الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

.. وهذه قدمي ... وهذه يدي المبتورتين ؟؟!بقلم سليم عوض عيشان علاونة

تاريخ النشر : 2014-09-19
" .. وهذه قدمي ... وهذه يدي المبتورتين ؟؟!! "
قصة قصيرة
بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة "
===================

تنويه :
هذه الصورة القلمية الواردة في النص .. هي تصوير قلمي لأحداث حقيقية وقعت على أرض الواقع في غزة ، وليس للكاتب من فضل عليها سوى الصياغة الأدبية فحسب .
( الكاتب )
----------------------------

" .. وهذه قدمي ... وهذه يدي المبتورتين ؟؟!! "


تكرر النداء بطلب النجدة والإسعاف لعدة مرات متتالية من الجيران المحيطين بالمنزل الذي تم استهدافه بالقصف المدمر .. لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إلى المكان .. لأن القصف المتوالي المعربد يطال المنطقة بالكامل .. ولأن المنزل يقع في مكان ناءٍ .
تكرر النداء لسائق الإسعاف بضرورة التوجه إلى ذلك المنزل الذي أصيب إصابة مباشرة بصاروخ طائرة " الأباتشي" اللعينة .
حاول سائق السيارة الوصول إلى المكان بشتى الطرق والوسائل دون جدوى .. فقوات العدو المدججة بالسلاح والآليات تحاصر المنطقة بالكامل .. وتمنع الدخول بشكل مطلق .. والقصف المتوالي ينزل بحمم جهنم على المكان .
بعد جهد جهيد ووقت طويل ... استطاع الوصول بسيارته إلى المكان .. وبصعوبة بالغة .. ومخاطرة جسيمة .
ترجل السائق من السيارة برفقة مساعده .. والطبيب المرافق .. إطلاق القذائف ما زال يحيط بهم من كل جانب .. وأخيراً وصلوا إلى المنزل الذي تم قصفه .. والذي ما زال يتصاعد منه الدخان .. الغبار ..
دخلوا المنزل بصعوبة بالغة .. وصلوا الشقة التي أصيبت إصابة مباشرة بصاروخ الطائرة ... قبل أن يدخلوها .. ثمة امرأة مسنة كانت تجلس بين الأنقاض .. وسط رائحة الموت .. الدمار .. الدماء .. وأكوام الأشلاء ؟؟!!.
هتفت بهم بصوت واهٍ متحشرج وعيون متقدة كالجمر :
- لماذا تأخرتم في الحضور حتى الآن يا أبنائي ؟؟ .. على كل حال .. فأنا قمت بالمهمة ؟؟!!
مدت المرأة المسنة يدها ناحية أكوام الأشلاء المتراصة ... تمتمت :
- خذوا يا أبنائي .. هذا الرأس هو رأس ولدي أحمد .. وهذه يده .. وهذه قدمه .. فهذا كل ما تبقى منه .. فأنا أعرف معالم جسده جيداً .. .. فأنا أمه ..
وتلك أشلاء ولدي محمود .. فأنا أعرف كل أجزاء جسمه .. وهذه أشلاء ولدي ... وهذه أشلاء ولدي ... وهذه ..
كان السائق ومرافقه والطبيب يقفون مشدوهين .. بينما كانت المرأة المسنة تقوم بتسليمهم أكوام الأشلاء .. وتعدد أسماء أصحابها من الأبناء .
.. ما إن انتهت من عملية تسليم الأشلاء حتى هتفت بهم :
- وهذه التي هناك ... هي ابنتي الوحيدة .. لقد أصابتها الحروق الشديدة .. لقد سترها الله في الدنيا .. وسيسترها في الآخرة بإذنه تعالى.. فهي لم تتقطع .. لم تتمزق إلى أشلاء .. لقد بقيت كما هي .. جثة .. متكاملة .. ولكنها .. محترقة .. متفحمة .
حمل الرجال الأشلاء .. والجثة المتفحمة .. ولم يلبث صوت المرأة المسنة أن طاردهم بوهن شديد .. وصت واهٍ مختنق ..
- انتظروا .. انتظروا قليلاً .. فهناك ثمة أشلاء لم تتسلموها بعد .. فهذه قدمي .. وهذه يدي .. المبتورتين ؟؟!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف