الأخبار
طالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزةحماس تتمسك بوقف إطلاق النار وضغوط أميركية على نتنياهو للمشاركة بالمفاوضاتمسؤول ملف الأسرى الإسرائيليين السابق: حماس جادة بالتوصل لاتفاق وإسرائيل لا تريد
2024/5/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهجرة النفسية والإحباط بقلم توفيق أبو شومر

تاريخ النشر : 2014-09-21
الهجرة النفسية والإحباط بقلم توفيق أبو شومر
بقلم/ توفيق أبو شومر

من السهل أن نصف حالة هجرة الغزيين عقب العدوان على غزة، في شهري يوليو وأغسطس 2014 إلى بلاد العالم بأنها مؤامرة تستهدف الترحيل من الوطن!

ومن السهل أن نقرن هذه الهجرة بتدمير الحياة في فلسطين،على يد عملاء الموساد والشين بيت!

ومن السهل أن نربط بين حالة التهجير تلك، وبين الهجرات السورية والعراقية والليبية، لتكون مؤشرا على تردي كل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط برمتها!

ومن اليسير جدا أن ننسب هجرة الشباب الفلسطيني إلى انعدام فرص الحياة المستقبلية، وندرة الوظائف وفرص العمل ومجالات الإبداع!

غير أن ما يغيبُ دائما هو الدراسات والأبحاث المتعلقة بالهجرة والتهجير، الأبحاث المحكمة القائمة على استبانات وحقائق عن هجرة شباب فلسطين، وهجرة رؤوس الأموال ، وهجرة العائلات والأسر، وهجرة العقول والإبداعات، ومقارنة هذه الهجرة بالسنوات الفائتة، ومقارنتها ببلدان العالم الأخرى لنتمكن من رصد هذه الظاهرة، ومعرفة آثارها!

وهذا ما تفعله الدول الأخرى في بداية كل عام جديد!

فالعولمة الراهنة لم تعد تقبل الشعارات القديمة في المجتمعات التقليدية،المجتمعات التي ظلت تنظر للهجرة كأعتداء على الهُوية الوطنية !! فالوطنية والقومية بمفاهيمها السالفة أصبحت تعريفات غابرة، تُحفظ في المدارس لغرض النجاح في الاختبارات فقط!

فلم تعد تعريفات الوطنية بمفهومها الجغرافي والسياسي تعريفاتٍ مقبولة عند أجيالنا، ولم تعد تعريفات القومية بمفهومها الإثني والعرقي والبشري أيضا مستساغة! فالعولمة جعلت معظم شبان العالم ينصهرون ويمتزجون ويتوحدون في أنماط الحياة، لذا فإن الشاب الذي لا يظفر بالحد الأدنى من طموحاته يلجأ إلى الهجرة، والشابُ المقهور الذي لا يجد فرصة للعمل والحياة في وطنه،ينظر بازدراء إلى الانتماء وحب الوطن والتضحية من أجله!

ولا يجب أن نُغفلَ إسهام متطرفي الأديان، وأنصارُ النحلُ والطوائف في إفراغ الأوطان من شبابها الطامحين، فتولَّت عصاباتٌ اتخذتْ من التفسيرات الفلسفية والفقهية تجارة مُربحة، وبموجب هذه التفسيرات قتلتُ المواهب والفنون والإبداعات وحرّمتها على الشباب، واستولتُ هذه العصابات على سلطات الله، وأصبح زعماؤها يحاكمون البشر، ويحكمون عليهم بالموت، فأصيبَ كثيرٌ من الشباب بالرعب، وسارعوا للهجرة!

كما أن طغاةَ الحكام العرب، وزعماء كثير من الأحزاب، لم يرغبوا في دخول عالم الألفية الثالثة، ألفية التكنلوجيا، لاعتقادهم بأن دخولها سيُطيح بعروشهم، ويُقصييهم عن الحكم، وحينما تمردتْ التكنلوجيا على أجهزة رقابتهم، وتجاوزت كل عيونهم وجواسيسهم، وفشلوا في متابعتها وتقليم أظافرها، تركوها تفعل فعلها في جماهيرهم المضللين!

فاكتشف المقهورون من شبابهم، بواسطة هذه التكنلوجيا الرقمية عوالم أخرى، تحيا حياة جميلة،وقارنوا بين حياة هؤلاء وحياتهم، وقرروا إعلان التمرد، والتحرر من أغلالهم التقليدية الوطنية والقومية والحزبية والثيوقراطية، وحينما حاولوا تنفيذها في أوطانهم قُتلوا وطُوردوا، وسجنوا وعُذِّبوا؛حينئذٍ حزموا أمتعتهم وقرروا الرحيل من الأوطان ليحظوا بحياة جميلة.

ليست هجرةُ الشباب العربي ولجوؤهم إلى بلدان العالم الأخرى هي أخطر آثار العولمة، ولكن الأخطر هم (المهاجرون)نفسيا، مع بقاء أجسادهم في الأوطان ، فهؤلاء يتحولون في مستقبل الأيام إلى قنابلَ موقوتةٍ، تتفجر في الأوطان قهرا وغضبا تُعطل مسيرة الوطن، وتبثُّ الإحباط في كل تفاصيل الوطن، فيصبحُ الوطنُ ملجأً للمقعدين المحبطين المرضى!

وأخيرا، يجب أن نُفرِّق بين حالة الهلع التي استولت على أهل غزة من الهجرة، بسبب غرق أبنائهم في البحار، وبين الهجرة كقضية تستحق الدراسة، ليس لمعرفة أعداد المهاجرين ونسبهم المئوية في العقود الماضية فقط، بل لدراسة هذه الظاهرة، وأثر النظام الحزبي الفلسطيني على هذه الظاهرة، وكذلك النظام الأسري والعائلي، وإعادة النظر في طريقة التربية والتعليم لوصف العلاج المناسب، نفسيا، واقتصاديا وثقافيا، وتربويا! وهذا الملف يجب أن يكون من أولويات البحث في جامعاتنا ومراكز أبحاثنا! فلم تعد الأوطان أناشيدَ وأغنياتٍ، بل إن الأوطانَ أملٌ وحياة!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف