الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحرب الامبريالية "ضد" داعش ... في السياسة !بقلم:علي حمدان

تاريخ النشر : 2014-09-16
الحرب الامبريالية "ضد" داعش ... في السياسة !

مهمٌ ان يعلم القاصي قبل الداني اننا نكبر ونعقل ونتعلٌم، يعني بدون حركات قرعة وتفنيص وإستهبال وإقصاء، ومن الأخير مفيد الكلام بالسياسي وعلى بساط أحمدي يتسع أيضا لشعوبنا وحقوقها المشروعة التي أطلقها ربيع العرب وثوراته العظيمة !

سنوات من حرب الابادة، الفاجرة بعلنيتها وتوثيقها صوتا وصورة، ضد الشعب السوري لمطالبته بالحرية، مجازر جماعية يومية بالسكاكين والبلطات والرصاص والقنابل والصواريخ والبراميل المتفجٌرة والسلاح الكيماوي ترتكب بحق البشر المدنيين العزٌل من الاطفال والنساء وكبار السن والشباب والرجال، مئات الالاف من الضحايا بين قتيل ومفقود وجريح، ملايين المهجٌرين واللاجئين، مدن وبلدات وقرى عريقة سوٌيت بالارض، مآسي ومجاعات وأمراض لا توصف، عنف دموي جنوني وتطرٌف أعمى مُدمٌر، طائفية قاتلة برعاية الولي الفقيه "المقدٌس" ( اين منه الخليفة الدُنيوي ) "تسرح وتمرح" في سحق السوريين وما توفٌر من العراقيين واللبنانيين، دعم مطلق للمجرمين من الاستبداد العالمي يتصدٌره "قيصر" العصر المافيوزي الأكبر بوتين، مقاتلون ومرتزقة من كل هبٌ ودب، مسح الحدود والسيادة الوطنية بين لبنان وسوريا والعراق ... كل ذلك وأكثر لم يمثٌل عند صُنٌاع القرار إرهابا مستطيرا يستدعي التدخٌل الفوري والحاسم من قبل المجتمع الدولي و"المعتدلين" العرب لمواجهته ووقفه !!!

في المقابل، وبسرعة ضؤئية، وعلى عكس الانطباع السائد عن تردد الادارة الاميركية الحالية وعجزها عن إتخاذ قرار الحرب، بادر اوباما، وبمعزل عن من يوافق او لا يوافق، الى بدء حرب متصاعدة في مواجهة الطوفان الداعشي الذي إجتاح فجأة مدينة الموصل والعديد من المناطق الاخرى ووصل الى مشارف بغداد واربيل رافعا راية دولته الاسلامية الناشئة في العراق وسوريا !

فجأة ايضا نزل الوحي على إمبراطور الكون: ISIS هي الارهاب المطلق الذي يسجد امام شرٌها حتى الشيطان نفسه، انها تهدد النظام الكوني ومجرٌاته وإنتظام آلياته المقدٌسة، إنها تهدد نظام المصالح الحيوية للامبراطورية في هذه البقعة "الشريرة" المنتجة للشياطين، من الشيطان القاعدي المأفون، مرورا بالشيطان الصدامي البائد، وصولا الى شيطان الشياطين الاسلامي الناشئ ... الحرب إذا هي الرد الالهي المنطقي على هذا الارهاب فوق الشيطاني !

طبعا، البشر لا يفقهون بالشؤون المقدٌسة لامبراطورية الكون فوجب مخاطبتهم بمفردات إنسانية لعلهم يعقلون، فكان الكلام عن الامن والامان والاستقرار والدول والسيادة والقانون والاقليات وعدم جواز ذبح فلان وعلتان او إعدام مقاتلين أعداء او التعدٌي على حقوق النساء وغيرها من شؤون الرعيٌة الساكنة المستكينة.

لكن، يتساءل العامة، ما فعلته وتفعله داعش من جرائم لا يقارن بما فعلته وتفعله الاسدية والحرس الثوري للولي الفقيه الايراني وحزبه الالهي في لبنان وعصاباته المالكية في العراق، هذا فضلا عن ان الاخيرين بسلوكهم الدموي البربري لهم اليد الطولى في نشؤ وصيرورة داعش واخواتها، فيأتي الرد الامبراطوري المُتعالي: وما أدراكم بالكون وأسراره وبالذي يجب والذي لا يجب ... إياكم والمعصيٌة !

السخرية هنا ربٌما هي الاسلوب المناسب لعرض هزالة خطاب الحرب الاميركي بدءا من اوباما نفسه بإطلالاته الاعلامية المختلفة وصولا لاصغر موظف في البيت الابيض ووزارة الخارجية والبنتاغون.

بكل الأحوال، في سياق هذا الطرح أرى من المفيد الاشارة الى الملاحظات التالية:

 - الدول، كل الدول، ليست جمعيات خيرية يحرٌكها الصالح العام وإنٌما هي كيانات تسعى في المقام الاول الى تحقيق مصالحها، ولو على حساب القيم الانسانية الكونية وبغض النظر ان كانت تلك القيم  تشكٌل مبادئ مهمٌة في العديد من البلدان وبالأخص في الغرب.

 - الحرب الاميركية هنا هي في حقيقتها حربا للدفاع عن نظام المصالح الاميركية القائم في العراق بالمقام الاول ودول الخليج العربي تاليا وذلك في وجه ما تمثٌله داعش ودولتها الناشئة من مخاطر في هذا المجال. من هنا تتسم الحرب بجوهرها بالطابع الامبريالي وكل كلام آخر ينتمي الى عدٌة النصب الايديولوجية ... داعش، ومنذ سنوات كانت تقتل وتعربد في العراق وسوريا وكانت اميركا متعايشة مع هذا الوضع طالما لم يكن يمسٌ نظام مصالحها.

 - إقرار اوباما علنية في خطبته اليوم وقبلها في مقابلة NBC's Chuck Todd على الدور المحوري للبيئة السنية في حربه ضد داعش، الامر الذي يجب إستغلاله بسياسة.

 - اميركا تخوض حربها الامبريالية بمساهمة غلمانها الاوروبيين والاستراليين والكنديين، وبخدمات عبيدها المأزومين فيما يسمٌى بالأنظمة العربية المعتدلة: دول الخليج ومصر والاردن، هذا إضافة الى تركيا. طبعا، مهمٌ جدا هنا التوقف التفصيلي امام انظمة الانحطاط العربية ولكن الموضوع يحتاج الى معالجة مستقلة.

 - ضرورة التمييز الحاد هنا بين شقين رئيسيين: أولا، وعي حقيقة ما يجري فعليا وبمنتهى الوضوح والسفور، وثانيا، صياغة سلوك سياسي عقلاني في كيفية التعاطي مع هذا الواقع.

 - إنطلاقا من الظروف الملموسة وموازين القوى القائمة علينا التعاطي بسياسة مع هذه الحرب الامبريالية القائمة من حيث شئنا او أبينا ...  بسياسة أعني وبصراحة البيع والشراء مع صاحب القرار، اي اميركا، وبما يخدم قضية الثورة والتغيير. في هذا المجال يمكن ان يُقال الكثير وشخصيا سأكتفي بمسألتين رئيسيتين يجب ان تسيران جنبا الى جنب مع الحرب القائمة: سوريا، إقتلاع الاسد ونظامه، وعراقيا، إقامة نظام شراكة فعلية ينهي الهيمنة الايرانية.

علي حمدان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف