درس من آمرلي العراقية!
عاطف سعد
1 أيلول 2014
آمرلي، بلدة عراقية صغيرة تقع على بعد 160 كم شمال بغداد. يعيش في البلدة نحو 15000 نسمة ينتمون للتركمان الشيعة. مثل هذا الانتماء ينسج نمطا اجتماعيا وثقافيا مُعاشا وغنيا بتعدديته في بلدات ومدن العراق.
في العاشر من حزيران 2014، تعرضت آمرلي لهجوم كاسح من تنظيم داعش لم تستطع قوات البيشمركة الصمود بوجهه فانسحبت ما جعل الأهالي في وضع عليهم أن يقرروا فيه مصيرهم: فإما أن يستسلموا لتنظيم داعش الدموي فيُذبَحوا لأنهم بنظره كفار، وإما أن يخوضوا معركة البقاء فيقاتلوا ويصمدوا دفاعا عن أنفسهم وعرضهم وأرضهم.
قرر أهالي آمرلي التصدي والصمود. ونجحوا في المرحلة الأولى بتجنيد كل من يقدر على استعمال السلاح وبتكليف من لا يقدر على حفر خنادق أو إقامة متاريس لمنع تقدم داعش داخل البلدة. لم يكن السلاح المتوفر لأهالي آمرلي يضاهي السلاح المتوفر بأيدي مقاتلي داعش. كان سلاحا بسيطا يتكون من بنادق وعصي وسيوف قديمة. السلاح الأقوى كان الروح المعنوية التي مكنت، وبسرعة، من تشكيل مجموعات من المتطوعين المدنيين للإشراف على إدارة توزيع ما توفر لهم من ماء وغذاء ودواء على الأهالي بدون تمييز بين تركماني شيعي أو مسلم سني.
نهاد البياتي، يعمل مهندسا في مصفاة النفط، تحول إلى مقاتل بعد محاصرة بلدته وبعد سماعه أخبار المجازر التي إرتكبتها داعش بحق الأيزيديين.
وردت داعش بضرب حصار مشدد قاطعة عن الأهالي الماء والغذاء والاتصال مع العالم لخارجي. استمر الحصار 84 يوما ولم يستسلم الأهالي المحاصرين. وكانت فترة كافية كي تُعيد قوات البشمركة والجيش العراقي إعادة تنظيم صفوفهم بإسناد جوي أمريكي، ولشن هجوم كاسح ضد جحافل داعش وإرغامه على فك الحصار والتقهقر.
وحدة أهالي آمرلي وصمودهم وتشكيلات المتطوعين الذين انتظموا بسرعة وتسلحوا بما تيسر من أسلحة بسيطة ساعدت بصمودهم فترة الحصار ومن شن هجمات صغيرة وسريعة على مواقع داعش ومشاغلتها الأمر الذي وفر العامل الحاسم الذي عجل بإلحاق الهزيمة بجحافل داعش وتحرير بلدتهم.
والطريف في الأمر أن نهاد البياتي، مهندس النفط الذي تحول لمقاتل، كان من أوائل من زف بشرى دحر داعش عن آمرلي وتحريرها لوكالات الأنباء.
عاطف سعد
1 أيلول 2014
آمرلي، بلدة عراقية صغيرة تقع على بعد 160 كم شمال بغداد. يعيش في البلدة نحو 15000 نسمة ينتمون للتركمان الشيعة. مثل هذا الانتماء ينسج نمطا اجتماعيا وثقافيا مُعاشا وغنيا بتعدديته في بلدات ومدن العراق.
في العاشر من حزيران 2014، تعرضت آمرلي لهجوم كاسح من تنظيم داعش لم تستطع قوات البيشمركة الصمود بوجهه فانسحبت ما جعل الأهالي في وضع عليهم أن يقرروا فيه مصيرهم: فإما أن يستسلموا لتنظيم داعش الدموي فيُذبَحوا لأنهم بنظره كفار، وإما أن يخوضوا معركة البقاء فيقاتلوا ويصمدوا دفاعا عن أنفسهم وعرضهم وأرضهم.
قرر أهالي آمرلي التصدي والصمود. ونجحوا في المرحلة الأولى بتجنيد كل من يقدر على استعمال السلاح وبتكليف من لا يقدر على حفر خنادق أو إقامة متاريس لمنع تقدم داعش داخل البلدة. لم يكن السلاح المتوفر لأهالي آمرلي يضاهي السلاح المتوفر بأيدي مقاتلي داعش. كان سلاحا بسيطا يتكون من بنادق وعصي وسيوف قديمة. السلاح الأقوى كان الروح المعنوية التي مكنت، وبسرعة، من تشكيل مجموعات من المتطوعين المدنيين للإشراف على إدارة توزيع ما توفر لهم من ماء وغذاء ودواء على الأهالي بدون تمييز بين تركماني شيعي أو مسلم سني.
نهاد البياتي، يعمل مهندسا في مصفاة النفط، تحول إلى مقاتل بعد محاصرة بلدته وبعد سماعه أخبار المجازر التي إرتكبتها داعش بحق الأيزيديين.
وردت داعش بضرب حصار مشدد قاطعة عن الأهالي الماء والغذاء والاتصال مع العالم لخارجي. استمر الحصار 84 يوما ولم يستسلم الأهالي المحاصرين. وكانت فترة كافية كي تُعيد قوات البشمركة والجيش العراقي إعادة تنظيم صفوفهم بإسناد جوي أمريكي، ولشن هجوم كاسح ضد جحافل داعش وإرغامه على فك الحصار والتقهقر.
وحدة أهالي آمرلي وصمودهم وتشكيلات المتطوعين الذين انتظموا بسرعة وتسلحوا بما تيسر من أسلحة بسيطة ساعدت بصمودهم فترة الحصار ومن شن هجمات صغيرة وسريعة على مواقع داعش ومشاغلتها الأمر الذي وفر العامل الحاسم الذي عجل بإلحاق الهزيمة بجحافل داعش وتحرير بلدتهم.
والطريف في الأمر أن نهاد البياتي، مهندس النفط الذي تحول لمقاتل، كان من أوائل من زف بشرى دحر داعش عن آمرلي وتحريرها لوكالات الأنباء.