الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حرب جوية تحبل بحرب برية!بقلم: جواد البشيتي

تاريخ النشر : 2014-09-24
حرب جوية تحبل بحرب برية!بقلم: جواد البشيتي
حرب جوية تحبل بحرب برية!
جواد البشيتي
"داعش" يتحدَّى الآن الولايات المتحدة، مع حلفائها (من دول غربية وعربية) في الحرب عليه، أنْ تَنْزِل إلى الأرض، وأنْ تُقاتِله في حرب برية؛ إنَّه يَطْلُب هذا القتال البري، وينتظره؛ وإنَّه لأَمْرٌ لا جدال فيه أنْ لا حسم لهذه الحرب إلاَّ بالقتال على الأرض؛ فمتى يَذْهَب هذا التحالف الدولي (والإقليمي) الجديد إلى الحرب البرية (حيث يسيطر "داعش" في العراق وسورية)؟ ومَنْ سيكون مقاتلوه على الأرض؟ وأين سيُقاتِلوا "داعش"؟ وكيف سيَخوضون حرب الحسم، أيْ الحرب البرية؟
وأشَدَّ ما أدْهَشني أنَّ إيران (التي تبدو الآن مُسْتَصْعِبَة أنْ تَقِف من هذه الحرب "موقف مع، أو ضِد") خاطبت الولايات المتحدة قائلةً: إنَّ حربكَ على "داعش" لن تكون مجدية إذا لم تأتِ بجنودك إلى العراق، وتقاتلي هذا التنظيم على الأرض حيث يسيطر.
ولإيران مصلحة واضحة جلية في أنْ تتورَّط الولايات المتحدة (عسكرياً وسياسياً) في الحرب على "داعش"، بما يُشَدِّد لديها الحاجة إلى طَلَب معونتها ومساعدتها؛ ولقد صَارَحَت طهران واشنطن قائلةً لها: لن نتعاوَن معكم إلاَّ بعد توقيع اتفاقية، يُسَوَّى فيها نهائياً "النزاع النووي" الطويل، وتُرْفَع، من ثمَّ، العقوبات الدولية (الغربية في المقام الأوَّل) جميعاً عن إيران. وهذا القول الإيراني يعني، ضِمْناً، أنَّ لطهران مصلحة في "تَصْعيب" الحرب على واشنطن، بما يضطَّرها إلى أنْ تُبْدي مرونة أكثر في "المفاوضات النووية"، فتَحْصَل طهران على أَفْضَل ما يمكنها الحصول عليه من حلٍّ لأزمة برنامجها النووي، وعلى إنهاءٍ تام للعقوبات الدولية المفروضة عليها؛ ثم تَحْصَل واشنطن على تعاون إيراني معها، يلبِّي حاجتها إلى الانتصار في هذه الحرب.
إنَّ "المُهِمَّة الأولى والكبرى" الآن لتنظيم "داعش" هي أنْ يُقَلِّل قدر ما يستطيع الخسائر التي يمكن أنْ تُلْحقها الضربات الجوية والصاروخية به (بقيادته، ومقاتليه، وأسلحته، وذخيرته) مع بقائه مُحْتَفِظاً بالسيطرة على الأرض والسُكَّان في "دولته". وهذه المُهِمَّة تُنْجَز بتَمَوْضُع قسم من مقاتليه وسائر قواه العسكرية والقتالية بين المدنيين، وباحتكاره السلاح حيث يسيطر (ويَحْكُم) من طريق نَزْع السلاح من أيدي الناس، ومن أيدي غير الموالين له، وبنشر وتوزيع قسم ثانٍ من قواه العسكرية والقتالية في أماكِن متباعِدة، حصينة لأسباب طوبوغرافية وطبيعية، مستفيداً من اتِّساع رقعة إقليم "دولته"، وتَنَوُّع الخصائص الطوبوغرافية والطبيعية لهذا الإقليم، وببناء شبكة أنفاق (في الخطوط الأمامية، وفي الخط الحدودي بين العراق وسورية، على وجه الخصوص) تشبه الشبكة التي ابتنتها "حماس" في قطاع غزة.
"الحرب عن بُعْد"، أيْ الضربات الجوية والصاروخية، يُفْتَرَض أنْ تستمر بضعة أشهر لإنهاك واستنزاف "داعش"، وقواه العسكرية، ولاستثمار هذا الوقت في إعداد وتدريب وتجهيز وتسليح قُوَّة من "المعارَضَة السورية المعتدلة"؛ فهذه القُوَّة هي التي سيُزَجُّ بها في القتال الأرضي، الذي غايته انتزاع الأراضي والمواقع من سيطرة "داعش"، الذي أنهكته، وتنهكه، الضربات الجوية؛ وهذا لا يعني أنَّ التحالف الدولي (والإقليمي) لن يزجَّ بقوى أخرى في المعارِك البرية المقبلة. وهذه القوى (غير السورية) يمكن أنْ تَعْبُر إلى حيث يسيطر "داعش"، في سورية، من أراضٍ عراقية، كردية، وعربية سنية، ومن أراضٍ تركية؛ كما يمكن إنزال بعضها من الجو.
حتى الآن استطاعت الولايات المتحدة تحييد منظومة الدفاع الجوي السوري، فشَنَّت ضرباتها الجوية في أَمْنٍ وأمان؛ لكن، هل تستطيع، مستقبلاً، مَنْع جيش بشار، مع حلفائه الإقليميين، وفي مقدَّمِهم "حزب الله"، من أنْ يُبادِر هو بالتَّقَدُّم، و"ملء الفراغ"، وانتزاع الأرض والمواقع من "داعش"؟!
وهل تستطيع منعه من أنْ يَمْنَع مقاتلي "المعارَضَة المعتدلة" من فِعْل الشيء نفسه؟!
وفي العراق، لا قُوَّة أساسية تُقاتِل على الأرض إلاَّ "البيشمركة"؛ فالجيش العراقي ليس بذي أهمية قتالية يُعْتَدُّ بها، والتعاون مع مقاتلين شيعة موالين لإيران ليس بالخيار الجيِّد الآن؛ أمَّا العشائر السنية من عرب العراق فَلَمْ يتحقَّق لهم (حتى الآن) ما يجعلهم في أهلية سياسية وعسكرية لقتال "داعش". ما نراه الآن إنَّما هو "الأسهل" في هذه الحرب؛ أمَّا "الأصعب" فَلَم نَرَهُ بَعْد!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف