شهيد مجهول الهوية
سامر زهير الغول
هل تبدل الكتابة طعم الألم , لا يمكن للغة مهما فاحت منها رائحة التجربة أن تجسده بعمقه الداخلي .
لأول مرة أحس أن لهذا المكان المخيف والمرعب , مشاعر تختنق هي مشاعرهم وأرواحهم وقلوبهم
قصص وحكايات الزمان ... عدوان إرهابياً همجياً صهيونيوً على غزة
المكان مستشفي دار الشفاء ..... ثلاجة حفظ الموتى
لكن عذرا ... من الميت ... ؟؟!!
لهذه الأشلاء والدماء حكاية وجع , ألم وأمل وحلم لم يكتمل
على امتداد أيام الجريمة والمجزرة جثث تغادر وأخرى وافده شاهده على حقد وإرهاب إسرائيلي أعمى و صمت وتخاذل عالمي مقيت .
أجساد تسجى، وهذه العلب الباردة ما تزال تنفث صقيعها محاولة المحافظة عليها .
أجساد كانت مفعمة بالحياة لكنها الآن حبيسة البرد والوحشة لكل جسد حكاية يعجز الراوي و الرواية على سردها .
جسد غضُ , أحرف عبريه .... شهيد مجهول الهوية .
وتبقى العائلة رهينة قلق وألم في عملية بحث طويلة أكثر من عشرون يوما بقي الجسد رهين هذا المكان البارد و المظلم يبث شكواه إلي الله , عن عالم ظالم الطفولة مخذولة مقتولة ابتسامة فقط أضاءت هذه العتمة وربما تضيء الكثير من العقول و القلوب السوداء .قبل أيام معدودة كان الطفل أحمد القريناوي (13) عام من شرق دير البلح ، يلهو فرحا بملابس العيد فرغم أجواء الألم والحرب حاولت عائلته ككل العائلات الغزيه الفلسطينية عدم قتل الفرحة وزرع الأمل والحياة في نفوس الأطفال .
ويأتي هذا الحال , و تنطلق حمم نار ودمار, تحرق الأخضر و اليابس, تدمر الشارع و المسجد والمنزل , تهرب العائلة تحمى صغارها صراخ و عويل, دماء و أشلاء, و يأبى أحمد إلى العودة لإحضار فرحه لم تكتمل , لم يحتمل التفريط بملابس العيد لتمزق قذيفة حارقه جسد أخته الصغرى , و تنثر أشلاءها في محيط بيت كان مفعم بالحياة , أما هو فيصاب إصابات قاتله ويختطف إلي أحد مستشفيات الداخل المحتل لتفيض روحه الطاهرة تشكو لرب السماء فرحة لم تكتمل وعيد لم يأتي بعد .
سامر زهير الغول
هل تبدل الكتابة طعم الألم , لا يمكن للغة مهما فاحت منها رائحة التجربة أن تجسده بعمقه الداخلي .
لأول مرة أحس أن لهذا المكان المخيف والمرعب , مشاعر تختنق هي مشاعرهم وأرواحهم وقلوبهم
قصص وحكايات الزمان ... عدوان إرهابياً همجياً صهيونيوً على غزة
المكان مستشفي دار الشفاء ..... ثلاجة حفظ الموتى
لكن عذرا ... من الميت ... ؟؟!!
لهذه الأشلاء والدماء حكاية وجع , ألم وأمل وحلم لم يكتمل
على امتداد أيام الجريمة والمجزرة جثث تغادر وأخرى وافده شاهده على حقد وإرهاب إسرائيلي أعمى و صمت وتخاذل عالمي مقيت .
أجساد تسجى، وهذه العلب الباردة ما تزال تنفث صقيعها محاولة المحافظة عليها .
أجساد كانت مفعمة بالحياة لكنها الآن حبيسة البرد والوحشة لكل جسد حكاية يعجز الراوي و الرواية على سردها .
جسد غضُ , أحرف عبريه .... شهيد مجهول الهوية .
وتبقى العائلة رهينة قلق وألم في عملية بحث طويلة أكثر من عشرون يوما بقي الجسد رهين هذا المكان البارد و المظلم يبث شكواه إلي الله , عن عالم ظالم الطفولة مخذولة مقتولة ابتسامة فقط أضاءت هذه العتمة وربما تضيء الكثير من العقول و القلوب السوداء .قبل أيام معدودة كان الطفل أحمد القريناوي (13) عام من شرق دير البلح ، يلهو فرحا بملابس العيد فرغم أجواء الألم والحرب حاولت عائلته ككل العائلات الغزيه الفلسطينية عدم قتل الفرحة وزرع الأمل والحياة في نفوس الأطفال .
ويأتي هذا الحال , و تنطلق حمم نار ودمار, تحرق الأخضر و اليابس, تدمر الشارع و المسجد والمنزل , تهرب العائلة تحمى صغارها صراخ و عويل, دماء و أشلاء, و يأبى أحمد إلى العودة لإحضار فرحه لم تكتمل , لم يحتمل التفريط بملابس العيد لتمزق قذيفة حارقه جسد أخته الصغرى , و تنثر أشلاءها في محيط بيت كان مفعم بالحياة , أما هو فيصاب إصابات قاتله ويختطف إلي أحد مستشفيات الداخل المحتل لتفيض روحه الطاهرة تشكو لرب السماء فرحة لم تكتمل وعيد لم يأتي بعد .