الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السيد هاني فحص.. رجل أحب الأرض والناس بقلم:هشام نشابه

تاريخ النشر : 2014-09-22
السيد هاني فحص.. رجل أحب الأرض والناس بقلم:هشام نشابه
السيد هاني فحص.. رجل أحب الأرض والناس

لو أنكم عرفتموه كما عرفته لأحببتموه وقدرتموه وحزنتم اليوم لوفاته كما أحببته وقدرته وحزنت على فراقه. قيل، المرء بأصغريه: قلبه ولسانه. والسيد هاني فحص كان ذا قلب كبير اتسع لجميع أبناء وطنه بل وتجاوزهم إلى الناس كافـة، وكـان ذا لـسان بليغ يعبّر عن فكر ثاقب ورأي سديد. عرفته خاصة في الندوات والمؤتمرات ومن خلال كتاباته في الصحافة، فما سمعت ولا قرأت له إلا ما ينم عن تفكير ناضج ومنفتح، بعيد عن التعصب بعداً يبدأ بالدعوة إلى نبذ التعصب عند الأقرب من أهل وطنه. إذ كيف يجتمع علم وتعصب؟. سألني ذات يوم: هل تعلم ما يقوله بعض الشيعة عن السنّة في مجالسهم الخاصة؟ إن الفكر الذي ينمي الفرقة والبغض بين الناس ليس من الدين في شـيء، أما الاخـتلاف فـهو من صمـيم التفكـير السـليم، فكيف ينمو الفكر يتطور دون اختلاف؟ وكيف تكون مناظرة وكيف يكون لقاء؟
وكان «السيد» من أسياد المناظرة، ينتقل بين الفقه والفلسفة، وعلم الاجتماع بيُسر، شأنه في ذلك شأن علماء الشيعة الأفاضل، ويرافق حديثه عادة، نكتة ناعمة وابتسامة تقربك إليه. وما أحلى حديث العلم، خاصة عند رجل الدين، إذا رافقته الابتسامة السمحة والوجه الطلق البعيد عن العبوس والتجهّم!؟
لم نألف عند الفقهاء حب الصـحافة ولكـن «السيد» كان محباً لأدب المقالة الصحفية التي تجمع بين التحليل السياسي والبحث الاجتماعي والفقه الديني في تناغم مريح للعقل والروح. فإذا قرأت مقالاته في الصحافة عرفت فيه الأديب والفقـيه والإنـسان المثـقف في آن معاً. سنفتقد مقالاتك في «السـفير» أيها العالم الأديب والصحافي، ونحـن في زمن أشد ما نكون حاجة إلى الأدب في الصـحافة ورصـانة الفقيه وانفتاحه. عوّضنا الله بأمثالك لكي يبقى للصحافة دورها في تثقيف الناس ولا تقتصر على نقل الأخبار.
وهناك جانب من حياة «السيد» قد يغيب عن ذهن من عرفوا فضله ونعموا بصداقته، وأحسب أني عرفت هذا الجانب فيه في ساعة من ساعات تجلي اثناء رحلة جمعتنا لحضور مؤتمر في عمان. سألته يومذاك عن طفولته فإذا به ينطلق في حديث مشوّق تمنيت ان يطول. وكان جوهر حديثه عشقه لمرابع طفولته في قرية جبشيت. فراح يحدثني بحيوية بارزة عن الزراعة والمزارعين في الجنوب وخاصة عن زراعة التبغ. التبغ تلك النبتة الساحرة التي اكتسبت منذ فجر التاريخ مفاهيم وخصائص هي أقرب للخرافة منها للواقع. وأي ضير في هذا، والمعروف ان الخرافة هي أول ما عرِف من الأدب؟؟ حدثني السيد هاني فحص تغمده الله برحمته عن أهمية زراعة التبغ في الجنوب، ومراحل الغرس والنمو والقطاف، ثم التجفيف والتنسيق والتصنيف حتى تسليم هذه النبتة إلى المستهلك. كان السيد هاني يتحدث عن زراعة التبغ في جنوب لبنان بشغف وحنين، ولكن حديثه لم يخل من الخبرة. ولكن الأهم من ذلك انه كان يتحدث عن الأرض التي أحب والناس والعادات والتقاليد... قلت في نفسي وأنا استمع غليه: هنيئا لمن عنده أرض في لبنان، في أية بقعة فيه، فمن لا أرض له لا حب له، ولا عشق ولا معشوق!
ولا بد من أن أتذكر أن السيد هاني كان في شبابه ممن جاهد في صفوف المجاهدين من أجل فلسطين، وقد بقيت القضية الفلسطينية عند ابن جبشيت كما عند سائر علماء هذه القرية الجنوبية المناضلة محوراً في تفكيرهم كله، إذ تلوح فلسطين في ثنايا كل ما كتبه «السيد» عن حياتنا الوطنية المعاصرة كما تبرز في تطلعاته لمستقبل العرب والمسلمين.
رحل عنا السيد هاني فحص، ذلك العاشق لأرضه وأهله، فعسى أن يجد عند ربه داراً خيراً من داره في هذه الدنيا وأهلاً خيراً من أهلها. أسكنه الله تعالى الجنة. وألهمنا وأهله وأصدقاءه الصبر الجميل.

هشام نشابه
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف