فلسطينيون في عرض البحر غرقى
امين الكلح
من هنا مرت طائرات الحرب الاسرائيلية , وهنا ايضآ سقطت كل انواع القذائف والصواريخ , وهنا ايضآ جربت امريكا كل انواع القذائف والمتفجرات , وهنا كان يحيا بشر من دم ولحم ببيوت وعمارات ومنشآت كلها كانت لغزة المحاصرة من العرب واليهود ومن عالم يتفاخر بحقوق الانسان تَمَنّعَ ان يصل الى غزة ولو ببند واحد مما خط على الورق من وثائق واتفاقيات وثِقت في الامم المتحدة وغيرها من محافل دولية, يعرف اهل غزة ان البحر ليس نافذة امنة لفلسطينين اينما كانوا وخاصة اهل غزة , فلطالما ذاقوا موتآ زئام من بوارج البحر الاسرائيلية وهي تتسلى باصياد الاطفال , هنا على هذا الشريط البحري الذي لم يمنح الفلسطينين غير زرقة الموت . وصوت سيارات الاسعاف ومنقذين لم ينقذوا الابعض اشلاء بشرية تعذر تميز هوية اصحابها , دُست في مقابر المجهولين على عجل. ضاقت الانفاس وزاغ البصر وماتبقى من بيوت باتت اكوام ركام استحال العثور فيها على وسادة لطفل او غطاء, والركام بمساحة مدينة والمهجرون بتعداد يفوق الخيال, كان لابد من انزال خلف البوارج لعل شرها يؤتمن على شاطيء اخر بطعام , ووسادة لطفل, وحلم , وبعض من خبز وحليب , حملوا اجسادهم فقط فهذا كل مايملكون الى البحر, الى النافذة البحرية الاخرى , الى طوقٍ ظنوا انه طوق نجاة فلم يكن الى بارجة اسرائيلية ام من بحكمها تالاقيهم بزرقة من نوع مختلف انها زرقة الموت بالاغراق عمدآ , بارجة ترتدي قميص سفينة شحن, تصدمهم في عرض البحر ولاتنقذهم , وتمضي في عرض البحر, لم يرسل الراديو الا اشارة واحدة فقط (نفذت المهمة ) مخلفة وراءها في اليم اللئيم مئات الاجساد في ضجيج الصراخ والعويل وما من مجيب . طفلة ترسو في القاع واخرى تعوم وجهآ ازرقآ يطالع في سماء زرقاء صامتة وبعيدة كفت عن الحركة وغابت الابتسامات من وجهها الى الابد, لم تعد بحاجة الى وسادة وزجاجة حليب او غناء ام على حافة سرير ولا حتى لصلاة في باح كنيسة او مسجد في يوم عيد, اصبح الوطن والمهجر بحرآ بطعم الملح وزرقة الموت , لن تحتاج الى مركب متهالك كي تنتقل بين شواطئ المدن التي تخبئ الحقد والكراهية خلف ابتساماتها ومواثيق حقوق الانسان في شرعتها. ولا تلك التي كشرت عن انيابها باسم الاسلام والعروبة على الطرف الاخر من المتوسط , لطالما تفاخرت بالبقول المسوس والضبان غذاء لابنائها , لن تعود طفلة الى غزة سالمة غانمة ولن تبلغ المهجر وقد منحتها السماء لونها والبحر كذلك , فقط الامواج والريح وطنآ لها ولاهلها يسافرون في كل الاتجاهات رغم انف البوارج ..اسرائيلة او غير ذلك لافرق اطلاقآ في من يصنع الموت على شاطئ للبحر او في عرضه.
امين الكلح
من هنا مرت طائرات الحرب الاسرائيلية , وهنا ايضآ سقطت كل انواع القذائف والصواريخ , وهنا ايضآ جربت امريكا كل انواع القذائف والمتفجرات , وهنا كان يحيا بشر من دم ولحم ببيوت وعمارات ومنشآت كلها كانت لغزة المحاصرة من العرب واليهود ومن عالم يتفاخر بحقوق الانسان تَمَنّعَ ان يصل الى غزة ولو ببند واحد مما خط على الورق من وثائق واتفاقيات وثِقت في الامم المتحدة وغيرها من محافل دولية, يعرف اهل غزة ان البحر ليس نافذة امنة لفلسطينين اينما كانوا وخاصة اهل غزة , فلطالما ذاقوا موتآ زئام من بوارج البحر الاسرائيلية وهي تتسلى باصياد الاطفال , هنا على هذا الشريط البحري الذي لم يمنح الفلسطينين غير زرقة الموت . وصوت سيارات الاسعاف ومنقذين لم ينقذوا الابعض اشلاء بشرية تعذر تميز هوية اصحابها , دُست في مقابر المجهولين على عجل. ضاقت الانفاس وزاغ البصر وماتبقى من بيوت باتت اكوام ركام استحال العثور فيها على وسادة لطفل او غطاء, والركام بمساحة مدينة والمهجرون بتعداد يفوق الخيال, كان لابد من انزال خلف البوارج لعل شرها يؤتمن على شاطيء اخر بطعام , ووسادة لطفل, وحلم , وبعض من خبز وحليب , حملوا اجسادهم فقط فهذا كل مايملكون الى البحر, الى النافذة البحرية الاخرى , الى طوقٍ ظنوا انه طوق نجاة فلم يكن الى بارجة اسرائيلية ام من بحكمها تالاقيهم بزرقة من نوع مختلف انها زرقة الموت بالاغراق عمدآ , بارجة ترتدي قميص سفينة شحن, تصدمهم في عرض البحر ولاتنقذهم , وتمضي في عرض البحر, لم يرسل الراديو الا اشارة واحدة فقط (نفذت المهمة ) مخلفة وراءها في اليم اللئيم مئات الاجساد في ضجيج الصراخ والعويل وما من مجيب . طفلة ترسو في القاع واخرى تعوم وجهآ ازرقآ يطالع في سماء زرقاء صامتة وبعيدة كفت عن الحركة وغابت الابتسامات من وجهها الى الابد, لم تعد بحاجة الى وسادة وزجاجة حليب او غناء ام على حافة سرير ولا حتى لصلاة في باح كنيسة او مسجد في يوم عيد, اصبح الوطن والمهجر بحرآ بطعم الملح وزرقة الموت , لن تحتاج الى مركب متهالك كي تنتقل بين شواطئ المدن التي تخبئ الحقد والكراهية خلف ابتساماتها ومواثيق حقوق الانسان في شرعتها. ولا تلك التي كشرت عن انيابها باسم الاسلام والعروبة على الطرف الاخر من المتوسط , لطالما تفاخرت بالبقول المسوس والضبان غذاء لابنائها , لن تعود طفلة الى غزة سالمة غانمة ولن تبلغ المهجر وقد منحتها السماء لونها والبحر كذلك , فقط الامواج والريح وطنآ لها ولاهلها يسافرون في كل الاتجاهات رغم انف البوارج ..اسرائيلة او غير ذلك لافرق اطلاقآ في من يصنع الموت على شاطئ للبحر او في عرضه.