمُّ الصور الصغيرة المتناثرة على الجدار..صورٌ أبيض وأسود..صور ألوان..
- كل دى صور..؟
لم يعلق ..انشغل بنوبة من نوبات السعال.الجدار المواجه للسرير مختفى تماما..صور صغيرة ..كبيرة ..قصاصات أوراق جرائد معلقة بعناية ،إعلانات لعطور قديمة بألوانها الأبيض والأسود..فى الوسط تماما صورةٌ إطارها الذهبى لم يفقد بريقه رغم رطوبة الحجرة وجهان تنبض ملامحهما بالرضا ..أكيد إنها زوجته..نحن لم نعرف عنه الكثير ..كان وحيدا إذا خرجنا نتخفف من شمس الظهيرة ببعض الظل..
- إيه كل ده...؟
تطلع إلىّ وهو يتحرك فى فراشه وعلى وجه ابتسامه تشبه الصورة..
- أبدا..ذكريات.
- طب ليه يعنى..؟
قال وهو يكتم بعض السعال
- متشغلش بالك..
هواءُ الشارع رطبٌ ،الأضواء الخافتة مع نهايات صوت مؤذن صلاة العشاء..ابتسامةُ صغيرة تمسك بأصابع أمها..مجذوب ألقى بنفسه فى حضن الرصيف يغطُّ فى النوم..رائحة دخان التفاحة الأتى من مقهى قريب..استسلام الجالسين على الأرصفة .
صعدتُ السلم بخطوات وئيدة..مشغولا بذلك الجدار .البيت هادئ..واضح أن الأولاد استسلموا للنوم .ضوء حجرة النوم مُضاء ..أشعته تنبعث مُتكسرة من وراء الباب الموارب .
فتحتُ الباب ..موسيقى قديمة - كم عشقتها- زوجتى بعبائتها البيتى تتوسط السرير فاردةً كومةً من الصور القديمة تتأملها.مع وقع الأقدام..رفعتْ صورة قديمة وعلتْ الابتسامة وجهها.
كان يُدهشنا كلما تأملنا صبيةً طرية تخطُرُ أمامنا ونحن نترطبُ من حرٍ الظهيرة ببعض الظلّ.يصرخ (عبده)ذلك البدين المرح..
- إيه..ليت الشباب يعود يوما..
يقولها بنبرة حزن وانكسار،أم (عرفان) تغرق عيناه فى رجرجات الصدر البارز..يرفع (كوز) الماء البارد.تبتل الشفاه..خيط من الماء ينزل من بين شفتيه يصل إلى مفرق صدره كثيف الشعر.
أما هويشير الى خصلة شعر ناعمة ثارت على غطاء الرأس تلمع مع وهج الظهيرة..طرحة الحرير الأخضر ..طلأ الأظافر الناعم.
كُنا ننظر إليه بعين الريبة..
عندما زُرته كان وحيدا لا يسكنُ أحدٌ معه منذ ماتتْ زوجته..أدهشنى كمُّ الصور الصغيرة المتناثرة على الجدار..صورٌ أبيض وأسود..صور ألوان..
- كل دى صور..؟
لم يعلق ..انشغل بنوبة من نوبات السعال.الجدار المواجه للسرير مختفى تماما..صور صغيرة ..كبيرة ..قصاصات أوراق جرائد معلقة بعناية ،إعلانات لعطور قديمة بألوانها الأبيض والأسود..فى الوسط تماما صورةٌ إطارها الذهبى لم يفقد بريقه رغم رطوبة الحجرة وجهان تنبض ملامحهما بالرضا ..أكيد إنها زوجته..نحن لم نعرف عنه الكثير ..كان وحيدا إذا خرجنا نتخفف من شمس الظهيرة ببعض الظل..
- إيه كل ده...؟
تطلع إلىّ وهو يتحرك فى فراشه وعلى وجه ابتسامه تشبه الصورة..
- أبدا..ذكريات.
- طب ليه يعنى..؟
قال وهو يكتم بعض السعال
- متشغلش بالك..
هواءُ الشارع رطبٌ ،الأضواء الخافتة مع نهايات صوت مؤذن صلاة العشاء..ابتسامةُ صغيرة تمسك بأصابع أمها..مجذوب ألقى بنفسه فى حضن الرصيف يغطُّ فى النوم..رائحة دخان التفاحة الأتى من مقهى قريب..استسلام الجالسين على الأرصفة .
صعدتُ السلم بخطوات وئيدة..مشغولا بذلك الجدار .البيت هادئ..واضح أن الأولاد استسلموا للنوم .ضوء حجرة النوم مُضاء ..أشعته تنبعث مُتكسرة من وراء الباب الموارب .
فتحتُ الباب ..موسيقى قديمة - كم عشقتها- زوجتى بعبائتها البيتى تتوسط السرير فاردةً كومةً من الصور القديمة تتأملها.مع وقع الأقدام..رفعتْ صورة قديمة وعلتْ الابتسامة وجهها.