الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المشاهد العربي بين القراءة والدراما بقلم: سعاد الورفلي

تاريخ النشر : 2014-09-02
للكاتبة : سعاد الورفلي

ماذا يقرأ المواطن العربي ، وماذا يشاهد؟ استفهامان مهمان يحتاجان لكثير تحليل وتأويل . ولايُكتفى بمجرد الفكرة النظرية ، لنتطلع إلى قراءات العرب ومشاهداتهم نحتاجُ استطلاعات واسعة تشمل أكبر قدر من العرب كي نتعرف على حقيقة شهية المواطن العربي وما يجذبها ويفتحها ويجعلها نهمة .
الدراما مزدحمة بكثير من المسلسلات التي التي تعالج القضايا والحياة الاجتماعية بكل بصماتها ، تلك الدراما تمثلت في المسلسلات على الشاشات الصغيرة ، والأفلام المتنوعة بين دور السينما والمعروض منها تلفزيونيا ..أيضا ...
لكن بقراءتنا للواقع العربي ؛ سنجد أن هناك ميلا كبيرا لكل مسلسل درامي يتحدث عن حياته الواقعية ، فقد ملّ المواطن من حياة الافتراضيات والأحلام والطموح الذي يفتر مجرد أن يبدأ المواطن في تحقيقه على أرض الواقع . فباتت الدراما متنفسا لكل مشاهد عربي يلاحقها بأنفاسه ونظراته ، كأنه يشاهد مسلسل حياته المترامي بين أقبية الدنيا .
كان المواطن العربي يفضل بشغف تلك الدراما التي تتجسد فيها الفصحى أو ما تسمى بالمسلسلات التاريخية ..وقد وُجِد قسطٌ كبيرٌ من المتتبعين قد تحسنت لديهم نبرات الإلقاء والتعبير بمجرد متابعته سلسلة من ثلاث عشرة حلقة إلى ثلاثين حلقة ، فنراه يقلد الشاعر ويحاكيه في طريقة إلقائه وأسلوبه ..وقد يحفظ أبيات من تلك الدراما التاريخية أو الأدبية .لكننا نفتقد في عصرنا الحالي تلك الدراما التي تجسد تاريخ الأدب في العصور الأولى بدءا من عصر الرسالة وحتى العصور الأندلسية ؛ فكلما كانت دراما الألفيات مزدحمة بالتاريخ والأدب ومجالسات العلماء .
أصبح لدينا مواطن يرقى مستواه الفكري بنسبة تقدم تلك المسلسلات التي تعرض حقبة فكرية تاريخية معينة .
فالمواطن العربي لايقرأ كثيرا ولاوقت لديه أمام التلفاز والإنترنت لقراءة كتاب يتحدث عن شعر المتنبي أو ديوانه مثلا ..أو يتحدث عن محاورات أبي حيان التوحيدي ..أو عن الرازي وطبه واكتشافاته ...هو بحاجة إلى تجسيد ينمي فكره ، يزيد معلوماته أو يضيف شيئا جديدا لها ...تلك المعلومات ملقاة في صورة ملفات درامية مجسدة يعيشها بينهم ..بكلمات صوتية ...أدوار تبدو منعشة لكثير من الشخصيات التي يقرأ عنها مصْمتة في بطون الكتب والمجلدات و-قلما – أن يستوعبها .
وبما أن المواطن العربي صار هاجرا لكتب التاريخ وبداياته وأحداثه ، وصار يمل قراءة سلسلة كاملة من جزء واحد إلى خمسة عشرة جزءا .
فإن مسلسلا من ثلاثين حلقة كفيل بأن يظهر بعض أو المهم من تلك المجلدات كي يراها المشاهد العربي ويستمتع بالأحاديث الفصيحة . وحياة ما بين الأسطر في تلك المجلدات .
ونحن إذ نكتب هذه الأسطر فإننا لانكتبها من تخمين أو فراغ ؛ بل بما لمسناه من بصمات لبعض مسلسلات عرضت في شهر رمضان الكريم أو في المواسم الدينية ، مثل شريط الرسالة وماله من فاعلية كبيرة في نفوس أغلب الناس ، فعلى سبيل المثال لاالحصر- طلاب الثانويات العامة يقرؤون مادة السيرة النبوية ، وعند الامتحان لانجد الإجابة الصحيحة ولا التحصيل الجيد ..وعند مساءلتهم عن قصة من قصص السيرة ، فإن الطالب لايستطيع الانطلاق أو حتى ذكر الأسماء والشخصيات التاريخية المشهورة، وهذا للأسف موجود و بوضوح في أغلب مؤسساتنا التعليمية ! ولكن لو طلب المعلم من التلاميذ مشاهدة مسلسل تاريخي إسلامي ؛ يتحدث عن معركة بدر ، وسيجري بعد المشاهدة امتحانا شفويا أو تحريريا عما شاهده الطلاب ...مع التعبير عن غزوة بدر كما شاهدها التلميذ ...سنذهل حقيقة من تفتق شهية الطالب ، وتعبيره وتجسيده للأدوار والأحداث ... وسيتخلص الطالب من عقدة الخوض في شرح الموضوع والتردد والشك في معلوماته .
لقد تم الوقوف على مجموعة من الطلاب يجسدون شخصيات رأوها بلغة تفوق لغة المعلم من الفصاحة والطلاقة والفنية .
إن المواطن العربي لكي يقرأ الفكر والتاريخ والأدب ؛ يحتاج موازنة كبيرة تقوم بها الدراما الفنية ، فبدل أن تقتصر الدراما على مشاهد اجتماعية أو واقعية ..أو كوميدية ..أو حياة أو ما شابه من أشياء معاصرة ؛ فلابد أن يكون هناك أكبر قدر من تجسيد شخصيات تاريخية وأدبية ودينية بصور فنية دون تحريف للتاريخ أو إسقاطات تضر النص التاريخي أو الأدبي أو الشخصية الشعرية وتشتت –جرّاء ذلك- ذهن المشاهد .
وبما أن المواطن العربي صارت عينه قارئة عن طريق المشاهدة الدرامية، كان الأولى توظيف الفكر دراميا حتى يحدث توازن ثقافي بين ما يتلقاه المشاهد من دراما اجتماعية حياتية ، قد تضر قريحته وتعكر مزاجه بالمبالغات ...إلى دراما تفتح فكره وتدعوه لتقليب كتب التاريخ والأدب والفكر ، وبالتالي يزيد إقباله لما فتح دراماتيكيا على كل ما يتعلق من مشاهد قراءة .....
وفي نهاية المقال أضرب مثلا ببعض المسلسلات التعليمية التي كانت تخصص لتعليم اللغة والنحو ..بشكل تمثيلي ..فإنها أفادت أجيالا كثيرة لاستيعاب الكثير من قواعد النحو الجامدة المجمدة إلى بروفات حية حيوية تمتلئ نشاطا وحركية تعيش على ألسنة المشاهدين ويتلقفونها بسهولة بالغة ....بل ويستوعبونها أكثر من قراءتها دراسة وتعليما .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف