الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حياتنا بقلم:حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2014-09-23
حياتنا  بقلم:حسين أحمد سليم
حياتنا

بقلم:حسين أحمد سليم

حياتنا العرفانيّة ذاتيّا, الواعية باطنيّا, المظلّلة بالحبّ الأقدس و العشق الأطهر على الدّوام المتنامي و المستدام, بعقل مُقلبنٍ التّفكّر و قلب مُعقلنٍ التّشاغف, هي المجال الأجدى لنا بالعيش في هذه الحياة القدريّة لنا, و هي الأوفى من حيث الإستمرار و التّكامل لتحقيق النّموذج المثالي الّذي يتجلّى تخاطرا لنا في البعد, و ما يجب أن تكون عليه علاقتنا الرّاقية السّامية, من خلال ذلك التّعامل التّكامليّ الحنون و الحميم, المبني على المشاركة الفعليّة المتناسقة و الثّقة و الإحترام المتبادل بيننا, و الّذي يُجسّد قدسيّة الإرتباط و طهارة العلاقة بيننا بالمودّة و الرّحمة الّتي أودعها الله في صدرينا و قلبينا و روحينا, و الّتي إئتمننا عليها ليبلونا بالتّجارب لنا تطهيرًا لذواتنا من أرجاسها و أدرانها...

ففي علاقتنا الإستمراريّة بأفضل مقوّمات العيش في مسارات الحياة الّتي شاءها الله لنا نُجسّد ما يُمكن أن نتوصّل إليه من تطوّرٍ و تقدّم في عرفاننا الذّاتيّ و في وعينا الباطنيّ لجلاء الحقيقة الكامنة في خفايا علاقتنا من دون رتابة تنعكس علينا في غربة قاتلة لنفسينا في العشق و الحبّ... ففي إلتزامنا الإيمانيّ تطبيق سليم لنظام السّير الأسلم و الأقوم لنا و ليس غيرنا أشدّ حاجة لنظام سماويّ إلهيّ تقاس عليه كلّ إجتهاداتنا إلتزاما بالأفضل و الأصلح لنا...

والأهمّ من التّكامل في حركة الإنسجام و الحبّ و العشق بيننا هو الإستمرار في حركة فعل النّموّ و التّرقي و السّموّ و التّطوّر في مجال الوعي و العرفان و في تجديد مستدام لأسلوب التّعامل بيننا... حتّى تكون علاقتنا مثال تلك العلاقة المقدّسة الطّاهرة الّتي أوجدتها القيم الإنسانيّة في شرائعها و الفضائل الرّوحيّة في رسالاتها و باركتها الحياة في منظومتها, و ليس العيش معا مجرّد وسيلة آليّة لإستمراريّة تناسليّة و بالتّالي تحقيق مشتهيات الجسد و متطلّباته...

ضمانة مكفولة لنا في حركة فعالية الإستمرار علينا مجاراة معالم حضارة الغد لبناء المستقبل الّذي نتطلع إليه, بإنفتاح ذهنيّ واسع و غير محدود على كلّ جديد في شتّى الميادين العلميّة و الصّناعيّة و الإنسانيّة و الإجتماعيّة و الإستكشافيّة... لا سيّما ملاحقة جادّة لمبدأ التّطوّر في فهم معاني ومطاوي الوعي و العرفان, لأنّه بذلك نسمو بحبّنا و عشقنا في آفاق التّجدّد المستدام, بحيث لا يكفي أن ندرك حقيقة علاقتنا و ضرورة الإحترام المتبادل, بل يجب أن نعي بعضنا البعض من كافّة الجوانب رحمة و مودّة و أنّ لكلّ منّا نفس الحقوق الّتي للآخر و كذلك الواجبات منطلقا من الإطمئنان بالإيمان. و علينا أن نعي أكثر أنّ التّطوّر الحقيقي المتكامل, و التّطوّر الحياتي المنشود لدوام العيش الرّغيد, لا يتمّ منفردا إنّما تقع مسؤوليّته التّكليفيّة علينا معا...
إن أدركنا تمام الإدراك لحقيقة الحياة الّتي حملنا المسؤوليّة في تطويرها و تحضيرها للأفضل, و شعرنا بمصداقيّة ذاتيّة بذلك الإنسجام الّذي سيؤهّلنا للمشاركة الفاعلة بالمهمّة النّبيلة الملقاة على عتقنا, و إن تفهّمنا أنّ مسؤوليّتنا ليس فقط بالإنجاب و تنشئة الأجيال الصّالحة فقط, بل أيضا مساعدة الأجيال على الإرتقاء إلى المراتب الأرقى و الأسمى لما سلف, لأنّ حركة الحياة في تطوّر مستدام... فإن أيقنّا أنّنا قادران على تحمّل المسؤوليات التّكليفيّة بكلّ الوعي و العرفان, عندها فقط تستقيم علاقتنا و تصحّ, ويكون إقتراننا رباطا مقدّسا و طاهرا تباركه الأديان السّماويّة و أصحاب الرّسالات الرّوحيّة و ما يتوافق معها من الأفكار الحضاريّة...

إنّ ما نتطلّع إليه في رؤى الغد, عصر النّور و مستقبل الوعي و حضارة العرفان الإنساني الأرقى, هو أن يكون إقتراننا فيما بيننا يقوم على أسس وعي هذه الأسس و الضّوابط و القوانين و النّظم الّتي تحفظ حقوقنا معا و تجسيدها في حيّز التّطبيق الحياتي الفعلي ضمن إجراءات العمل الأطهر الضّامن لصلاحنا معا... فالقبول اللفظيّ و الشّفهيّ لما سبق ذكره في بداية كلامنا ليس كافيا, و التّنظير الفلسفي الإفتراضي و الإجتهاد في الإستنباط ليس كافيا أيضا, بل المثابرة على التّطبيق بتقنيّة مميّزة و جودة عالية في كلّ مناحي متطلّبات الحياة, التّطبيق الّذي لا يكلّ و لا يتوقّف و لا يهدأ حتّى لا ينتهي و هو المطلوب لنجاح علاقتنا و إستمرارها من أجل الهدف الأسمى الّذي لأجله خُلقنا و وجدنا و حتّى نهاية جهاد النّفس الأكبر في مسارات العمر...
تطبيقنا الأوفى و الأعدل لقوننة منظومة علاقتنا فيما بيننا لا بُدّ أن تتطوّر ديناميّتها و تتفتّح آفاقها بمرونة كبيرة وفق متطلّبات الظّروف الآنيّة و المرحليّة و متغيّراتها الدّائمة في معتركات الحياة و متاهاتها الّتي تضيع بسالكها... بتلك الرّؤى الأفضل و الأنبل تستمرّ حياتنا الّتي نريدها معا هانئة سعيدة رغدة و غنيّة بعبلها حتّى نهاية المطاف في العمر المديد... و هنا أستطيع أن أجتهد بفلسفتي مستنبطا من قراءاتي و تحليلاتي أنّ حياتنا معا بوعي و عرفان و تطبيق سليم و صحيح و قويم هو إستمرار في التّرقّي و السّموّ في حيواتنا المتتالية بتقمّصات سيّالات أرواحنا كُلٌّ حسب مستواه الرّوحيّ... لأنّ واقعنا الحياتيّ المعاش بكامل الإيجابيّات في الوعي الباطنيّ و العرفان الذّاتيّ و الإنفتاح الكلّيّ لكلينا معا, يقود بنا حتما في مسار الإلتقاء المتجدّد في حيواتنا إستكمالا لما به بدأنا...

حياتنا يجب أن نطمح بها معا للتّكامل من جميع النّواحي الرّوحيّة و الجسديّة و المعيشيّة و النّفسيّة و الحياتيّة و التّطوّريّة و الإجتماعيّة و العباديّة و الدّينيّة و بكلّ معالم و مطاوي التّكامل... فليس الجسد وحده يقترن بالجسد, بل النّفس أيضا تقترن بالنّفس و العقل يقترن بالعقل و الرّوح تقترن بالرّوح و الفكر يقترن بالفكر و العقيدة تقترن بالعقيدة... و هكذا, فالقران المتكامل من جميع النّواحي كفيل بإنشاء مجتمع فاضل راقٍ و الإتيان باجيال جديدة واعية عرفانيّة راقية, تلعب حياتها بأكثر إنفتاحا و أعمق وعيا و أثرى عرفانا و أكثر إيمانا و أهدأ إطمئنانا و أسرع تطوّرا... و في ذلك تجسيد عمليّ فعليّ للوحدة و الإكتمال الّذي في أرجائه ولد و نما و ترعرع, لينطلق من قاعدة ما وصل إليه السّلف من الرّقيّ و السّموّ إستكمالا لريادة الأبعد و الأكمل و الأشمل, ثمّ إلى علاقات أرقى وعيا و أعمق إدراكا, و أفضل إيمانا و إطمئنانا لتنشئة أجيالٍ أكثر إنسانيّةً و تطوّرا تتسنّم درجات سلّم الوعي و العرفان و الإرتقاء و الإدراك من خلال الإيمان و الإطمئنان...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف