بوح العشق
بقلم: حسين أحمد سليم
ومضة نورانيّة برقت في البعد على حين غرقي بخشوع في صلواتي و تهجّداتي و مناجاتي و إستغاثاتي لربّ السّماوات و الأكوان و الأرض و ما فيها من أشياء و مخلوقات و أحياء و جماد... تراءت لتفكّري المبحر في فلسفة الإستقراء بتجلّيات التّخاطر عبر حجب الإمتدادات و راحت تُناجيني و اناجيها حُبّا و عشقًا بالمودّة و الرّحمة...
عندها عرفتكِ إطمئنانا و إيمانا في الله و رضاه و تقواه في أسس العلاقات مع الإنسانيّة و العباد, و لحكمة سماويّة قدريّة مغمورة محجوبة عن الأفهام و الإدراك و الإستيعاب... لم و لن و لا أدرك أسرارها أو أبعادها لأنّني لم أؤتَ من العلم إلاّ قليلا, و لم و لن و لا أتعمّق في مكنوناتها المستغلقة على وعي عرفاني الباطنيّ و الذّاتيّ, لأنّني لست جهبوذا ضلّيعا و عالما بأسس الإجتهاد و الإستنباط و قراءات التّحاليل بالإستنتاجات, و لست مجتهدا في شؤون التّوقّعات و متاهات التّبريج و فنون التّنجيم و قراءات الطّوالع على ذِمّة العرّافين و المنجّمين في بلادي...
منذ تلك اللحظة القدريّة الّتي عرفتكِ بها ذات يوم من أيّام الحياة الّتي نعيش حقباتها بين موروثات الأمس البعيد و القريب بكلّ نزف الجراحات التّاريخيّة و الجغرافيّة... و واقع الحاضر المرير الّذي نعيش فيه القهر و الفقر تحت نير سلاطين جائرة متغطرسة حسب ما يُملي عليها شيطانها وسوسة... نتطلّع للغد المأمول بكلّ الأحلام الورديّة و التّمنيّات المرجوّة و الآمال المأمولة بأمل الأمل الإفتراضيّ...
منذ تلك اللحظة الوامضة فجأة و الّتي أحاطني بهالتها النّورانيّة, غدوتِ السّيّالات الوضّاءة الممتدّة بين الأرضِ و السّماءِ المكوكبة بالصّفاء و النّقاء, و أصبحتِ بوجودكِ إلى جانبي تأذرين عضدي و تختصرين لي الخوافق الجغرافيّة و الجهات و الحقب التّاريخيّة و الأنسام الأثيريّة, و دوّارات الرّياح و كلّ أنواع البوصلات و أشكال المناراتو كلّ الإشارات التّوجيهيّة و الإرشاديّة, و كنتِ القِبْلَة ليفي كلّ موقع حيث تضيع بي المتاهات الضّبابيّة في خضمّ تلاطم الأمواج الهادرة من كلّ حدب و صوب تحت تأثير الرّياح الهوج...
أنتِ لي شمالا جغرافيّاأو مغناطيسيّا أو ما بينهما على ذِمّة التّربيعاتِ المبتكرة أفقيّا و كرويّا لسطح الأرض, ترشدينني فلكيّا لنجمة القطب محور تعاقب النّجوم و الكوكبات بالدّوران مع الليل و النّهاروالدّائمة الإشراق ليلا في البعد الممتدّ... و تُحفّذينني على الإبحار في سبر علوم الفلكِ و الفضاء و قراءة علوم الأكوان لأنّ فيها تتجلّى عظمة الله من خلال بدائع صنعه و فيها تتراءى وحدة الله بوحدة عناصر خلقه...
و أنتِ لي جنوبًا عندما أستدير لألقي نظرتي إلى طهر الأرض المحتلّة من الأعداء التّاريخيين, و تدفعينني كي أبذل الغالي و الرّخيص من أجل كرامة الأرض و طهارتها و شرف الأمّة و تكونين لي مؤشّر بوصلة ثورة الرّفض لكلّ شيء و على كلّ شيء من أجل القضيّة الأولويّة, وكذلك تلعبين دورا مقدّسا رياديّا في إرشادي لإستقبال البيتِ العتيق بمكّة قبلة المؤمنين المسلمين في الصّلوات و التّهجّدات و الدّعواتِ...
و أنتِ لي غربًا تلفتينني لحالة الغروب الشّمسيّ الحالم قبل الغسق و تُذكّرينني بمشهديّة و لوحة إلتقاء خطّ الأفق الإفتراضيّ بمستوى مياه البحر الموحية لي في الخلقِ و الإبداعِ سيّما عند تجلّيات لوحة الشّفقِ السّورياليّة الأشكال التّجريديّة الألوان ترتسم عظمى عند إمتداد الأفق...
و أنتِ لي شرقًا توقظينني مع كلّ فجر و صياح ديكة القرية و رفع آذان الصّلاة مع كلّ صباح و توجّهينني بعناية لطيفة لنجمة الفجر المتوامضة في أفق بلاديفوق قمم الجبال الشّمّ الذّرى تُبشّرُ بقدوم الشّمس مع الصّباحِ و هي تتهايم في قلب الهلال السّابح في الفضاء على صهوة أثير طائر الحياة... و أخالك تُشرقين مع شروق الشّمس فأستقبل سيّالاتك الذّهبيّة تثير الدّفء في جنباتي الباردة و في ثنايا نفسي و وجداني و تفكّري و عقلي و صدري و قلبي...
أنتِ الّتي أتت من رحم أمّها حوّاءُ و رغم كونكِ من سلالة و طينة النّساء في الكيد و الغيرة إلاّ أنّكِ لا مثيل لكِ بين النّساء... يا من أودع الله أمانة في صدركِ و صدري و روحك و روحي, قبسات من المودّة و الرّحمة فتوالد بيننا الحبّ قداسة و تنامى في روحينا العشق طهارة و كنتُ لك حبيبًا معشوقًا برضا الله في التّكامل و كنتِ لي حبيتي المعشوقة بتقوى الله في تماذج العلاقة...
بقلم: حسين أحمد سليم
ومضة نورانيّة برقت في البعد على حين غرقي بخشوع في صلواتي و تهجّداتي و مناجاتي و إستغاثاتي لربّ السّماوات و الأكوان و الأرض و ما فيها من أشياء و مخلوقات و أحياء و جماد... تراءت لتفكّري المبحر في فلسفة الإستقراء بتجلّيات التّخاطر عبر حجب الإمتدادات و راحت تُناجيني و اناجيها حُبّا و عشقًا بالمودّة و الرّحمة...
عندها عرفتكِ إطمئنانا و إيمانا في الله و رضاه و تقواه في أسس العلاقات مع الإنسانيّة و العباد, و لحكمة سماويّة قدريّة مغمورة محجوبة عن الأفهام و الإدراك و الإستيعاب... لم و لن و لا أدرك أسرارها أو أبعادها لأنّني لم أؤتَ من العلم إلاّ قليلا, و لم و لن و لا أتعمّق في مكنوناتها المستغلقة على وعي عرفاني الباطنيّ و الذّاتيّ, لأنّني لست جهبوذا ضلّيعا و عالما بأسس الإجتهاد و الإستنباط و قراءات التّحاليل بالإستنتاجات, و لست مجتهدا في شؤون التّوقّعات و متاهات التّبريج و فنون التّنجيم و قراءات الطّوالع على ذِمّة العرّافين و المنجّمين في بلادي...
منذ تلك اللحظة القدريّة الّتي عرفتكِ بها ذات يوم من أيّام الحياة الّتي نعيش حقباتها بين موروثات الأمس البعيد و القريب بكلّ نزف الجراحات التّاريخيّة و الجغرافيّة... و واقع الحاضر المرير الّذي نعيش فيه القهر و الفقر تحت نير سلاطين جائرة متغطرسة حسب ما يُملي عليها شيطانها وسوسة... نتطلّع للغد المأمول بكلّ الأحلام الورديّة و التّمنيّات المرجوّة و الآمال المأمولة بأمل الأمل الإفتراضيّ...
منذ تلك اللحظة الوامضة فجأة و الّتي أحاطني بهالتها النّورانيّة, غدوتِ السّيّالات الوضّاءة الممتدّة بين الأرضِ و السّماءِ المكوكبة بالصّفاء و النّقاء, و أصبحتِ بوجودكِ إلى جانبي تأذرين عضدي و تختصرين لي الخوافق الجغرافيّة و الجهات و الحقب التّاريخيّة و الأنسام الأثيريّة, و دوّارات الرّياح و كلّ أنواع البوصلات و أشكال المناراتو كلّ الإشارات التّوجيهيّة و الإرشاديّة, و كنتِ القِبْلَة ليفي كلّ موقع حيث تضيع بي المتاهات الضّبابيّة في خضمّ تلاطم الأمواج الهادرة من كلّ حدب و صوب تحت تأثير الرّياح الهوج...
أنتِ لي شمالا جغرافيّاأو مغناطيسيّا أو ما بينهما على ذِمّة التّربيعاتِ المبتكرة أفقيّا و كرويّا لسطح الأرض, ترشدينني فلكيّا لنجمة القطب محور تعاقب النّجوم و الكوكبات بالدّوران مع الليل و النّهاروالدّائمة الإشراق ليلا في البعد الممتدّ... و تُحفّذينني على الإبحار في سبر علوم الفلكِ و الفضاء و قراءة علوم الأكوان لأنّ فيها تتجلّى عظمة الله من خلال بدائع صنعه و فيها تتراءى وحدة الله بوحدة عناصر خلقه...
و أنتِ لي جنوبًا عندما أستدير لألقي نظرتي إلى طهر الأرض المحتلّة من الأعداء التّاريخيين, و تدفعينني كي أبذل الغالي و الرّخيص من أجل كرامة الأرض و طهارتها و شرف الأمّة و تكونين لي مؤشّر بوصلة ثورة الرّفض لكلّ شيء و على كلّ شيء من أجل القضيّة الأولويّة, وكذلك تلعبين دورا مقدّسا رياديّا في إرشادي لإستقبال البيتِ العتيق بمكّة قبلة المؤمنين المسلمين في الصّلوات و التّهجّدات و الدّعواتِ...
و أنتِ لي غربًا تلفتينني لحالة الغروب الشّمسيّ الحالم قبل الغسق و تُذكّرينني بمشهديّة و لوحة إلتقاء خطّ الأفق الإفتراضيّ بمستوى مياه البحر الموحية لي في الخلقِ و الإبداعِ سيّما عند تجلّيات لوحة الشّفقِ السّورياليّة الأشكال التّجريديّة الألوان ترتسم عظمى عند إمتداد الأفق...
و أنتِ لي شرقًا توقظينني مع كلّ فجر و صياح ديكة القرية و رفع آذان الصّلاة مع كلّ صباح و توجّهينني بعناية لطيفة لنجمة الفجر المتوامضة في أفق بلاديفوق قمم الجبال الشّمّ الذّرى تُبشّرُ بقدوم الشّمس مع الصّباحِ و هي تتهايم في قلب الهلال السّابح في الفضاء على صهوة أثير طائر الحياة... و أخالك تُشرقين مع شروق الشّمس فأستقبل سيّالاتك الذّهبيّة تثير الدّفء في جنباتي الباردة و في ثنايا نفسي و وجداني و تفكّري و عقلي و صدري و قلبي...
أنتِ الّتي أتت من رحم أمّها حوّاءُ و رغم كونكِ من سلالة و طينة النّساء في الكيد و الغيرة إلاّ أنّكِ لا مثيل لكِ بين النّساء... يا من أودع الله أمانة في صدركِ و صدري و روحك و روحي, قبسات من المودّة و الرّحمة فتوالد بيننا الحبّ قداسة و تنامى في روحينا العشق طهارة و كنتُ لك حبيبًا معشوقًا برضا الله في التّكامل و كنتِ لي حبيتي المعشوقة بتقوى الله في تماذج العلاقة...