الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حلم الهجرة إلى الخارج!!بقلم رامي الغف

تاريخ النشر : 2014-09-15
حلم الهجرة إلى الخارج!!بقلم رامي الغف
حلم الهجرة إلى الخارج!!!

بقلم/ رامي الغف*

عندما يشعر المواطن انه يعيش بواقع حزين ومؤلم فسرعان ما ينتابهُ شعور وطموح أن يغير هذا الواقع، ويبحث عن ما هو أفضل، وأحيانا ينجح ويتحقق الحلم وأحيانا يفشل ويتمنى أن يرجع إلى حيث ممن بدء.
والمواطن العربي عبر زمن طويل قد عانى حقبة مظلمة واحتلالات بربرية وحكومات دكتاتورية مقيتة، فكانت أبشع وأفظع من البشاعة نفسها، لذلك عندما يفكر المواطن من التخلص من واقعه ويشد الرحال إلى أي وطن أخر، فعليه أن يفكر أولا في حالة فشله بالوصول للهدف أن يكون مصيره الموت.
بعد الحروب والمشاكل والاضطرابات الداخلية في بعض الأوطان، وكلما سارت الأحداث فيها من سيئ إلى أسوء زاد التفكير عند البعض بالهجرة عن وطنه، والشخص الذي يهاجر ويصل إلى أي بلد في الغرب يفكر بعد ذلك بان ينقذ عائلتهُ وأقاربهُ وأصدقائهُ وتبدأ الرحلة الشاقة ويتحول المهاجر إلى بضاعة يشتر ويباع بين المهربين من جهة ومن قسوة الأقدار من جهة أخرى.
فالمركب الذي كان متجه من الإسكندرية والذي غرق هذا اليوم وقبيل أن يصل إلى مبتغاه، غرق وغرق معه حلم الأشخاص الذين كانوا على متنه الذين رفضوا العيش في حياة مليئة بالحروب والإضرابات فكسروا حاجز الخوف وتحدوا الصعاب وأبحروا ضد التيار ولم يكن بحساباتهم أن هذه الأجساد ستكون وجبات لسمك القرش وهذه الحادثة تناولتها وسائل الأعلام أما التي لم تعرض على وسائل الأعلام كثيرة، معنى حجم المأساة التي أحلت بهؤلاء، هي اكبر من حجم الإعلام نفسه فلا يمكن للشاعر هذا أن كل مواطن فكر بالهجرة للغرب يحمل معه قصة والحقيقة أن يعطي وصف حقيقي لقصيدته ما لم يكن هو جزء من الحدث.
قبل أيام تحدثت مع صديق فلسطيني يقيم في النرويج ومن الأحداث التي رواها لي والتي بقت في ذاكرته أثناء رحلة الهجرة نحو المستقبل المجهول هي تلك السيدة اللبنانية التي تعرف عليها أثناء أبحارة من سوريا لإيطاليا ومن ثم للنرويج، فيقول هذا الصديق لقد كانت تلك المرأة على أبواب ولادة فتحدت هذه السيدة الصعاب وأصرت إلى أن تكمل مشوارها ومتابعة الطريق رغم أنوف المهربين وفي رحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر والصعاب، وفي زاوية ما بالمركب الذي كان يقلنا حدث ما لم تتمناه أن يحدث، فهذه السيدة التي تحمل بين أحشائها الابن البكر وبالتأكيد لطالما حلمت طوال تسع شهور وهي تنتظر بشوق لحظات الولادة ولم يخطر ببالها أن القدر قد كتب من على هذا المركب، فتمت الولادة على ضوء قداحة تشتعل أحيانا وتطفئ أحيانا وربط الحبل السري للجنين بقيطان احد الأحذية وبعد أن وصلنا تقريبا إلى السواحل الإيطالية، كان المهربين وعددهم خمسة، لم يصدقوا ما رأت أعينهم لان عدد الركاب قد زادوا واحد عندما وصلوا إلى ايطاليا، وبعد أن أجروا تعداد لعدد المهاجرين على مركبهم، عندما انطلقوا من السواحل الليبية، لأنها استطاعت أثناء الصعود لسطح المركب، أن تخفي مظاهر الحمل وبعد أن عرف المهربين أن سطح مركبهم المعد للتهريب فقط قد أصبح هذه المرة صالة عمليات ولادة.
ويضيف صديقي المهم بالأمر فيما بعد هو أن أي مهاجر بعد أن يصل إلى أي بلد أوربي ويتحقق له الحلم الذي لطالما انتظرهُ فهو يبدأ بمراحل يمر بها بشكل ترتيبي وتكلم لي عن تجربته المتواضعة التي مر بها، في النرويج، وهي في البداية يسجل اسمه عند دائرة الهجرة النرويجية، ومن ثم ينتظر المقابلة الأولى ومن ثم الثانية وبعدها يصدر قرار الإقامة الذي يرتبط بقرارات سياسية أحيانا ولهُ علاقة أحيانا بقانون الاتحاد الأوربي المهم عبر هذه السنوات ممكن يحصل على قرار الإقامة خلال شهر أو تطول المدة تصل أحيانا لخمس سنوات وبعدها يصدر قرار الإقامة ومن هذا التاريخ يكون مقيماً في مملكة النرويج، وتبدأ رحلة الأحلام الوردية فيبدأ في المدرسة لتعليم اللغة النرويجية وبعدها يستلم شقته والتفكير في تأثيثها واستلام قرض يساعدهُ مادياً ويشترك بسلفه لتحقيق ما تبقى من أحلامه وأجراء معاملة لم شمل إذا كان متزوجاً ويسافر السفرة الأولى لسوريا، ومعهُ وثيقة سفر حقيقية ليست نفس الوثيقة التي دخل بها.
خلاصة القول أن الحياة الصعبة التي يحيياها المواطن في وطنه، لا يفتأ حلم الهجرة يداعب عقول بعض المواطنين في الوطن العربي على امتداد أقطاره يدفعهم إلى ذلك صعوبات كثيرة تواجههم في أوطانهم الأم، من بينها التكافؤ في الحصول على فرص العمل والدخل المحدود وتدني الخدمات الاجتماعية ونقص الحريات والفقر والبطالة علاوة على المشاكل العائلية وعمليات الثأر والامية.
وعادة ما ترتبط أحلام المهجر في رؤوس المواطن بالثراء السريع والكفاءة العلمية والوجاهة الاجتماعية، إضافة إلى متعة الانتماء إلى الحضارة المنتصرة، وهو الأمر الذي يوقعهم كثيرا ضحية لإعلانات الهجرة المضللة التي تنشر في الجرائد، وتستغل الطموح الزائد وقلة الخبرة لدى المواطن لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

الإعلامي والباحث السياسي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف