(إغفائة)
فى الخامسةِ ..يختلطُ الضوءُ الشاحب بأخر غُلالةٍ من ضوء النهار، تنسحب بانكسار. يمد يده ،يُعدّلُ من وضعية كُرسيه على زوايا الرؤيةِ المعتاده.
نًسي ، من كم سنةٍ وهو يمارس هذه العادة ،يشير إليه الكثيرُ بالتحيةِ لا يردّ ،يلقون عليه نظراتهم مبتسمين..ويرحلون.
مُنذُ فترةٍ لاحظ عليه الجميعُ تغيراً ، لم يجرؤ أحد أن يقترب منه ويسألهُ، حتى صاحب المقهى العجوز نحيل الجسم ،اكتفى هو الأخر بمراقبته..أملاً أن يناديه ويرمى إليه همومه كعادته. ..
يظل يحتسى أكوابِ القهوى شاردا ..يُمعنُ النظر فى وشوش الماره .ابتسمتْ فتاةٌ وهى تلملم خجلها من نظراته المتصله ،لا تستقر عيناه، تلف ، تدور، كأنها تمسح الميدان بأدق تفاصيله، كأنه يراه لأول مرة - هل كان يختزن صورة أخيرة، أم فيضٌ من الذكريات ..؟ يعود من جولاته مذموم الفمِ ..مُطأطَ الرأس ..يرتشف من كوبه ذاهلا....
صوت المؤذن ، يملأ فضاء الميدان ، مُختلطاً بزعيق السيارات القليلة ،وأصوات المارة ، يُخرج ورقةً ماليةً يضعها على المنضدة ، ينصرف....
يدر المفتاح فى باب البيت الخالى ، يخطو خطواتٍ وسط الصالةِ ..يقفُ مُتأملاً السكونً ، لا يرتدُ ليتأكد من إغلاق الباب كعادته ، إنه - الليلة - يشعر بوهنٍ لم يعرفه من قبل ، كأن شيئاً تسرب إلى جسده ، ألقى بعينيه على بعض الصور المُعلّقة بعنايةٍ على حوائط الصالة ، يُلقي بجسده على كُرسيه المصنوع من جريد النخل ، يملأ عينيه ، يحتوى الصالةً بنظرةٍ خاطفةٍ ويغفو مُبتسماً..
فى الخامسةِ ..يختلطُ الضوءُ الشاحب بأخر غُلالةٍ من ضوء النهار، تنسحب بانكسار. يمد يده ،يُعدّلُ من وضعية كُرسيه على زوايا الرؤيةِ المعتاده.
نًسي ، من كم سنةٍ وهو يمارس هذه العادة ،يشير إليه الكثيرُ بالتحيةِ لا يردّ ،يلقون عليه نظراتهم مبتسمين..ويرحلون.
مُنذُ فترةٍ لاحظ عليه الجميعُ تغيراً ، لم يجرؤ أحد أن يقترب منه ويسألهُ، حتى صاحب المقهى العجوز نحيل الجسم ،اكتفى هو الأخر بمراقبته..أملاً أن يناديه ويرمى إليه همومه كعادته. ..
يظل يحتسى أكوابِ القهوى شاردا ..يُمعنُ النظر فى وشوش الماره .ابتسمتْ فتاةٌ وهى تلملم خجلها من نظراته المتصله ،لا تستقر عيناه، تلف ، تدور، كأنها تمسح الميدان بأدق تفاصيله، كأنه يراه لأول مرة - هل كان يختزن صورة أخيرة، أم فيضٌ من الذكريات ..؟ يعود من جولاته مذموم الفمِ ..مُطأطَ الرأس ..يرتشف من كوبه ذاهلا....
صوت المؤذن ، يملأ فضاء الميدان ، مُختلطاً بزعيق السيارات القليلة ،وأصوات المارة ، يُخرج ورقةً ماليةً يضعها على المنضدة ، ينصرف....
يدر المفتاح فى باب البيت الخالى ، يخطو خطواتٍ وسط الصالةِ ..يقفُ مُتأملاً السكونً ، لا يرتدُ ليتأكد من إغلاق الباب كعادته ، إنه - الليلة - يشعر بوهنٍ لم يعرفه من قبل ، كأن شيئاً تسرب إلى جسده ، ألقى بعينيه على بعض الصور المُعلّقة بعنايةٍ على حوائط الصالة ، يُلقي بجسده على كُرسيه المصنوع من جريد النخل ، يملأ عينيه ، يحتوى الصالةً بنظرةٍ خاطفةٍ ويغفو مُبتسماً..