الأخبار
بلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع الشعب الفلسطيني.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولى
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عُذرا فلسطين...إني مُهاجر بقلم:سعيد موسى

تاريخ النشر : 2014-09-18
عُذرا فلسطين...إني مُهاجر  بقلم:سعيد موسى
((مابين السطور))
بقلم سعيد موسى

القلب يقطر دما..الروح تنوح..الشباب روح الوطن..حُماة الحمى..تودع ارض الرباط..تستودعها من لا تضيع ودائعه..ستة وستون عام والاحتلال جاثم على صدر فلسطين..والشباب تُقبل ولا تُدبر..على ميادين الصراع..ومقارعة البقاء..يعملون..يتعلمون..يقاتلون..يستشهدون..صوت حالهم..سنغرس اضافرنا في الارض..ارض الاجداد التي بارك الله فيها..سنزرعها..نعمرها..نُنجب السواعد الفتية..لتحررها..مارحل عنها شاب واحد.. بل سافر الناس طلبا للرزق..يحتضنون بافئدتهم وطنا..على غير عادة شعوب الارض..التي يحتضنها وطنا.. ثم يعودوا مع اول فرصة سانحة لفلسطين.. يغرسوا جذور بنيانهم ..يُعمرون الارض..وهكذا كان السفر ذهابا وايابا..للاباء وليس للابناء.. لكننا في هذا الزمن الاغبر.. نلاحظ طوفان التسرب الشبابي..طلبا للهجرة عن وطن يبكي شبيبته..بشكل مخيف..يدعوا للحسرة.. يدعوا من قال انا ولي امر لهذا الشعب..ان يتحمل مسئوليته..امام الله والتاريخ..شباب الوطن..منذ شبح الانقسام المجرم بين ابناء الدم الواحد..من بقي لديه بواقي بصر وسمع..ولم تسرقه الدنيا الدنية..ومن لم يسحرهُ الكرسي السلطوي..الى مسخ تجرد من كل المشاعر..باستثناء مصالحة الشخصية..ومن بعدها الطوفان..ان الطوفان يجتاح نبض روحك فلسطين..يغزو همم الشباب..وقد انغلق في وجوههم افق المستقبل..حتى بات حالك الظلمة.. شاحب الملامح..عشرات الاف الخريجين..مئات الاف الفقراء..وضع كارثي يندى لهُ الجبين.. لن نُعلق كل مآسينى على شماعة الاحتلال.. ففي هذا تدليس وافك مبين..فكل راعٍ مسئول عن رعيته.. والرعية ليس حزب سياسي او ايدلوجي..الرعية ليس الوان رايات حزبية..الرعية ليست طوائف ومذاهب اجتماعية.. الرعية ليس رُعاع كُتب عليهم..تجرع سُم كاس الانقسام اللعين.. وقلة قليلة.. هُنا وهناك.. يما لديهم من خيرات فرحين.. اااه يا وطن اااه يافلسطين.. شبابك في عرض البحار بدمٍ الاحتلال وولاة الامور..يموتون..في مجالس الشباب..على مقاهي الضياع.. على قارعات طرق التشرد.. ينمو التبلد واللا انتماء..تشخص انظار جحافل الشباب..الى العدم..يتلمسون بريق امل..يهربون الى المخدرات..الى الانحراف..الى سهر الليالي من الصباح الى الصباح...يغطون في نومهم كالسكارى..من الليل الى الليل.. لا يسمعون..غير مناكفات الانقسام.. لايسمعون غير ضياع وتمزق الاوطان العربية..واقتتال شعوبها..كان الشباب هنا.. تابووت الخيمة العربية والاسلامية.. انهم الان يهيمون على وجوههم..شاخصون صوب الحدود.. يبتغون ارض الاحلام..بلاد الكفر والاباحية..كما يُطلق عليها البعض من مسميات..بحثا عن العدالة.. فوضعهم وضياع احلامهم المستقبلية..ظُلم في ظُلم.. لا احد يهديء روعهم..الكل منشغل بهمومه الخاصة..والامر العام على الله..ونعم بالله...نستعينه على الشقاء..ولا نسالهُ رد القضاء..ولكن نسالهُ اللُطف فيه..شباب مترنح يبحث خلف البحار.. على امتداد الكرة الارضية..عن ذاته..عن انسانيته.. عن حياته..حين يطلبه الوطن ليقاتل..يفديه بغزارة دماءه.. وحين توزع الغنائم.. لا يحصل حتى من الشاة على أُذنها.. وعندما تسال الشباب..الى اين يا احباب الله والوطن.. ااهانت عليكم فلسطين...تراهم من الاعماق يبكون...يصرخوون.. وكان صوت حالهم يقول..كما قال الحبيب محمد صلوات الله عليه وسلم..عندما هاجر من مكة مك إلى المدينة مخاطباً وطنه العزيز مكة: “والله إنك أحب أرض الله إلى نفسي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت”... ستة وستون عاما من قهر الاحتلال ومقارعته..وافتداء الوطن بالمال والنفس..وبذلها رخيصة في سبيل الله وتحرير الوطن.. ماهانت ولا كلت عزائم الشباب.. بل قاوموا ورابطو..في صراع البقاء.. ولكن الانقسام وصناعية الكراهية.. من اجل سلطة دنيوية زائفة..طحنت الشباب..ودمرت الامل في كياناتهم..واصبح اسمى امانيهم..التشرد الآخر في ربوع اوروبا..وخلع رداء البقاء..الذي يحمل مؤشرات تفشي الامراض النفسية.. التي تؤدي الى فقدان الذاكرة الوطنية النضالية.. وتسحق الانتماء..انما يقول الشباب.. الهجرة في سبيل الله.. في سبيل الرزق..في سبيل العدالة..في سبيل الانسانية.. في سبيل اللاحزبية..في سبيل اللا مذهبية..في سبيل اللاطائفية..في سبيل اللا عنصرية..في سبيل الرحمة..وكلها كلمات الله عز وجل..الهجرة اصبحت حلم الشباب..وفلسطين تبكي ابنائها..والى ان يصل من يصل من مهاجرينا الشباب..بعد غرق معظمهم.. الى ارض العدالة والرزق والحرية..التي يفتقدونها في حضن امهم فلسطين.. يعتقدون انها هناك في الغرب المتحضر!! الحُر!! الكريم!! ..سيكون صوت حالهم يوما ما.. بعد ان يفيق اولياء الامور من حد سكين السلطات التي تسرقهم.. وقد تسرب معظم شبابنا..بهجرة سواعد ..وهجرة عقول.. لينجبون ابنائهم في المنافي.. ولتلك البلدان وثقافاتها وتاريخها..ينتمون.. حينها الاباء..الذين كانوا شباب وابناء.. سيولولون ويضربون كف على كف.. سامحينا فلسطين..ماهاجرنا رغبة في رفاهية..ولا حبا لغيرك من البلاد الادنى..سيقولون.. بلادي وإن جارت عليّ عزيزة . . وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام.. فهل نترك هذا التسرب يجرف شبابنا..الى مصير مجهول.. هل نحقق حلم الغزاة الصهاينة بصمتنا.. لنُفرغ الارض من فرسانها الميامين..الا يفيق أولي الامر..الا يستنفر المفكرون والمثقفون.. وكل من قال لبيكِ فلسطين...الى متى هذا الصمت المخزي.. الى متى هذه اللامبالاة اللعينة..ياولاة الامر.. غدا امام الله ستُسألون.. سيكتب التاريخ مسئولياتكم..المباشرة وغير المباشرة.. عن دفع الشباب..الى هذا المصير المشئوم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. كفى انقسام..كفى قهر.. كفى ظُلم.. كفى تحزب..كفى صمت..تسرب الشباب درع الوطن..طوفااااان.. لك الله يافلسطين.. لك الله ياشباب غزة..لك الله ياشعب فلسطين..من يوقف نزف الهجرة..من يُسكت هدير دموع الفتية..وصراخهم المُر..في وداعهم فلسطين..عُذرا فلسطين..إني مُهاجر!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف