الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في الواقع والمنطق، ما تجلدنيش بليز!!بقلم:محمد رضوان

تاريخ النشر : 2014-09-18
في الواقع والمنطق، ما تجلدنيش بليز!! 

هذه اكثر جملة سمعتها من صديقي "نادر" القادم من أمريكا الى رام الله، والحاصل على درجة الماجستير في علم النفس من جامعة واشنطن، والذي جاء متحمساً جداً لفكرة أن المنطقة على النحو التالي: سني وشيعي، الكافر والمتديّن، مقاوم وخائن، الضفة وغزة، عاهرة وشريفة، الأفكار هذه تلازمه أينما ذهب هنا أو هناك، في كامل صحوته أو حتى في غيبوبته، فهو عاشق "للمرجوانا الأمريكية"، والمسموح تعاطيها في العديد من الولايات المتحدة، وفقاً للقانون الأمريكي، بعكس القانون الفلسطيني الذي لم يدرك حتى اللحظة أن الحياة قصيرة جداً .

 كان يجيني على كل فكرة واقعية أطرحها، ويتحدث العربية المطعمة باللغة الإنجليزية والمبندقة باللكنة الأمريكية ويقول: "محمد صديكي ما تجلدنيش بليز"، في إشارة واضحه الى هروبه السريع من أي فكرة منطقية، كان يريد أن يظل منغمساً في الشعارات الرنانة المتعفنة والمصطلحات الثورية العتيقة، وأن يظل مستنقعاً في سباته العميق الذي يعيدنا الى الوراء مع ديمومة تقدم الدول وتحرر الشعوب، إلا المنطقة العربية المنتجة للشعارات والمستهلكة للمنتوجات –خاصة المنشطات الجنسية منها- .

كنت مستاءً جداً لأغلب النقاط التى تفلسف فيها، لم اقمعه بالمرة، بل إستمعت له بإنصات قهري بعكسه تماماً، كان يحدثني كيف أن رام الله موّلت العدوان على غزة، وكيف أن المجتمع الأمريكي لا يحب المسلمين ولا العرب، لم أصدقه بالمره، إلا أنه كان يضع حداً لحديثنا البيزنطي بلجوؤه الى الخطوط الحمراء "المقدسات والمؤامرات"، وكم أكرهها في النقاش!!، يقول لي: إنت بتحضر أفلام كثير، ويطرح قضية المقدسات بشعارات لا تنتهى، وآيات من القرآن الكريم لتبرير ما يريد أن يقنعني به،  وهو المنفذ الأول لأغلب المفلسين حديثاً .

حدثني كيف سقطت الأندلس والإمبراطوريات الإسلامية، وكيف حكم العثامنيون ربع العالم، وعن الخلافات الأموية والتصدي لحملات الفرس، وكيف فتح صلاح الدين الأيوبي القدس، أعادني الى الوراء نحو 1500 عام، كان يغتصب افكاري بعنف، ويضعني في دائرة جدال مزعجة جداً، وتوتر جعلني أتوقف عن شرب الأرجيلة، يعود الى الأمجاد والأجداد وعادات الجد وتقاليد الآباء، يهاجم العولمة وخارطة"سايكس بيكو"، ويرسم لي خارطة المؤامرات الكونية، لتبرير ما يريد أن يقنعني به، وهو المنفذ الثاني لأغلب المفلسين حديثاً .

صديقي يدعي أنه شجاع ويمشى عكس التيار "والموضة" والمزاج العام، وأنه "قادر على قول الحق في زمن الباطل"، ولو سمح لعقله المتلقي بالتفكير بشكل منطقي لـ 11 دقيقة –دقيقة واحدة من دقائق "ماريا" في كتاب باولو كويلو قادرة على إغتصابه حتى الشبع- لأكتشف حقيقة أنه يتمتع بحصانة شعبية وجماهرية مغيبة، ويمشى ضمن القطيع "الأعمى" ونطيرة الجماعة لـ  "تيبوت وكيللي"، والجمع الغفير الذي يتبنى نفس الأفكار ويمشي على جانب نفس الحيط، فلا منتقداً يواجه، ولا معارضاً يناقش، وإن سقط الحيط،عادي، فالموت مع الجماعة رحمة!! .

في خضم النقاش المزعج، ومع إنتهاء صلاحية الأرجيلة، قال لي: أنت إنهزامي و"خويف" وساذج، أستفزني مرةً اخرى، فقلت له بلهجة مقهورة: Fuck you، غضب كثيراً، فأثبتُ أنني كما أراد، وقلت له: "قصدي تباً لك هيك بشوفها بالإفلام الأجنبية والإباحية"، رد منتشياً: "مش قلتلك بتفهمش وداير على الأفلام"!!، فإستفزني للمرة المليون!!

حينها، إتفقت تماماً تماماً مع ما قاله الكاتب المصري: حامد عبد الصمد في كتابه "سقوط العالم الإسلامي"، والذي يري أن العرب والمسلمون –وليس الإسلام طبعاً- يمتلكون سلاحان فقط منذ أن فقدوا القيادة في العالم وسقطوا في أحضان العالم الثالث المتأخر: الأول "الأديان والتاريخ" وما ينبثق عنهما من مقدسات وحكايات، والثاني نظرية المؤامرات والشعارات وصناعة "العلاقات" –أي تحميل المسؤولية-  فشعورنا بإنو هناك مؤامرة ضدنا، هو شعور عزيز علينا جداً ومقدس، لا نريد التخلص منه، فهذا الشعور يجلعنا نعتقد أن لنا قيمة ووجود، بعكس الإمبراطورية اليابانية على الأقل، التى إعترفت بهزيمتها في ثاني أكبر حرب عالمية ولم تكابر، بدئت من تحت الصفر، ثم أصبحت ثاني أقوى دولة إقتصادية في العالم!!.

إقتنعت تماماً تماماً أننا نعاني من "جنون العظمة"، فالعربي دائماً ما يدعى أنه يمسك بزمام المبادرة، والحقيقة أنه ممسك فقط ببطولات العرب والمسلمين، فهي الرصاصة الأخيرة في شرف المواطن العربي بعد "عذرية البنت الشرقية"، كما أقتنعت أننا متخصصون في اللعن والسب وتحميل الآخر كل المسؤولية للتغطية على عجزنا المتنامى القذر، وفي كل يوم نفرغ مخزون غضبنا الممتلئ ونستنفذ كل طاقتنا السلبية منها والإيجابية عبر صفحات الفيسبوك وحوارات الفلسفة والكلام المجاني، لنعود الى ديارنا ونستلقى على قفانا وكأننا فعلنا شيئاً عظيماً، وكأننا تقدمنا 2160 كم نحو القدس .

صديقي هذا، شأنه شأن ذلك المريض "المُعدي"، والمريض لا يشفى بإغلاق عينه عن الحقيقة وتجاهل وصفات الدواء، بل بمواجهة الذات والإعتراف بالواقع والمنطق الذي نواصل الهروب منه سريعاً وبعيداً، أتفق مع "حامد عبد الصمد" أن المريض يحتاج فعلاً الى أن يعترف بمرضه أولاً .

من جهة ثانية، حديث صديقي -الذي يحلل جيداً إيحائات الجسد- جسد ما رأيته في غزة، شعب بأكمله لا يعلم ما هو مصيره، فغزة، تذكرني بسفينة تايتنك قبل غرقها وموت كل من فيها، لكن الفرق كبير وواسع بينهما، سفينة غزة التى يقودها "قبطان إخواني بوقود قطري" تقف في محيط بارد ولا تدري الى أي ميناء تذهب، مسافرو الدرجة الأولى يمتلكون قوارب النجاة، أما المواطن فهو مسافر من الدرجة "الرابعة"، وتجبرهم السلطة القائمة على رفعها عند كل جرس إنذار أو ناقوس خطر، فهو لا يملك بالمرة قراراً في السفينة التى تحمل أرواحهم، وكل من يحاول الهروب والنجاة بحياته، يخرج عليه رجال الدين والسلطة ويكررون على مسامعه -أمام كل ركاب السفينة- نفس الطلاسم والشعارات، وقد يصل به "حكم الأخوان" الى الحكم عليه بالإعدام بتمهة الهروب من "الموت مع الجماعة رحمة" !!

وحتى لا يفهمني البعض – كما صديقي النادر-، ما أريد تلخيصه، ببساطة: هل نجرؤ فعلاً على محاسبة ذاتنا؟؟ وإعادة ترتيب صفوفنا مرةً اخرى وترجمة واقعنا الحالي من دون "مكياج" مصطنع ولو لمرة واحدة!!، نحن شعب لا يهزم معنوياً ولن يهزم عقائدياً، ولكن يخسر في كل جولة غير محسوبة، تمنيت على صديقي أن لا يكمل دراساته العليا، وأن يكتفى بهذا القدر من الإستفزاز البشري، بالمناسبة "نادر" شخص يصلح لكل شئ إلا بالسياسة، عنصري بالإغتصاب وأناني بالفكر، وأنا لا أحب النرجسية بالمرة!!، كما أنه لن يستطيع قرأة مقالي الذي يشفي غليلي النادر، فهو: "مش بعرف يكرأ عربي منيح" !!.

المجد للمقاومة والرحمة للشهداء ،، 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف