ـ متفرقات من مواقف جحا الجديدة : ( طوب : 6 ) ـ
ذهب رهط من الناس إلى جحا وقد رأوه مقبلا فقالوا له : ـ تعبنا يا جحا وضاقت علينا الأرض بما رحبت ومزقنا كل ممزق ..أخبرنا عافاك الله ..أهي لعنة أصابتنا أم هو سوء الدار !؟ ـ قال جحا : ـ إنكم تسألون عن أمر عظيم وسهم طائش طار فأصاب نياط قلوبكم في الصميم ..إنكم وأيم الله لتنشدون لما حل بكم مخرجا ..هو الحق إذا ما ترجون وإن كان نوره على الدوام واضحا أبلجا ..ألا فاسمعوا وعوا ولا تحملوا تبعات أوزاركم أحدا غير أنفسكم فأنتم أحق باللوم ولا يظلم ربك أحدا !! قد أصبحتم أظلم من عاد الذين جحدوا أخاهم هودا.. وأعتى من ثمود الذين عتوا عن أمر ربهم وكذبوا أخاهم صالحا.. وأتعس من مدين التي جادلت نبيها شعيبا ..ألا بعدا لعاد قوم هود ..ألا بعدا لثمود .. ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود !! قلوبكم صارت قاسية فهي كالحجارة أو أشد قسوة !! وزللتم وتعديتم فصرتم أشبه بقردة خاسئين ..يراكم الرائي فتعجبه أجسامكم وإن نطقتم فأنتم كخشب مسندة تحسبون كل صيحة عليكم !! عجلتم أمر ربكم فأخلفتم كل موعد صادق.. وتقزمت آمالكم فلم تخرقوا الأرض ولم تبلغوا أي جبل شاهق .. ثبطت عزائمكم وخاب فألكم وتنازعتم ففشلتم وذهبت ريحكم ..تدلت فيكم البطون.. وغارت مقل أعينكم في الجفون.. وما هنئتم براحة في حركة ولا في سكون !! ناشدتم القرب بالظلم فلقيتم حتفكم .. وصارت حدة الإنفعال هي دأبكم.. والتفكير العقيم هو همكم.. والغواية هي دندنكم .. وهتك الأسرار هو تسليتكم .. والسير على الأعقاب هو مرتكزكم ..والوقيعة هي فرشكم وغطاؤكم ..واستبدال الحق بالباطل هو تفننكم ..واغتصاب المتاع بغير وجه حق هو مطلبكم ..واستقواء غليظكم على ضعيفكم هو زادكم .. والإصرار على الذنب فيه طامتكم .. وإيثار الحياة الدنيا هو آفتكم .. واستحباب العمى على الهدى أمر سيهلككم ..والخوار قد ذهب بأنفتكم وعزمكم .. وما تجاوز نظركم أرنبة أنوفكم !! إستحببتم التناطح كالنعاج ..وساد في أوساطكم كثرة اللجاج ..فكأن صيحة فتنتكم واقتلعت رشدكم فأنتم طوافون في كل الفجاج ..قد شربتم من كل قطر ونبع وما ارتويتم ..وامتلأت الأكف لديكم ومعها مكتنزاتكم وما اكتفيتم ..وزاغ البصر لديكم فرأيتم أشتاتا وما أبصرتم .. وطلبتم الدواء لأسقامكم وما تداويتم .. وأعرتم السمع لناصحكم وما أصغيتم ..فإما ترجعوا عما أنتم عليه وتصلحوا ذات بينكم تستقم أحوالكم ويعد إليكم لباس إنسانيتكم ..وإلا فتمادوا في ما أنتم فيه وأصروا على غيكم حتى تصيبكم قارعة أو تحل قريبا من دياركم .. ،،ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ،، !! ـ ثم تركهم في دهشتهم حائرين.. ولأفواههم فاغرين ..ومضى إلى حال سبيله متمتما بدعوات ومستغفرا وراجيا ألا يجعله الله تعالى مع القوم الظالمين !!
ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
ذهب رهط من الناس إلى جحا وقد رأوه مقبلا فقالوا له : ـ تعبنا يا جحا وضاقت علينا الأرض بما رحبت ومزقنا كل ممزق ..أخبرنا عافاك الله ..أهي لعنة أصابتنا أم هو سوء الدار !؟ ـ قال جحا : ـ إنكم تسألون عن أمر عظيم وسهم طائش طار فأصاب نياط قلوبكم في الصميم ..إنكم وأيم الله لتنشدون لما حل بكم مخرجا ..هو الحق إذا ما ترجون وإن كان نوره على الدوام واضحا أبلجا ..ألا فاسمعوا وعوا ولا تحملوا تبعات أوزاركم أحدا غير أنفسكم فأنتم أحق باللوم ولا يظلم ربك أحدا !! قد أصبحتم أظلم من عاد الذين جحدوا أخاهم هودا.. وأعتى من ثمود الذين عتوا عن أمر ربهم وكذبوا أخاهم صالحا.. وأتعس من مدين التي جادلت نبيها شعيبا ..ألا بعدا لعاد قوم هود ..ألا بعدا لثمود .. ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود !! قلوبكم صارت قاسية فهي كالحجارة أو أشد قسوة !! وزللتم وتعديتم فصرتم أشبه بقردة خاسئين ..يراكم الرائي فتعجبه أجسامكم وإن نطقتم فأنتم كخشب مسندة تحسبون كل صيحة عليكم !! عجلتم أمر ربكم فأخلفتم كل موعد صادق.. وتقزمت آمالكم فلم تخرقوا الأرض ولم تبلغوا أي جبل شاهق .. ثبطت عزائمكم وخاب فألكم وتنازعتم ففشلتم وذهبت ريحكم ..تدلت فيكم البطون.. وغارت مقل أعينكم في الجفون.. وما هنئتم براحة في حركة ولا في سكون !! ناشدتم القرب بالظلم فلقيتم حتفكم .. وصارت حدة الإنفعال هي دأبكم.. والتفكير العقيم هو همكم.. والغواية هي دندنكم .. وهتك الأسرار هو تسليتكم .. والسير على الأعقاب هو مرتكزكم ..والوقيعة هي فرشكم وغطاؤكم ..واستبدال الحق بالباطل هو تفننكم ..واغتصاب المتاع بغير وجه حق هو مطلبكم ..واستقواء غليظكم على ضعيفكم هو زادكم .. والإصرار على الذنب فيه طامتكم .. وإيثار الحياة الدنيا هو آفتكم .. واستحباب العمى على الهدى أمر سيهلككم ..والخوار قد ذهب بأنفتكم وعزمكم .. وما تجاوز نظركم أرنبة أنوفكم !! إستحببتم التناطح كالنعاج ..وساد في أوساطكم كثرة اللجاج ..فكأن صيحة فتنتكم واقتلعت رشدكم فأنتم طوافون في كل الفجاج ..قد شربتم من كل قطر ونبع وما ارتويتم ..وامتلأت الأكف لديكم ومعها مكتنزاتكم وما اكتفيتم ..وزاغ البصر لديكم فرأيتم أشتاتا وما أبصرتم .. وطلبتم الدواء لأسقامكم وما تداويتم .. وأعرتم السمع لناصحكم وما أصغيتم ..فإما ترجعوا عما أنتم عليه وتصلحوا ذات بينكم تستقم أحوالكم ويعد إليكم لباس إنسانيتكم ..وإلا فتمادوا في ما أنتم فيه وأصروا على غيكم حتى تصيبكم قارعة أو تحل قريبا من دياركم .. ،،ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ،، !! ـ ثم تركهم في دهشتهم حائرين.. ولأفواههم فاغرين ..ومضى إلى حال سبيله متمتما بدعوات ومستغفرا وراجيا ألا يجعله الله تعالى مع القوم الظالمين !!
ـ مع تحيات ؛ عصفور من الغرب : محسن حكيم٠
